تحقيقا لمقولة بأن كل مذيع راديو يصلح لأن يكون مذيعاً تلفزيونياً، وليس كل مذيعٍ تلفزيوني، يستطيع أن ينتقل إلى الراديو"، كانت بداية المذيعة السعودية أحلام اليعقوب في الإذاعة، التي عشقتها ، ورأت فيها صديقةَ الدروب، وونيسةَ الوحدة، ومصدرَ المعرفة، ولطالما آمنت بأن شهرة المذيع الإذاعي تفوقُ بمراحلَ شهرة مذيع التلفاز، ومع ذلك، وبعد مسيرةٍ زاخرةٍ بالنجاحات، استمرَّت أكثر من سبعة أعوامٍ في إذاعة "Mbc.fm"، انتقلت إلى قناة "العربية"، إذ تعملُ حالياً في إدارة إنشاء المحتوى وتقديم برنامج "على فين" الخاص بالسفر والسياحة. بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة كان لسيدتي هذا اللقاء مع المذيعة أحلام اليعقوب الذي بثت من خلاله حنينها للعمل الإذاعي ومستقبل الإذاعة في ظل الثورة التقنية والذكاء الاصطناعي . عادت بنا المذيعة أحلام اليعقوب إلى الوراء، لتستعيد ذكريات البدايات، والشغف بالإذاعة، والاستعداد للبث بالقول: "لا شيءَ يشبه لذة البدايات، وأعني هنا بداية كل بثٍّ جديدٍ. نظرةٌ خاطفةٌ للمبة الحمراء فوق الباب، تنوبُ بدورها عن حارسٍ، يحبسني منفردةً داخل الاستديو المتجمّد، لدرجة إحساسي بحرقةٍ في جوفي فمع أول نفسٍ عميقٍ، أتنحنح قليلاً للتأكد من جهوزية أبجديتي، أغمض عيني، وألقي بتحيتي الرتيبة للتعريف باسمي، أحلام، يتبعه فضولُ التأهب لاتصالٍ مجهولٍ، يشاركني حواراً مفتوحاً، غالباً ما يكون ذاك الغاضبُ المعارضُ، ونادراً ما يكون المؤيِّد المادح! أما الأكيد، فهو دائماً شخصٌ ثالثٌ، يراهن مسبقاً على الإجابات، ويشارك منفرداً التعليقَ والتذمُّر والتباهي داخل سيارته بصوتٍ عالٍ، ويبقى السؤال بنهاية كل بثٍّ وقبل أن تنزع سماعة الأذن، وتُغلق مكبر الصوت، وتضغط مرتين على أوامر قطع البث: يا ترى مَن منَّا أمسُّ حاجةً للآخر، المستمعُ الذي صادق صوتي سراً، ليعينه على أزمات الطريق، ووعثاء الحياة، أم المذيع المتجمِّد الذي يجد لنفسه قدراً ومكانةً كلما جدَّد لقاءه بمستمعيه؟!". وأضافت: "كم أشتاقُ لذاك الشعور، أحنُّ له جداً فقد كان يُشعرني بأنني أملك الدنيا وما فيها، لذا لا غرابة في الدور المجتمعي الكبير للإذاعة، فهي صديقةُ الدروب، وونيسةُ الوحدة، ومصدرُ المعرفة، ومخبرةُ العواجل أيضاً. معها يبدأ النهار، وبها يُختتم اليوم". وفي استفسارٍ عن مصير الإذاعة بعد أن خفَّ وهجها عقب فترةٍ من الريادة، نفت اليعقوب أن تكون لأي وسيلةٍ إعلاميةٍ القدرة على إلغاء أخرى سبقتها، لكنها قد تخفِّف من تأثيرها، وأوضحت: "لنتَّفق أولاً على أن المبدأ الأساس في الإعلام، هو الإخبار والإشهار، وهذا لن يندثر أبدَ الآبدين لحاجة البشر الملحَّة له، لكن ومثل حال كل شيءٍ في الحياة، يجب أن نتقبَّل التغيير، فالاسم سيبقى كما هو، لكنَّ أدوات المهنة والنشر ستتغيَّر"، مشيرةً: "لو تحدَّثنا بالتحديد عن المذياع، سنرى أنه ابتُكر تقريباً عام 1896، وكان مرتبطاً حينها بمقرَّات الحكومة الرسمية، ومراسلات الحروب، وأحياناً