يقال إن رحلات سانكين كوتاي كلفت كثيرًا، وشكلت ضغطًا على الموارد المالية للمقاطعات. وهذا أمر صحيح. فكم كانت التكاليف بالضبط، ولأي شيء تم استخدامها يا ترى؟ تشير العديد من المواد التاريخية الموجودة إلى أن الأموال تبخرت وتم إنفاقها على نفقات السفر، ونفقات العمالة، ونفقات الإقامة في مقر إقامة المقاطعة في مدينة إيدو. فكم هو مبلغ النفقات الذي اضطرت المقاطعات على تحمله أكثر مما تتصور، وما هي تفاصيله؟ من بين الأمثلة على التأثير السلبي الذي سببته رحلات سانكين كوتاي على الموارد المالية للمقاطعات هناك مثال مقاطعة شوناي (مقاطعة حكمت إقليم شوناي وكانت مدينة تسروؤكا في محافظة ياماغاتا حاليًا مقرًا لها). حيث أنفقت تلك المقاطعة كل النفقات المخصصة للسفر خلال رحلة سانكين. لقد كان حاكم مقاطعة شوناي من عائلة ساكاي الإقطاعية. وبصفته فوداي دايميو(دايميو كان مواليا لعائلة توكوغاوا قبل بدء عهدها) مرموق، فقد قام بتعيين الكثير في منصب تايرو (كبار المسؤولين الحكوميين) ومنصب روجو (كبار المسؤولين التنفيذيين) في الحكومة الشوغونية. وكانت مقاطعة شوناي من المقاطعات القليلة التي لم يتم تغيير العائلة الإقطاعية التي تحكمها، منذ تعيين ساكاي تاداكاتسو كأول حاكم إقطاعي لها في عام 1622، ولمدة تقترب من مئتي وخمسين عامًا حتى إلغاء نظام المقاطعات الإقطاعية وإنشاء نظام المحافظات في عام 1871. ولكن، نظرًا لأن الحكام الإقطاعيين لها غالبًا ما كانوا يشغلون مناصب مهمة في الحكومة الشوغونية، فقد كانت تعاني أحيانًا من صعوبات مالية بسبب النفقات المتزايدة خلال منتصف فترة إيدو. وبدأ التدهور المالي بالبروز في عام 1725، عندما تم اختيار تادازاني، الحاكم الرابع للمقاطعة، للذهاب إلى كيوتو كممثل للشوغون. وصورة العنوان الرئيسي هي جزء من ”لوحة زيارة السيد نايؤنين (تادازاني) إلى كيوتو“، والتي تصور موكب الدايميو عند ذهابه إلى كيوتو. وعلاوة على ذلك، فعندما تم تعيين تادايوري، الحاكم الخامس للمقاطعة، في منصب روجو في عام 1749، تم تبذير أموال المقاطعة على أعمال البناء ونفقات الترفيه وغير ذلك. وزاد سانكين كوتاي الطين بلةً. وحدثت إحدى الحالات التي نفدت فيها نفقات السفر في عهد الحاكم تادا أري، حفيد تادايوري والحاكم السابع للمقاطعة. حيث قرر تادا أري، الذي وُلد ونشأ في إيدو، العودة إلى مقاطعة عائلته لأول مرة في سن الثامنة عشرة. ولكن، في مقر إقامة المقاطعة في إيدو، لم يكن هناك أي مجال للحصول على نفقات قيادة موكب دايميو والسفر به. وعلى الرغم من ذلك، فقد اتخذ المسؤولون التنفيذيون القرار على عجل وغادروا إيدو. وكان من المفترض أن تقوم المقاطعة بتمويل النقص وتسليمه لهم خلال الرحلة. إلا أنه عندما وصل الموكب إلى فوكوشيما، كانت نفقات السفر قد نفدت، وعلاوة على ذلك لم تصلهم أي أموال من المقاطعة. وعندما أخبر المسؤولون التنفيذيون، الذين لم يعد بإمكانهم فعل أي شيء، تادا أري بتلك المحنة، ذرف الدموع قائلًا ”لقد أصبحت المقاطعة التي تمتلك (أراضٍ زراعية قيمتها تعادل) 140 ألف كوكو (كوكو واحد يعادل حوالي 150 كيلوغرامًا من الأرز) في حالة لا يُرثى لها ماليًّا“ (”المواد الإدارية لحاكم مقاطعة