ساد هدوء حذر معظم جبهات القتال في اليمن، بالتزامن مع بدء مشاورات الكويت، الليلة قبل الماضية، فيما تواصل اللجان المحلية لمراقبة وقف إطلاق النار والتهدئة في اليمن أعمالها ونجاحاتها في فرض التهدئة، بمساندة كبيرة من التحالف العربي، بينما ظلت جبهات تعز مشتعلة نتيجة استمرار ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح بقصف مواقع الجيش والمقاومة وعدد من أحياء المدينة. ففي محافظة الجوف، تمكنت اللجنة المكلفة مراقبة وقف إطلاق النار من التوصل إلى اتفاق تهدئة بين قوات الشرعية من جهة وميليشيا الحوثي والمخلوع صالح من جهة أخرى، حيث يتضمن الاتفاق تثبيت وقف إطلاق النار في الجبهات كافة، ومنع أي تعزيزات أو حشد، وتسليم خريطة الألغام وتحديد أماكنها، وفتح الطرق العامة ووقف الاعتقالات التعسفية وتسهيل إجراءات الأعمال الإغاثية والإنسانية، وتشكيل لجنة لتبادل الأسرى والمعتقلين، إلى جانب تشكيل لجنة محلية لمراقبة هذا الاتفاق. وفي شمال العاصمة صنعاء، دفعت ميليشيا الحوثي وصالح بمزيد من التعزيزات إلى جبهة نهم، وقصفت عدداً من المواقع التابعة للجيش والمقاومة في فرضة نهم، ما دفع قوات الجيش والمقاومة للرد على مصدر النيران. في الأثناء شهدت مؤسسات الدولة العسكرية في صنعاء عمليات تجنيد واسعة من قبل الحوثيين، ومنح رتب عسكرية لعدد من عناصر الميليشيات، في مخالفة لجميع اللوائح والقوانين العسكرية المعمول بها في اليمن. ووفقاً لمصدر عسكري في جهاز الأمن السياسي الاستخبارات فقد تم تجنيد نحو 30 ألف مسلح من قبل الميليشيات في أجهزة الأمن والجيش التي تسيطر عليها تلك الميليشيات خلال الثلاثة أشهر الماضية، وإدراجهم ضمن كشوف تلك الجهات، ومنها الأمن السياسي والقومي. وأوضح المصدر لـالإمارات اليوم أن عمليات التجنيد والترقية شملت أنصار المخلوع صالح والحوثيين، فيما لم يتم استيعاب أي شخص من أبناء المحافظات الأخرى التي لم تخضع لسيطرة الانقلابيين، أو تلك التي تخوض معارك ضدهم في تلك العملية. وأكد المصدر أن عمليات تزوير لكشوف الترقيات العسكرية تتم بشكل كبير، حيث تمنح رتب عسكرية لمن تم ضمهم من الميليشيات في تلك المؤسسات العسكرية والأمنية دون أي استحقاق عسكري أو شهادات دراسية أو خبرة مسبقة، وإنما تأتي لمجرد الحصول على رتبة ومنصب ورواتب مجزية في تلك الجهات. وفي مأرب شهدت الجبهات هدوءاً نسبياً بين الجانبين وسط خروقات وصفت بالصغيرة قامت بها ميليشيا الحوثي وصالح. وفي محافظة حجة، أكدت القيادة العسكرية الخامسة في بلاغ صحافي التزامها بالتهدئة ووقف إطلاق النار المعلن من قبل الشرعية والتحالف العربي، رغم الخروقات التي تمارسها الميليشيات ضد مواقع الجيش في محيط ميدي الساحلية. وفي محافظة تعز، تواصلت العمليات العسكرية لميليشيا الحوثي وصالح في مناطق عدة منها معارك عنيفة دارت في مناطق ثعبات، خط الأربعين، المطار القديم، الضباب، معسكر اللواء 35، ومعسكر الدفاع الجوي، كما قصفت الميليشيات قرى ظبي بالأعبوس جنوب غرب المدينة. وأفاد سكان محليون بأن دوي انفجارات عنيفة دوت في أنحاء المدينة، وسط تصاعد أصوات الاشتباكات، في رسالة واضحة من ميليشيا الحوثي وصالح أن تعز ستبقى ساحة حرب في جميع الظروف خلافاً لبقية الجبهات التي بدأت اللجان المحلية للتهدئة ومراقبة وقف إطلاق النار تحقق نجاحات فيها، ومنها الضالع والجوف ومأرب وحجة. وشهدت تعز، أمس، تظاهرة حاشدة انطلقت عقب صلاة الجمعة من ساحة الحرية بوسط المدينة، وجابت عدداً من الشوارع لمطالبة المتحاورين في الكويت بالنظر إلى ما يجري في تعز من معارك، واستمرار القصف والحصار والخروقات المتواصلة من قبل الانقلابيين لاتفاقات التهدئة ووقف إطلاق النار. وكانت الميليشيات قصفت مناطق الحصب والأحياء السكنية جوار تبه الزنقل بصواريخ الكاتيوشا، ما أدى إلى استشهاد امرأة وإصابة خمسة مدنيين. وفي محافظة شبوة، ذكرت مصادر محلية في عسيلان أن اتفاق التهدئة في المنطقة مازال صامداً رغم الخروقات التي تمارسها الميليشيات، كذلك الحال بالنسبة لمديرية بيحان الاستراتيجية. وفي محافظة البيضاء، تواصل فرق التهدئة ومراقبة وقف إطلاق النار جهودها لتثبيت وقف إطلاق النار بين الجانبين في جبهات ذي ناعم والسوادية. وأكد مصدر قبلي في ال حميقان استمرار الميليشيات في خرقها الهدنة والاتفاقات وقصفها قرى في المنطقة بالمدفعية، إلا أن ذلك لم يؤد إلى فشل التهدئة.
مشاركة :