خيّم الهدوء الحذر على معظم جبهات القتال في اليمن، وساد الترقب لما ستؤول إليه العمليات السياسية التي تتجه نحو مشاورات الكويت في الـ18 من الشهر الجاري، تسبقه هدنة ووقف لإطلاق النار يوم الأحد المقبل، فيما تم ضبط شحنة أسلحة في بحر العرب، يرجح أنها كانت في طريقها إلى اليمن. ففي العاصمة اليمنية صنعاء، يترقب الجميع ردود الفعل من جهة القبائل المحيطة بالعاصمة أو ما بات يعرف بقبائل الطوق على القرارات الأخيرة خصوصاً تلك المتعلقة بتعيين الفريق الركن علي محسن الأحمر، نائباً لرئيس الجمهورية، إلى جانب منصبه السابق نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة، على اعتبار أن لديه ثقلاً كبيراً في أوساط تلك القبائل التي تتحكم بالأوضاع في العاصمة من ناحية الإمدادات الاقتصادية والتقدم العسكري لأي جهة. ويتزامن هذا الترقب مع تحركات لقوات الشرعية والمقاومة نحو نقاط جديدة في ضواحي العاصمة الشمالية والشرقية، بعد الانتصارات الأخيرة في محافظتي مأرب والجوف، التي فتحت الطرق بين المحافظتين باتجاه العاصمة صنعاء وعمران بشكل مباشر. وأشار مصدر في المقاومة الشعبية بمنطقة نهم شمال صنعاء، إلى أن قوات الجيش بمساندة المقاومة تقدمت نحو تخوم مديرية بني حشيش من الشمال الشرقي للعاصمة، وبدأت باتخاذ المتاريس والتحصينات، والاستعداد لقرارات جديدة يتوقع صدورها من القيادة العسكرية لقوات الشرعية، في حال فشلت جميع جهود التهدئة مع الانقلابيين لبدء المعركة الحاسمة وتحرير المدينة، خصوصاً أن القبائل ينتظر أن يكون لها الدور البارز فيها. وأوضح المصدر انهم على استعداد للتوجه نحو أول مناطق محافظة عمران من جهة حرف سفيان على الطريق الرابط بين صعدة وعمران وصنعاء، وهي مناطق ذات أهمية استراتيجية وعسكرية كبيرة بالنسبة للعاصمة، والتي كانت المدخل الرئيس للانقلابيين نحو السيطرة على صنعاء في 2014. وفي الجوف، شنّت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على تجمعات الانقلابيين في أطراف مديرية الغيل الجنوبية، كما شنّت غارات وصفت بالأعنف والأولى من نوعها على مواقع لميليشيا الحوثي في محافظة صعدة، المعقل الرئيس للانقلابيين، منذ اتفاق التهدئة على الحدود اليمنية السعودية. وقالت مصادر محلية إن مقاتلات التحالف قصفت مواقع للانقلابيين في ساقين وحيدان واللواء 131 في مديرية كتاف، كما قصفت هدفاً في منطقة ال الصيفي. وكان عدد من أعضاء ملتقى أبناء صعدة التقوا في السعودية رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية في محافظة صنعاء الشيخ منصور الحنق، للتنسيق مع مقاومة صنعاء، لبدء عمليات عسكرية في صعدة معقل الانقلابيين وزعيمهم عبدالملك الحوثي، لتحريرها من تلك الميليشيات وفتح الطرق والأبواب أمام الجيش والمقاومة لتحرير المحافظة. وفي محافظة مأرب، تمكنت الدفاعات الجوية التابعة لقوات التحالف العربي، من اعتراض صاروخ باليستي أطلقته ميليشيا الانقلاب باتجاه المحافظة، وتدميره بالجو، وهو القصف الثاني الذي يطال مأرب خلال أقل من يومين، بعد قصف ميليشيا الانقلاب مستشفى مأرب العام بصواريخ الكاتيوشا، أول من أمس، ما أدى إلى استشهاد سبعة من المدنيين وإصابة العشرات. وفي محافظة لحج، تمكنت قوات الشرعية من التصدي لهجوم شنته ميليشيا الانقلاب على قاعدة العند الجوية والاستراتيجية من جهة الحويمي بكرش شمال لحج. وأشار مصدر عسكري في قاعدة العند إلى تمكن قوات الشرعية في كرش من كسر زحف للانقلابيين على مناطق باتجاه معسكر لبوزة النسق الأول لقاعدة العند العسكرية، وتم تدمير عدد من آليات الانقلابيين وقتل وجرح عشرات منهم، الذي جاء نتيجة الغارات التي شنّتها مقاتلات التحالف، مؤكداً أن الجيش الوطني يسطر أروع الملاحم، ويسحق جميع تعزيزات الحوثيين. وعلى صعيد جبهات المدينة، أكد القيادي في الجبهة الغربية محمد مهيوب، لـالإمارات اليوم، أن جميع الجبهات سواء الشرقية أو الغربية أو الشمالية للمدينة شهدت هدوءاً حذراً. من جهة أخرى، أعلنت البحرية الأميركية، أمس، ضبط شحنة أسلحة في بحر العرب، يرجح أنها كانت في طريقها إلى اليمن. وقالت البحرية إن السفينة يو إس إس سيروكو اعترضت في الـ28 من مارس شحنة أسلحة مخبأة على متن مركب شراعي صغير.
مشاركة :