«أوراق بنما»: 11.5 مليون وثيقة مسربة تكشف فضائح مالية لقادة عالميين

  • 4/5/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

صورة تشير إلى سفارة بنما في مدخل مبنى بفيينا (أ ف ب) باريس أ ف ب كشف أكبر تسريب لأوراق في التاريخ تورُّط عدد من قادة العالم والمشاهير ونجوم الرياضة في فضيحة عالمية تكشفت خيوطها أمس حول حسابات مالية لتهريب أموال إلى ملاذات ضريبية. وكشف تحقيق صحافي ضخم استمر عاماً كاملاً في نحو 11.5 مليون وثيقة سُرِّبت من مكتب المحاماة «موساك فونسيكا» الذي يعمل في مجال الخدمات القانونية منذ أربعين عاماً وله مكاتب في 35 بلداً، عن شبكة من التعاملات المالية السرية تورط فيها عدد من النخبة العالمية من بينهم مساعدون للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأقارب الرئيس الصيني شي جينبينغ، وعدد من مشاهير الرياضة والسينما. وحصلت صحيفة «تسود دويتشه تسايتونغ» على الوثائق التي أصبحت تعرف باسم «أوراق بنما» من مصدر مجهول، ووزعها «الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين» على 370 صحافيّاً من أكثر من سبعين بلداً من أجل التحقيق فيها في عمل مضنٍ استمر حوالي عام كامل. مقربون من بوتين ورغم أن التعاملات المالية من خلال شركات أوفشور لا تعدّ غير قانونية في حد ذاتها، إلا أنه يمكن استغلالها لإخفاء أصول عن هيئات الضرائب، وتبييض أموال يمكن أن يكون مصدرها نشاطات إجرامية، أو إخفاء ثروة تم الحصول عليها بشكل غير قانوني سياسيّاً. وأظهرت الوثائق أن بنوكاً وشركات ومساعدين مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي لم يرد اسمه هو شخصيّاً في التحقيق، متورطون في تهريب أموال تزيد عن ملياري دولار بمساعدة من مصارف وشركات وهمية، وهو ما أكسبهم نفوذاً خفيّاً لدى وسائل الإعلام وشركات صناعة السيارات في روسيا، بحسب «الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين». إلا أن الكرملين ندد أمس بذلك، معتبراً أن الرئيس الروسي هو المستهدف الرئيس بها. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إن «بوتين، وروسيا وبلادنا واستقرارنا والانتخابات المقبلة، كلها الهدف الرئيس، خصوصاً من أجل زعزعة الوضع»، مضيفاً أنه «لا يوجد شيء جديد أو ملموس» حول الرئيس الروسي في التسريبات. عائلة نواز شريف وفي باكستان، دافعت عائلة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف أمس عن امتلاكها شركات أوفشور بعد أن ورد اسمها في أوراق بنما. وجاء في تلك الأوراق أن السجلات تظهر تورط ثلاثة من أبناء نواز شريف الأربعة؛ وهم: مريم التي يعتقد أنها ستكون خليفته السياسية، وحسن وحسين اللذان تظهر السجلات أنهما تملّكا شركة عقارية في لندن من خلال شركات أوفشور أدارها مكتب المحاماة. وقال حسين ابن شريف لإذاعة «جيو»، أكبر إذاعة خاصة في البلاد، إن عائلته «لم ترتكب أي خطأ». أيسلندا والصين وعقب اتهامه بالتورط في التهرب الضريبي، واجه رئيس وزراء أيسلندا سيغموندور ديفيد غونلوغسون انتقادات ودعوات للاستقالة. وكشفت الأوراق عن امتلاك غونلوغسون سندات بنوك بملايين الدولارات خلال الأزمة المالية التي كانت تعاني منها بلاده، عندما انهار النظام المالي للبلاد واضطرت البنوك إلى طلب مساعدة إنقاذ مالية. ودعت رئيسة الحكومة الأيسلندية السابقة يوهانا سيغوردادوتير، إلى استقالته. وأشارت التحقيقات كذلك بأصابع الاتهام إلى عائلات عدد من كبار المسؤولين الصينيين، من بينهم الرئيس. وقالت إنهم استخدموا ملاذات أوفشور آمنة لإخفاء ثرواتهم. التسريبات جريمة وقال رامون فونيسكا أحد مؤسسي مكتب المحاماة إن التسريبات «جريمة، وجنحة» و»هجوم على بنما». وقال إن «بعض الدول لا يعجبها أن لنا ميزة تنافسية تجذب الشركات». وأعلنت حكومة بنما أنها «لا تتساهل» مع أية صفقات مشبوهة، واعدة بـ «التعاون القوي» مع أي تحقيق قانوني. وأوردت الأوراق أسماء 33 شخصاً وشركة على الأقل مدرجين على قائمة وزارة الخارجية الأمريكية السوداء بسبب تعاملاتها مع كوريا الشمالية وإيران وحزب الله اللبناني، بحسب اتحاد الصحافيين. أكبر تسريب في التاريخ وقال «الاتحاد الدولي للصحافيين الاستقصائيين» إنه من حيث الحجم فإن «أوراق بنما» هي على الأرجح «أكبر تسريب للمعلومات في التاريخ».وتشمل الوثائق معاملات جرت على مدى أكثر من أربعة عقود (2005-1977) لشركات تولّى تسجيلها مكتب المحاماة البنمي ومن بينها معاملات أجراها يان دونالد كاميرون والد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي توفي في 2010، وأخرى أجراها موظفون مقربون من الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز. وعمل أكثر من 500 بنك والفروع والشركات التابعة لها مع مكتب «موساك فونسيكا» منذ السبعينيات لمساعدة العملاء على إدارة شركات أوفشور. وساعد بنك يو.بي.إس في تأسيس أكثر من 1100 شركة بينما أسس بنك إتش.إس.بي.سي وفروعه أكثر من 2300 شركة. وتحتوي «أوراق بنما» على بيانات تتعلق بعمليات مالية لأكثر من 214 ألف شركة أوفشور في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم. ومن بين الشخصيات التي ورد ذكرها في التحقيق لاعبا كرة القدم ميشال بلاتيني وليونيل ميسي والرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، إلى جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الذي لم يستفق بعد من الفضائح المتتالية التي هزت أعلى هرمه في الأشهر الأخيرة.

مشاركة :