بأغراضٍ تجسُّسيةٍ، ونشرِ رسائلَ خفيةٍ، وفي عام 1954 أصبح المذياعُ متنقِّلاً، وأُدخِلت عليه البرامج الترفيهية والموسيقية وغيرها، وفي 1990 انطلقت الأقمارُ الصناعية، ليتوفر في السيارات، ثم كانت شبكة الإنترنت والأجهزة الذكية، وفي رأيي أي تحوُّلٍ في مفهوم المذياع حالياً، يرتبط ارتباطاً تاماً بتوقف الناس عن استخدام السيارات، وما زال أمامنا جيلٌ كاملٌ حتى نشهد هذه المرحلة". وحدَّدت اليعقوب سبل مواكبة الإذاعة للتغيُّرات على صعيد الـ "نيو ميديا"، وتحديات دخول الذكاء الاصطناعي للمجال، مبينةً في هذا الجانب، أن "البودكاست " يعدُّ مثالاً رائعاً على تطوُّر شكلٍ من أشكال البث الصوتي، لكننا لا نستطيع إدراجه تحت مسمَّى الإذاعة، لأنه يفتقدُ إلى عنصر التواصل المباشر مع المستمع، ولا شكَّ أن التكنولوجيا الحديثة تعدُّ صديقاً وفياً للإذاعة، إذ أسهمت في توسُّع انتشارها خارج نطاقها الجغرافي والمكاني، في المقابل لا أظن أن استجابة الذكاء الاصطناعي ستتواءم مع متطلَّبات المستمع، الذي يتلكَّأ في إقفال الراديو على الرغم من الوصول إلى وجهته، إذ ينتظر أن يكمل المذيع جملته، ويخرج بفاصلٍ، وكأنما سيفوته نبأ عظيمٌ، وعليه يجب أن نحسب حساباً للرابط الحسي والعاطفي بينه وبين مذيعه المفضَّل". ومن واقع خبرتها وجمعها بين العمل في الإذاعة والتلفزيون، أكدت اليعقوب في مقارنةٍ بين الوسيلتين، أن "العمل الإذاعي أكثر بساطةً، أما التلفزيوني فأكثر تكلُّفاً"، ومن أجل تقريب الفكرة، قالت: "تخيَّل معي، لبث خبرٍ بسيطٍ على الراديو، لا يتطلَّب الأمر سوى ثانيةٍ واحدةٍ، ومذيعٍ واحدٍ، وضغطة زرٍّ، بينما يتطلَّب الخبر ذاته على الشاشة ما لا يقلُّ عن ساعةٍ من التحضير، و15 موظفاً ما بين مسؤول بثٍّ، وإضاءةٍ، ومصورٍ، ومخرجٍ، وآخرهم المذيعُ المتأنِّقُ الذي قضى ساعتين من التجهيز ليليق بنظر المشاهد". وحول الأفضلية، رأت المذيعةُ السعودية، أن "شهرة مذيع الإذاعة تفوقُ بمراحلَ شهرة مذيع التلفاز حتى وإن أشيع خلاف ذلك، وبالعرف الإعلامي دائماً ما يقال: كل مذيع راديو، يصلح لأن يكون مذيع تلفازٍ، لكن ليس كل مذيع تلفازٍ، يستطيع أن ينتقل إلى الراديو. وهذه إشارةٌ لأهمية المهارات الخمس التي يجب أن يتمتَّع بها المذيعُ الناجح، فإن سقطت واحدةٌ منها فلا قيمة لبقيتها، وهي سلامة المخارج، سرعة البديهة، الذكاء الاجتماعي، المعرفة المتجددة والبعد عن التصنُّع". للتعرف على رائدات سعوديات في مجال العمل الإذاعي اقرأ : في اليوم العالمي للإذاعة: سعوديات اقتحمن الأثير وأطلقن المسيرة وعن تقييمها للمرأة السعودية في مجال الإذاعة، أكدت اليعقوب، أن "المذيعة السعودية كانت وما زالت بصمةً صوتيةً نابضةً ومشرِّفةً". واختتمنا حديثها برسالة بثَّتها عبر "سيدتي قالت فيها : "كل عامٍ وأصدقاء الإذاعات بخيرٍ، وتذكَّروا دائماً أن الصوت مفتاحُ القلوب، فتأنَّقوا، وانتقوا ما تنطقون". تحقيقا لمقولة بأن كل مذيع راديو يصلح لأن يكون مذيعاً تلفزيونياً، وليس كل مذيعٍ تلفزيوني، يستطيع أن ينتقل إلى الراديو"، كانت بداية المذيعة السعودية أحلام اليعقوب في الإذاعة، التي عشقتها ، ورأت فيها صديقةَ الدروب، وونيسةَ الوحدة، ومصدرَ المعرفة، ولطالما آمنت بأن شهرة المذيع الإذاعي تفوقُ بمراحلَ شهرة مذيع التلفاز، ومع ذلك، وبعد مسيرةٍ زاخرةٍ بالنجاحات، استمرَّت أكثر من سبعة أعوامٍ في إذاعة "Mbc.fm"، انتقلت إلى قناة "العربية"، إذ تعملُ حالياً في إدارة إنشاء المحتوى وتقديم برنامج "على فين" الخاص بالسفر والسياحة. بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة كان لسيدتي هذا اللقاء مع المذيعة أحلام اليعقوب الذي بثت من خلاله حنينها للعمل الإذاعي ومستقبل الإذاعة في ظل الثورة التقنية والذكاء الاصطناعي . أحلام اليعقوب وشغف الإذاعة ألمذيعة السعودية أحلام اليعقوب عادت بنا المذيعة أحلام اليعقوب إلى الوراء، لتستعيد ذكريات البدايات، والشغف بالإذاعة، والاستعداد للبث بالقول: "لا شيءَ يشبه لذة البدايات، وأعني هنا بداية كل بثٍّ جديدٍ. نظرةٌ خاطفةٌ للمبة الحمراء فوق الباب، تنوبُ بدورها عن حارسٍ، يحبسني منفردةً داخل الاستديو المتجمّد، لدرجة إحساسي بحرقةٍ في جوفي فمع أول نفسٍ عميقٍ، أتنحنح قليلاً للتأكد من جهوزية أبجديتي، أغمض عيني، وألقي بتحيتي الرتيبة للتعريف باسمي، أحلام، يتبعه فضولُ التأهب لاتصالٍ مجهولٍ، يشاركني حواراً مفتوحاً، غالباً ما يكون ذاك الغاضبُ المعارضُ، ونادراً ما يكون المؤيِّد المادح! أما الأكيد، فهو دائماً شخصٌ ثالثٌ، يراهن مسبقاً على الإجابات، ويشارك منفرداً التعليقَ والتذمُّر والتباهي داخل سيارته بصوتٍ عالٍ، ويبقى السؤال بنهاية كل بثٍّ وقبل أن تنزع سماعة الأذن، وتُغلق مكبر الصوت، وتضغط مرتين على أوامر قطع البث: يا ترى مَن منَّا أمسُّ حاجةً للآخر، المستمعُ الذي صادق صوتي سراً، ليعينه على أزمات الطريق، ووعثاء الحياة، أم المذيع المتجمِّد الذي يجد لنفسه قدراً ومكانةً كلما جدَّد لقاءه بمستمعيه؟!". وأضافت: "كم أشتاقُ لذاك الشعور، أحنُّ له جداً فقد كان يُشعرني بأنني أملك الدنيا وما فيها، لذا لا غرابة في الدور المجتمعي الكبير للإذاعة، فهي صديقةُ الدروب، وونيسةُ الوحدة، ومصدرُ المعرفة، ومخبرةُ العواجل أيضاً. معها يبدأ النهار، وبها يُختتم اليوم". تاريخ الإذاعة وفي استفسارٍ عن مصير الإذاعة بعد أن خفَّ وهجها عقب فترةٍ من الريادة، نفت اليعقوب أن تكون لأي وسيلةٍ إعلاميةٍ القدرة على إلغاء أخرى سبقتها، لكنها قد تخفِّف من تأثيرها، وأوضحت: "لنتَّفق أولاً على أن المبدأ الأساس في الإعلام، هو الإخبار والإشهار، وهذا لن يندثر أبدَ الآبدين لحاجة البشر الملحَّة له، لكن ومثل حال كل شيءٍ في الحياة، يجب أن نتقبَّل التغيير، فالاسم سيبقى كما هو، لكنَّ أدوات المهنة والنشر ستتغيَّر"، مشيرةً: "لو تحدَّثنا بالتحديد عن المذياع، سنرى أنه ابتُكر تقريباً عام 1896، وكان مرتبطاً حينها بمقرَّات الحكومة الرسمية، ومراسلات الحروب، وأحياناً بأغراضٍ تجسُّسيةٍ، ونشرِ رسائلَ خفيةٍ، وفي عام 1954 أصبح المذياعُ متنقِّلاً، وأُدخِلت عليه البرامج الترفيهية والموسيقية وغيرها، وفي 1990 انطلقت الأقمارُ الصناعية، ليتوفر في السيارات، ثم كانت شبكة الإنترنت والأجهزة الذكية، وفي رأيي أي تحوُّلٍ في مفهوم المذياع حالياً، يرتبط ارتباطاً تاماً بتوقف الناس عن استخدام السيارات، وما زال أمامنا جيلٌ كاملٌ حتى نشهد هذه المرحلة". البود كاست والبث الصوتي ألمذيعة أحلام اليعقوب وحدَّدت اليعقوب سبل مواكبة الإذاعة للتغيُّرات على صعيد الـ "نيو ميديا"، وتحديات دخول الذكاء الاصطناعي للمجال، مبينةً في هذا الجانب، أن "البودكاست " يعدُّ مثالاً رائعاً على تطوُّر شكلٍ من أشكال البث الصوتي، لكننا لا نستطيع إدراجه تحت مسمَّى الإذاعة، لأنه يفتقدُ إلى عنصر التواصل المباشر مع المستمع، ولا شكَّ أن التكنولوجيا الحديثة تعدُّ صديقاً وفياً للإذاعة، إذ أسهمت في توسُّع انتشارها خارج نطاقها الجغرافي والمكاني، في المقابل لا أظن أن استجابة الذكاء الاصطناعي ستتواءم مع متطلَّبات المستمع، الذي يتلكَّأ في إقفال الراديو على الرغم من الوصول إلى وجهته، إذ ينتظر أن يكمل المذيع جملته، ويخرج بفاصلٍ، وكأنما سيفوته نبأ عظيمٌ، وعليه يجب أن نحسب حساباً للرابط الحسي والعاطفي بينه وبين مذيعه المفضَّل". الإذاعة التلفزيون ومن واقع خبرتها وجمعها بين العمل في الإذاعة والتلفزيون، أكدت اليعقوب في مقارنةٍ بين الوسيلتين، أن "العمل الإذاعي أكثر بساطةً، أما التلفزيوني فأكثر تكلُّفاً"، ومن أجل تقريب الفكرة، قالت: "تخيَّل معي، لبث خبرٍ بسيطٍ على الراديو، لا يتطلَّب الأمر سوى ثانيةٍ واحدةٍ، ومذيعٍ واحدٍ، وضغطة زرٍّ، بينما يتطلَّب الخبر ذاته على الشاشة ما لا يقلُّ عن ساعةٍ من التحضير، و15 موظفاً ما بين مسؤول بثٍّ، وإضاءةٍ، ومصورٍ، ومخرجٍ، وآخرهم المذيعُ المتأنِّقُ الذي قضى ساعتين من التجهيز ليليق بنظر المشاهد". وحول الأفضلية، رأت المذيعةُ السعودية، أن "شهرة مذيع الإذاعة تفوقُ بمراحلَ شهرة مذيع التلفاز حتى وإن أشيع خلاف ذلك، وبالعرف الإعلامي دائماً ما يقال: كل مذيع راديو، يصلح لأن يكون مذيع تلفازٍ، لكن ليس كل مذيع تلفازٍ، يستطيع أن ينتقل إلى الراديو. وهذه إشارةٌ لأهمية المهارات الخمس التي يجب أن يتمتَّع بها المذيعُ الناجح، فإن سقطت واحدةٌ منها فلا قيمة لبقيتها، وهي سلامة المخارج، سرعة البديهة، الذكاء الاجتماعي، المعرفة المتجددة والبعد عن التصنُّع". للتعرف على رائدات سعوديات في مجال العمل الإذاعي اقرأ : في اليوم العالمي للإذاعة: سعوديات اقتحمن الأثير وأطلقن المسيرة المرأة السعودية وعن تقييمها للمرأة السعودية في مجال الإذاعة، أكدت اليعقوب، أن "المذيعة السعودية كانت وما زالت بصمةً صوتيةً نابضةً ومشرِّفةً". واختتمنا حديثها برسالة بثَّتها عبر "سيدتي قالت فيها : "كل عامٍ وأصدقاء الإذاعات بخيرٍ، وتذكَّروا دائماً أن الصوت مفتاحُ القلوب، فتأنَّقوا، وانتقوا ما تنطقون".
مشاركة :