1- معارفنا وقيمنا ومفاهيمنا وظروفنا تُوَلِّد أفكارنا، وأفكارنا تُوَجِّه عواطفنا، وعواطفنا تحدد مواقفنا، ومواقفنا تقود إلى سلوكنا، وسلوكنا ينتج عاداتنا، وعاداتنا تصنع تقاليدنا، وتقاليدنا تُشَكِّل هويتنا. 2- في البداية نحتفي بهويتنا ثم نبدأ في تبجيلها وإجلالها وندافع عنها حتى نصل مع الوقت إلى تقديسها، ومع أننا نحن الذين صنعناها إلا أننا من سطوة تأثيرها علينا أخذت هي في تشكيل شخصياتنا وتوجيه عواطفنا وتحديد اتجاهاتنا، واتخاذ مواقفنا، وتحولت الهوية في منظورنا إلى أمر المساس به مساس بالعقيدة، حتى أصبحنا كمن صنع صنماً وعَبَدَه. 3- المجتمعات سعيدة الحظ يأتي لها مجدد يهز قناعاتها التي من طول الأمد بها أصبحت مقدسة.. هذه الهزة تربك المجتمع وتؤثر على أفكاره التي وَلَّدت عواطفه، وبالتالي تتأثر مواقفه التي أدت إلى سلوكياته، ومنها تتأثر عاداته وتقاليده، ويصبح من الممكن إعادة تشكيل هويته من جديد. 4- الهوية الجديدة هدفها التخلص من المشاكل التي تولدت من أفكارنا التي أورثتنا المشاكل الصحية، والاجتماعية، والاقتصادية، والمهنية، والنفسية، وأثرت على علاقاتنا بأنفسنا وبالآخرين.. هذا التصحيح ليس بالأمر اليسير بل إنه يحتاج إلى إرادة وإدارة وقوة وعزم وصبر وطول نفس.. فالمقاومة التي سيواجهها قائد التغيير لن تكون سهلة، فتغيير عادة ومعالجة ما ترسب في العقل الباطن خلال السنين وتم توارثه جيلاً بعد جيل أمر عسير. 5- تجديد الهوية المجتمعية يقوم على تصحيح الأفكار بهدف معالجة التشوهات التي تعتري المفاهيم والقيم والعادات والتقاليد وبقية عناصر الثقافة المجتمعية، ويقود إلى إدراك جديد يؤدي إلى استيعاب المتغيرات الجديدة الحاصلة في العالم اليوم وليس عالم الآباء والأجداد.. فالعيش في زمان غير زماننا أورثنا مشاكل نفسية واجتماعية أثرت على مستوياتنا المعيشية، وأتلفت البوصلة التي من خلالها نستطيع تحديد الاتجاه الصحيح لمسيرة حياتنا المعاصرة، وأوقعنا في اضطرابات حياتية مع من حولنا، وخلق تناقضات هائلة في أسلوب حياتنا وممارساتنا الحياتية اليومية، وأفقدنا راحة البال.. وأصبحت معركتنا ليست للسير إلى الأمام، بل للدفاع عن الماضي وتبرير ما يعتري ثقافتنا من شوائب، ومحاربة كل من يدعونا إلى النظر إلى المستقبل.. وأُصِبْنا بأمراض نفسية أقلها عدم التصالح مع النفس، والشعور بالدونية، وإغفال التناقض الذي نعيشه في حياتنا. 6- منذ بدء الخليقة والإنسان مليء بالتهيؤات التي يَبْني عليها تَخَرُّصات وخيالات وأوهام.. والمشكلة أن الأجيال التي ورثتها من بعدهم استقرت في وجدانهم ونظروا إليها على أنها حقائق ومُسَلَّمات يجب الإيمان بها ولا يجوز التشكيك في صحتها حتى لو أثبت العلم بالبرهان أنها خاطئة.. أما المشكلة الأعظم فهي أن يكون هناك إنسان معاصر لا يزال يؤمن بما آمنت به الأجيال البدائية، ويرى فيها الخلاص الأكبر. 7- «رؤية السعودية 2030» هي التي أتى بها المجدد.. فشكراً لله على فضله.
مشاركة :