شوناي ساكاي تادا أري“ تأليف كوكوبو غوجي، جمعية ميتا التاريخية). وفي النهاية، تقطعت السبل بتادا أري في فوكوشيما حتى وصول الأموال إليه. وقد تعلم تادا أري من هذه التجربة المريرة، وبدأ العمل بجد على إعادة بناء الموارد المالية للمقاطعة. ومن غير الواضح كم كانت تكلفة العودة إلى المقاطعة من إيدو في ذلك الوقت، ولكن يقال إن قيمة كوكوداكا (الأراضي الزراعية للمقاطعة) لمقاطعة شوناي كانت تبلغ بين مئة وتسعين ومئتي ألف كوكو، لذلك لم تكن مقاطعة صغيرة أبدًا. ومع ذلك، فإنه إذا تم القيام برحلة سانكين عندما يكون هناك ضغط على الموارد المالية، فإن عبء النفقات سيكون كبيرًا لدرجة أنه سيصبح من غير الممكن حتى التحرك. فكم كانت النفقات الضرورية لسانكين كوتاي يا ترى؟ هناك تسجيلات لنفقات عائلة مائيدا الإقطاعية التي حكمت مقاطعة كاغا التي كانت تمتلك مليون كوكو. في ”مذكرات الترحال“، التي يقال إن الحاكم العاشر للمقاطعة مائيدا هاروناغا قام بكتابتها، هناك سجل للنفقات يُسمى ”نفقات السفر اللازمة للعودة إلى المقاطعة في عام 1808“ قام بتدوينه كبير خدم الدايميو يوكوياما ماساهيرو. وذلك السجل عبارة عن تفاصيل نفقات السفر اللازمة لـ ”العودة إلى المقاطعة“ عند العودة من إيدو إلى كانازاوا في عام 1808. ووفقا لذلك السجل فقد كان المبلغ الإجمالي ”أكثر من 332 كان (سبيكة من الفضة تزن 3.75 كغ)، و466 مونمي (كل كان واحدة تساوي ألف مونمي)“. وذلك المبلغ يساوي حوالي 5,500 ريو (سبيكة من الذهب تساوي قيمتها4.75 مونمي). ومن هذا المبلغ، كان أكثر من 741 ريو عبارة عن ”مدفوعات للمرافقين“، أي علاوات لخدم الحكام الإقطاعيين الذين رافقوهم عند عودتهم إلى مقاطعاتهم. وهذه هي نفقات العمالة. وبشكل تقريبي، إذا كان كل ريو واحد يساوي مئة ألف ين، فإن التكلفة الإجمالية للعودة إلى المقاطعة ستكون 550 مليون ين، وستكون نفقات العمالة 74.1 مليون ين. ويمكن القول إن التكاليف كانت كبيرة نظرًا لأنها كانت مقاطعة كبيرة. وبالإضافة إلى نفقات العمالة، كانت هناك مجموعة واسعة من النفقات الأخرى، بما في ذلك نفقات النُزل (نفقات الإقامة)، ونفقات عبور النهر (أجور العبَّارات النهرية)، والهدايا عند المرور عبر أراضي المقاطعات الأخرى، والتعويضات وغيرها. ”لوحة قابلة للطي لموكب دايميو مقاطعة كاغا“ (جزء منها). تم رسم 473 شخصًا و14 حصانًا و4 حمَّالات في المجموع. الشخص الذي يركب حصانًا أبيض في الصف الثاني من الأعلى من اليمين هو حاكم مقاطعة كاغا من عائلة مائيدا الإقطاعية. يختلف الأمر حسب الفترة الزمنية، ولكن كانت رحلة سانكين لعائلة مائيدا حدثًا كبيرًا يتكون موكب الدايميو فيها من ألفي شخص. محفوظات متحف محافظة إيشيكاوا التاريخي وبالإضافة إلى ذلك، كانت هذه التكلفة الإجمالية البالغة 550 مليون ين مخصصة للسفر في اتجاه واحد فقط عند العودة إلى المقاطعة. وإذا تمت إضافة تكلفة الذهاب إلى إيدو (رحلة الذهاب)، فإن المبلغ سيتضاعف ببساطة. كما أحضر الدايميو معهم الهدايا للشوغون (القائد العسكري الأعلى)، وقدموا الهدايا التذكارية للشخصيات المهمة في الحكومة الشوغونية عند قدومهم إلى إيدو. وكانت الخيول والفضة من الهدايا المعتادة، كما