كشف مختصون في طب المخ والأعصاب بأن مرض الصرع يؤثر على نحو 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، مؤكدين أن 70٪ من المُصابين بالصرع يمكن أن يعيشوا حياة خالية من النوبات بالتشخيص المبكر والعلاج المناسب. وأوضحوا في حديثهم لـ"اليوم" أن طرق العلاج تتنوع حسب الحالة ومنها استخدام الأدوية المضادة للصرع، والعلاج الكهربائي وفي الحالات الشديدة والمقاومة للعلاج الدوائي يكون التدخل الجراحي. أسباب الصرع وقالت استشارية أمراض الأعصاب والصرع، رئيسة قسم الأعصاب في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر التابع لجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، د. دانة الجعفري إن مسببات الصرع متعددة منها ذاتية مثل التشوهات الخلقية الدماغية، وأسباب وراثية أو جينية أو مناعية. د دانة الجعفريد دانة الجعفري ولفت إلى وجود مسببات مكتسبة مثل أورام الدماغ، إصابات الرأس، الالتهابات الدماغية، حدوث نزيف أو تجلط في الأوعية الدموية مسببا السكتات الدماغية والصرع، نقص الأوكسجين والاختناق خصوصًا عند المواليد أثناء الولادة. وأوضحت "الجعفري" أن هناك جزء من الأسباب مجهول السبب، ويتم التشخيص بالوصف التفصيلي للنوبات الصرعية بالإضافة للتاريخ المرضي المفصل، وتصوير الدماغ باستخدام الرنين المغناطيسي وأشعة الدماغ المقطعية ، وإجراء تخطيط موجات المخ الكهربائية، والفحوصات المخبرية والجينية. 50 مليون متأثر حول العالم وقالت استشارية طب الأعصاب والصرع د. سارة العامري، إن مرض الصرع يؤثر على نحو 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ويتميز بنوبات متكررة قصيرة أو قد تكون طويلة من الحركات اللاإرادية، وتشير التقديرات إلى أن نسبة تصل إلى 70٪ من المُصابين بالصرع يمكن أن يعيشوا حياة خالية من النوبات، إذا شُخّصوا مبكرًا، و تم تقديم العلاج المناسب لهم. د سارة العامري د سارة العامري وأوضحت أن هناك سبب محدد للصرع لدى نصف المصابين بهذه الحالة المرضية، أما لدى النصف الآخر من المصابين، فقد يرجع ذلك إلى عوامل متنوعة، منها وراثي أو إصابات في الرأس أو التهابات وغيرها والعلاج يتم بالأدوية فقط، أما إذا احتاج المريض إلى أكثر من نوعين من أدوية الصرع قد يعود السبب إلى معاناته من صرع مستعصي والذي يتم تقييمه سريريًا أو جراحيًا وعمل العديد من الفحوصات ومنها التخطيط الدماغي والتصوير الدماغي وغيرها من الفحوصات في وحدة الصرع، و إذا تم تحديد البؤرة الصرعية يتم استئصالها جراحيًا بطرق عديدة ومن التدخلات الأخرى تحفيز العصب الحائر عن طريق زرع جهاز يقوم بتحفيز العصب عن طريق إرسال إشارات إلى الدماغ. تعديل نمط الحياة وقال الأستاذ المساعد واستشاري طب المخ والأعصاب والصرع بمستشفى الملك فهد الجامعي د. محمد الشريم، إن الصرع من الامراض المزمنة التي تصيب الصغار والكبار، مضيفًا: "نلاحظ تحسن مطرد في الوعي المجتمعي تجاه هذا المرض مما ينعكس إيجاباً على تعامل المصاب بهذا المرض. ولفت إلى أهمية تعديل نمط الحياة والابتعاد عن السهر والذي يعتبر من محفزات النوبات. د محمد الشريمد محمد الشريم أنواع الصرع وقالت استشارية أمراض المخ والأعصاب وأمراض الصرع، أستاذ مساعد بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل د. موضي سعد الخالدي، إن للصرع أنواع منها الصرع الجزئي والذي يحدث عندما تبدأ النوبة في منطقة محددة في الدماغ. يمكن أن يكون الشخص واعيًا أو غير واعٍ خلال النوبة. د موضي الخالديد موضي الخالدي أضافت: "هناك الصرع العام ويشمل الصرع العام النوبات التي تشمل كامل الدماغ وتؤثر على الوعي والتحكم العضلي ويمكن علاج الصرع بالدواء والتدخل الجراحي والعلاج الكهربائي". ليس كل تشنج "صرع" وقالت طبيبة المخ والأعصاب بمستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر د. نور محمد المحيش : "الصرع نوبة من اضطراب كهرباء الدماغ ينتج عنها خلل في الجهاز العصبي يظهر على شكل تغيُّرات في السلوك أو الحركة أو المشاعر، وكذلك في مستويات الوعي، وليس كل من يصاب بنوبة تشنج يعتبر مريض بالصرع، حيث يجب ان تنطبق عليه الشروط، أهمها حدوث نوبتين تشنج (بدون سبب معروف/أو بدون سبب يستثير النوبة) بشرط أن يفصل بين النوبتين ٢٤ ساعة على الأقل، وقد تكون نوبة التشنج: مستحثة أو مستثارة (حدثت بسبب) أو غير مستحثة (بدون سبب).