توقع محللون في قطاع النفط، أن تسجل عمليات الاندماج والاستحواذ في صناعة النفط والغاز، زيادة بشكل أكبر في عام 2024 مع انخفاض أسعار الفائدة. وقال لـ"الاقتصادية" ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة، "إن عمليات الاندماج والاستحواذ سجلت سلسلة صفقات ضخمة بين منتجي النفط والغاز خلال العام الماضي"، ويرجح مزيد من الصفقات خلال العام الجاري. وسلط الضوء على أن صناعة النفط والغاز شهدت موجة من الاندماجات في الأشهر الأخيرة، بما في ذلك شراء شركة إكسون موبيل شركة بايونير للموارد الطبيعية مقابل 60 مليار دولار، واستحواذ شركة شيفرون على شركة هيس مقابل 53 مليار دولار. هوبر أشار إلى أن زيادة الاستثمارات النفطية هي قضية محورية لأوبك وكافة المنظمات المعنية بالطاقة، لتحقيق أمن إمدادات موارد الطاقة المختلفة. من جانبه، أرجع روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، الضعف الحالي في الطلب على النفط، إلى صيانة المصافي، لكنه أكد أن آفاق السوق إيجابية في بقية العام. شتيهرير أشار في حديثه لـ"الاقتصادية" إلى أن فائض النفط العالمي الذي تشهده السوق حاليا يرجع إلى الضعف الموسمي في يناير، إذ يتوقع أن يكون هذا الفائض مؤقتا ويتحول إلى عجز قدره 1.6 مليون برميل يوميا في فبراير الجاري. وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة، فإن إنتاج النفط الخام سجل أعلى مستوى له على الإطلاق في ديسمبر بأكثر من 13.3 مليون برميل يوميا، لكنه انخفض إلى 12.6 مليون برميل يوميا في يناير "بسبب عمليات الإغلاق المرتبطة بالطقس البارد". ويوفر استعداد منظمة أوبك برفع أو خفض إنتاج النفط في أي وقت مهما كانت مقتضيات السوق، الأمان والاستقرار لأسواق النفط. وهنا تقول أرفي ناهار المختصة في شؤون النفط والغاز، "إن رسائل الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي إلى السوق كانت إيجابية ومطمئنة"، موضحة أن قرار السعودية التخلي عن خططها لتوسيع طاقتها الإنتاجية من النفط الخام هو نتيجة لتحول الطاقة. وأشارت إلى إعلان شركة أرامكو السعودية العملاقة أنها ستقوم بتحديث خطط إنفاقها الرأسمالي للعام في مارس المقبل، عندما تعلن نتائجها المالية لعام 2023.
مشاركة :