عمال بناء يعثرون على آثار من العصر البيزنطي في غزة

  • 4/5/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قالت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية اليوم (الاثنين)، إن عمال بناء في غزة عثروا على بقايا قديمة يقول علماء الآثار إنها ربما تكون جزءاً من كنيسة بيزنطية ترجع لنحو 1500 عام. ومن بين ما عثر عليه أجزاء من تيجان أعمدة رخامية ذات نقوش يصل طول إحداها إلى نحو ثلاثة أمتار، وحجر أساس يحمل رمزاً يونانياً للسيد المسيح. وبلغ إجمالي ما عثر عليه 15 قطعة، فيما لا يزال التنقيب مستمراً. وقال المدير العام لوزارة السياحة والآثار جمال أبو ريدة: «نحن نتوقع ابتداء أن يكون هذا المكان عبارة عن كاتدرائية أو كنيسة تعود لفترة الحكم البيزنطي لفلسطين». وأضاف: «هذه الفترة شهدت اهتماماً كبيراً من الحكم البيزنطي بإقامة الكنائس في قطاع غزة». وكانت غزة ميناء بحرياً مزدهراً إبان عهد الرومان مع مزيج سكاني من اليونانيين والرومان واليهود والمصريين والفرس. وتم تدمير المعابد الوثنية في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلادي، وتم التوسع بشكل كبير في بناء الكنائس. واستمر هذا حتى فتح القائد المسلم عمرو بن العاص غزة في 637 ميلادي، إذ اتبع معظم السكان الديانة الإسلامية وهجرت دور العبادة المسيحية. وقال أبو ريدة الذي قدر أن الآثار التي عثر عليها ترجع لما بين العامين 395 و600 ميلادي، إنني «أجزم بأن هذا المكان ذو مكانة تاريخية». وتوقف العشرات لإلقاء النظر اليوم، فيما كانت جرافة ومثقاب يواصلان التنقيب في ميدان فلسطين وهي منطقة تجارية مزدحمة وسط غزة. والتقط المارة صوراً ومقاطع فيديو بهواتفهم المحمولة للقطع الأثرية التي استخرجت من الموقع. موقع تسوق وكانت بداية الكشف السبت الماضي، عندما كان يمهد عمال بناء الأرض لإقامة مركز تجاري. وتم استدعاء وزارة الآثار والتي عثرت على الفور على ثلاث قطع كبيرة. وعثر لاحقاً على 10 قطع. وقال أبو ريدة إنه ربما يجب وقف الإعداد لإقامة المركز التجاري إذا كشفت التنقيب عن مزيد من القطع. لكن لم يبد أن عمال البناء توقفوا اليوم، إذ تم استخراج أكوام كبيرة من التراب. وقال أبو ريدة: «مهمتنا هي الحفاظ على التاريخ الفلسطيني قبل الإسلام وبعد الإسلام». وشكلت غزة نقطة تجارية للمصريين والفلسطينيين والرومان والصليبيين على مدى آلاف السنين. وتوجد آثار من حصار الإسكندر الأكبر للمدينة ووصول الجيوش الإسلامية قبل نحو 1400 عام. وقال أبو ريدة إن اكتشافات عديدة ظهرت خلال السنوات القليلة الماضية، لكن نقص التمويل والتدريب قلل من قدرات الوزارة على استخراج المكتشفات والحفاظ عليها. وتضم الوزارة 40 عامل حفر فقط. وأضاف: «المكان مساحته ألفي متر مربع وبعمق عشرة أمتار وهذا يحتاج إلى مئات العمال وملايين الدولارات من أجل أن نقوم بأعمال تنقيب كما يجب لكي نخرج هذه القطع الأثرية سليمة من أجل قراءة ما عليها من نصوص». ولا يبعد الموقع كثيراً عن سوق التوابل القديم في غزة بالقرب من «المسجد العمري» العتيق الذي أقيم قبل ألف عام، و«كنيسة القديس برفيريوس» التي ترجع للقرن الخامس الميلادي.

مشاركة :