واشارت محكمة الاستئناف في لاهاي إلى إمكانية استخدام هذه القطع في أعمال تنتهك القانون الدولي من خلال ضرب المدنيين في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس. وقال القاضي "إن إسرائيل لا تأخذ بعين الاعتبار العواقب على السكان المدنيين بشكل كافٍ عند تنفيذ هجماتها". وأضاف القاضي أن "المحكمة ترى أنه يوجد تهديد واضح بارتكاب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني للحرب في قطاع غزة بطائرات مقاتلة إسرائيلية من طراز أف-35". وأعلن لاهاي أن "المحكمة تأمر الدولة بوقف جميع عمليات التصدير والعبور الفعلية لقطع غيار مقاتلات إف-35 إلى وجهتها النهائية إسرائيل خلال سبعة أيام من التبليغ بهذا الحكم". كذلك، رأت المحكمة أن الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة وإسرائيل التي تنطوي عليها هذه القضية وفقًا للدولة الهولندية، لا يشكل مبرراً جيداً لمواصلة تصدير قطع الغيار. وتتعلق القضية بقطع غيار تعود ملكيتها للولايات المتحدة وتخزنها في هولندا من حيث يتم إرسالها إلى الدول الشريكة، ومن بينها إسرائيل، بموجب اتفاقيات التصدير. "غض الطرف" كان تصريح تصدير هذه القطع قد مُنح في عام 2016 لأجل غير مسمى ولكن، وفقًا لمحكمة الاستئناف، الوضع تغير جذرياً منذ ذلك الحين ولا يمكن تجاهل ذلك. وقضت المحكمة بأن "حقيقة أن التصريح مُنح لفترة غير محددة لا يعني أن الدولة يمكن أن تغض الطرف عن الأحداث اللاحقة". وبذلك ألغت المحكمة حكماً اصدرته المحكمة الابتدائية في هذه القضية. وكانت المحكمة قد قضت في كانون الأول/ديسمبر بأن قرار تسليم هذه القطع سياسي في المقام الأول ولا ينبغي للقضاء التدخل فيه. وقد رفعت منظمات حقوقية، وفي مقدمتها مجموعة "أوكسفام نوفيب"، دعوى قضائية ضد الحكومة الهولندية معتبرة أن تزويدها قطع غيار لمقاتلات "إف-35" يساهم في انتهاكات إسرائيل المفترضة للقانون الدولي في حربها ضد حماس في قطاع غزة. وأكدت السلطات الهولندية في تشرين الثاني/نوفمبر أنه من غير الواضح إن كانت تملك حتى سلطة التدخل في عمليات التسليم التي تعد جزءا من عملية تديرها الولايات المتحدة لتزويد جميع الشركات في برنامج "إف-35" بالقطع. وقال خبراء في القانون الدولي لوكالة فرانس برس إن طرفي النزاع قاما على الارجح بانتهاك حقوق الإنسان. اندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة. وردّت إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 28340 شخصًا على الأقلّ، غالبيّتهم نساء وأطفال، حسب حصيلة لوزارة الصحّة التابعة لحماس.
مشاركة :