ليس جديداً على تاريخ العلاقات السعودية الأميركية ما يتجدّد في الاتصال الهاتفي الذي تلقاه سمو ولي ولي العهد ووزير الدفاع من وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر وما جرى خلال الاتصال من بحث وتوسيع في مجالات التنسيق مع المملكة ودول الخليج حيال القضايا الإقليمية والدولية والعسكرية، وتعزيز فرص الاستقرار في المنطقة، بما فيها الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب، إلى جانب تنسيق الجهود الأميركية الخليجية من أجل مواجهة التطرف الذي تدعمه بعض الدول، ومواجهة الدور الإيراني في المنطقة الذي أدى إلى تدهور الأوضاع في المنطقة. العلاقة بين السعودية وأميركا ليست علاقة نفط، فأميركا لديها نفط، لكنها علاقة مصالح جيوسياسية، واستراتيجية، فالسعودية هي مركز المسلمين في العالم ولها تأثير على مليار ونصف المليار في العالم، ولا تستطيع أميركا أن تتجاهل هذا الثقل الروحي للمملكة، كما أن المملكة هي أكثر الدول استقراراً على المستوى الاقتصادي ولجأ إليها العالم أثناء أزماته العالمية المالية. لهذا لا صحة لمن يعتقد أن وجود النفط في أميركا ربما يقلل من مكانة السعودية، من رأى هذا الرأي فهو واهم وبقوة، الذي نراه الآن أن دور المملكة ينمو، وهي ليست دولة صغيرة أو فقيرة أو عاجزة، بل هي ضمن الاقتصاديات الأكبر على مستوى العالم، وبقراراتها الاقتصادية تستطيع أن تؤثر على أي دولة في العالم كما حدث في أكثر من مرحلة. في الصحف الأميركية هناك عتب على إدارة الرئيس أوباما بسبب ضعفه وموقف واشنطن من الأزمة السورية. ومن بين السياسيين الذين يرون في نهج أوباما خطأً كبيراً السيناتور الجمهوري جون ماكين. والذي يرى كغيره من المناوئين لسياسة أوباما أن الذي يجري في سورية يؤثر على الأمن القومي الأميركي ويؤثر على مصالح أميركا بالمنطقة. لا شك أن العلاقات السعودية الأميركية بينهما جذور مشتركة مستحيلة التلف أو الموت، حتى وإن كانت هناك سطوح ومناطق يمكن الاختلاف عليها ونقاشها والسجال حولها. وصحيحٌ أن هناك نظرية عظيمة في السياسة تقول: حين تحضر المصالح تتلاشى التحالفات! ولكن حين تجتمع المصالح مع التحالف وعدو مشترك "الإرهاب" كما هو الحال في العلاقات السعودية الأميركية فالأمر مختلف! وللحديث بقية..
مشاركة :