تم استخدام الخيول كهدايا عند المرور عبر المقاطعات الأخرى. وأيضًا كان هناك الكثير من أول محصول من المنتجات التي تفخر بها كل مقاطعة من المقاطعات، وكان من المعتاد إهداء المحصول الأول الذي يتم جنيه في داخل المقاطعة إلى الشوغون. وكان شرف المقاطعة يعتمد على الهدايا والعطايا. وقد حاولت الحكومة الشوغونية السيطرة على ارتفاع أسعار الهدايا، إلا أن المقاطعات تنافست على شراء أثمن الأشياء. ونتيجة لذلك، يمكن القول إن التكاليف استمرت في الارتفاع. وفيما يلي أود الاطلاع على الجدول التالي أدناه. واستنادًا إلى مواد مختلفة، فإنه يوضح نسبة النفقات في إيدو من النفقات السنوية المعروفة حاليا لكل مقاطعة من المقاطعات. وشملت النفقات في إيدو بشكل أساسي نفقات معيشة الحاكم الإقطاعي وعائلته في مقر إقامة المقاطعة في إيدو، وأجور خدم الحكام الإقطاعيين في مقر إقامتهم. وعلى الرغم من وجود اختلافات في حجم المقاطعة (قيمة كوكوداكا) والفترة الزمنية، فإن النفقات في إيدو تحتل من نصف إلى ثلاثة أرباع النفقات الإجمالية. وعند قيام أحد الدايميو بالذهاب إلى العاصمة إيدو، فإنه يُجبر على الإقامة لفترة طويلة هناك، وكانت تكلفة إقامته تستنزف أمواله بشكل كبير. لنقم بمقارنة ”نفقات السفر اللازمة للعودة إلى المقاطعة في عام 1808“ لمقاطعة كاغا، والتي تم ذكرها سابقًا، مع الجدول. على الرغم من وجود فارق حوالي ستين عامًا بين عام 1747 وعام 1808، إلا أن نفقات السفر ذهابًا وإيابًا لموكب الدايميو كانت حوالي عُشر النفقات في إيدو فقط. وبالتالي يمكن معرفة أن الأموال التي تم إنفاقها في إيدو كانت عبئًا كبيرًا على الموارد المالية للمقاطعة. وكانت هذه هي المشكلة الأكثر إثارة للقلق، لأنه لو لم يكن هناك سانكين كوتاي لما كان هناك سبب لإقامة الحاكم الإقطاعي وعائلته وخدمه في إيدو. وكانت المقاطعة هي التي تسعى جاهدةً لتأمين تلك الأموال. وبالنسبة لكبير مسؤولي المقاطعة (المسؤول الذي كان يدير شؤون المقاطعة أثناء ذهاب الحاكم الإقطاعي في سانكين كوتاي)، فقد كان القيام بتحويل معظم الضرائب السنوية التي عملوا بجد لتحصيلها إلى مقر إقامة المقاطعة في إيدو مصدرًا دائمًا للقلق. ونتيجة لذلك، نشأت خلافات مزمنة بين مقر إقامة المقاطعة في إيدو وحكومة المقاطعة في كل المقاطعات على حد السواء. وفي الجزء القادم من هذه السلسلة (الجزء الأخير)، أود مناقشة كيف أن المشكلة الأكبر التي سببها سانكين كوتاي كانت في الواقع الانقسام بين المركز (مقر إقامة المقاطعة في إيدو) وحكومة المقاطعة (الحكومة المحلية). صورة العنوان الرئيسي: ”لوحة زيارة السيد نايؤنين إلى كيوتو“. يشير اسم نايؤنين إلى الحاكم الرابع لمقاطعة شوناي ساكاي تادازاني. وتصور اللوحة موكب الدايميو عندما ذهب إلى كيوتو بصفته مبعوثًا (نائب الشوغون) في عام 1725. تادازاني موجود في الحمَّالة ويسير نائبه بجانبه. (محفوظات متحف تشيدو) كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | نفقات ضخمة لرحلات سانكين كوتاي والإقامة في إيدو! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد. كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
مشاركة :