أكدت دراسة أجراها مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، أن المملكة في الصدارة خليجيا من حيث عدد المرضى المصابين بالتليف الكيسي، وهو مرض وراثي مزمن يصيب أجهزة متعددة في الجسم، ويورث في نمط وراثي متنح، مما يزيد الإصابة به في المناطق التي ينتشر فيها زواج الأقارب. ويناقش الدكتور يزن بن سعيد استشاري الحساسية والربو والمناعة والأمراض الصدرية للأطفال بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام شرقي المملكة، موضوع التليف الكيسي في الشرق الأوسط خلال مؤتمر طب الأطفال الذي يعقد ضمن فعاليات معرض ومؤتمر الصحة العربي في الفترة من 27 ــ 30 يناير الحالي، في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض. وأوضح الدكتور يزن أن التليف الكيسي من الأمراض المتطورة التي تؤدي إلى الإضرار بأعضاء الجسم والوفاة، حيث تتصدر الأمراض الصدرية أسباب الوفاة وتليها المراحل المتقدمة من مرض الكبد (ثاني أكثر أسباب الوفاة انتشارا)، وكثيرا ما يتسبب التليف الكيسي كذلك في اختلال وظائف البنكرياس، والإصابة بأضرار داخلية (يؤدي إلى سوء الامتصاص وتأخير النمو) وخارجية (يؤدي إلى مرض السكري المرتبط بالتليف الكيسي)، كما يؤدي التليف الكيسي إلى حدوث عقم للجزء الأكبر من الذكور وضعف خصوبة للإناث. وفقا للدكتور يزن بن سعيد، يظل التليف الكيسي دون تشخيص في كثير من الحالات بالمملكة والشرق الأوسط، ويتم علاج الكثير من المرضى ظنا بأنها عدوى صدرية متكررة، ومرض مشابه للربو، وإسهال مزمن، وعدم قدرة على النمو. ويفسر انخفاض الوعي والخبرة بهذا المرض عدم القدرة على تشخيصه أو تأخر التشخيص، لكن الأهم من ذلك هو الافتقار إلى أدوات التشخيص والفنيين أصحاب الخبرة في الكثير من مرافق الرعاية الصحية في المنطقة، مشيرا إلى أن الكثير من البلدان الغربية اعتمد فحص الأطفال حديثي الولادة للتأكد من عدم الإصابة بالتليف الكيسي، وذلك بهدف التشخيص والتدخل المبكرين، أما الهدف طويل المدى، فهو الوقاية من إصابة أعضاء الجسم بأضرار أو تأخير الإصابة وإطالة العمر المتوقع للمريض، وقد أثبت هذا المنهج أنه اقتصادي على المدى الطويل في البلدان التي ينتشر فيها التليف الكيسي. واختتم الدكتور سعيد حديثه قائلا، ومع ذلك، فإن قرار اعتماد هذا المنهج في المملكة والشرق الأوسط يعوقه نقص المعلومات المناسبة حول مدى انتشار المرض والدراسات التي تثبت فعالية التكلفة.
مشاركة :