الأردن منتخب النشامى يسحق كوريا الجنوبية، وجعلها زينة لمنسفهم الأردني الشهير، الحصان الأسود بروح قتالية واندفاع وحماس وشراسة مشروعة، يعاقب كوريا التي اعتقدت أنها بابتعادها عن مواجهة اليابان في دور الـ16 وستلاعب اليابان نفسها على النهائي، ولكنها وبعد تجاوز المنتخب السعودية غير المستعد لهذه البطولة، وبطريقة دراماتيكية يتجاوز منتخبنا الوطني ليواجه أستراليا ويتجاوزها ليذهب لمواجهة الأردن المتعادل معها في دور المجموعات، والنشامى بعد انتصارهم على العراق في أجمل مباريات البطولة، وتجاوزهم طاجيكستان غير المضغوطين، وفي موقعة الأردن وكوريا يكفي أن نعلم أن المنتخب الكوري بكل نجومه المحترفين الدوليين لم يسدد أي تسديدة على مرمى النشامى بين خشبات المرمى. قطر وإيران، قطر حاملة اللقب الأخير، صاحبة الأرض والجمهور، تواجه إيران التي عذبت وأذلت اليابان، وتكتسب صفة الفريق الأكثر جاهزية في البطولة، في مباراة نصف النهائي تقدمت إيران وعادلت قطر، ثم تقدمت قطر ثم عادلت إيران، ولكن بشخصية البطل العنابي وبحضور أمير قطر، انفجر القطريون وعادوا ليتقدموا بهدف ينهوا به مسيرة إيران القوية، ويرافقوا منتخب النشامى إلى المباراة النهائية، للمرة الثانية على التوالي قطر تلعب النهائي، في الأولى حسمت اللقب، وفي الثانية أمام فريق قوي منظم ومدرب خبير قوي حسين عموتة. الجماهير العربية كانت كلها مع الأردن بمواجهة كوريا، ومع قطر بمواجهة إيران، وفي ملعب لوسيل نهائي البطولة، الأردنيون في مدرجاتهم، والقطريون في مدرجاتهم، والعربي بين وبين، لا فرق من سيفوز لأن البطل في النهاية هو عربي، ولكل ميوله، حتى نظرية المنتخبات الخليجية -ولله الحمد- لم تعد تفرض نفسها، ولا بلاد الشام، ستجد كويتيين يشجعون الأردن، وسوريين يشجعون قطر، ستجد سعوديين يعشقون لعب موسى التعمري ويزن النعيمات في الأردن، وآخرون يحبون أكرم عفيفي والمعز في قطر، لا فرق بين من سيفوز فكلاهما إخوة أشقاء أحباء، وستكون ليلة للتاريخ نفرح فيها جميعاً، لا خاسر في هذه المواجهة. شخصياً سأشاهد المباراة لأستمتع، لا يهمني من سيفوز، لعلي أميل إلى هنا قليلاً وهناك قليلاً، توقعي للمباراة أن النهاية ستكون أن كلاهما يستحق الفوز، ووحده الفائز من سيحمل اللقب بصفته الفائز الأول، لأن الفريق الثاني سيكون الفائز الثاني بالمرتبة الثانية وفي نهائي آسيا الكبير، نعم، توقعي يصب في خانة الأردن لعدة أسباب، الضغط عليه أقل، مواجهته مع العراق وكوريا، القويان المتحفزين والمؤهلين للقب، النشامى استطاعوا أن يستغلوا الضغوط على العراقيين والسوريين لمصلحتهم، من خلال الانضباط التكتيكي، والقوة البدنية والروح القتالية، قوة هجومية بالتعمري والنعيمات وعودة الغائبين عن مواجهة كوريا. لكن وللأمانة ورغم توقعي بفوز الأردن، إلا أن قطر حظوظها أكثر، الأرض والجمهور، قوة الفريق وشخصية البطل، مروا بهذه التجربة في البطولة السابقة، خبرة ومواهب لاعبيها، وبالتالي فإن حظوظها أكبر من النشامى، ولكني توقعت النشامى لأن لديهم أيضاً الرغبة الجارفة بالفوز، ولديهم مدرب يحبونه ويفهم عليهم ويعرف كيف يستغل ويوظف إمكانيات لاعبيه، لهذا ستكون المباراة قوية جداً من الناحية الفنية في الشوط الأول، وقتالية في الشوط الثاني، ولا أعتقد أن هنالك تمديداً لأوقات إضافية، وستنتهي ضمن وقتها الأصلي. السبت المقبل ستكون المباراة، ولنا بعدها حديث مطول عنها وعن نتيجتها، وعن منتخبنا في هذه المشاركة وكأس العالم المقبلة إن شاء الله. د طلال الحربي