لاهاي - غادر ممثلون لعائلات أسرى إسرائيليين محتجزين في غزة إلى هولندا لتقديم شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد قادة حركة "حماس" الفلسطينية وذلك على خلفية هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول فيما يرى البعض ان هنالك معركة قانونية تجري على خلفية الحرب على قطاع غزة. وقالت هيئة البث الإسرائيلية الأربعاء، إن "وفدا من عائلات المختطفين غادر متوجها إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، لتقديم شكوى ضد قادة منظمة حماس بتهمة الإبادة الجماعية والخطف" مشيرة إلى أن الوفد "الذي يضم حوالي 100 ممثل أدلى ببيان لوسائل الإعلام قبل مغادرته إلى هولندا، ومن المتوقع أن يعقد مؤتمرا صحفيا قرب المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي". ونقلت عن عساف بوزنياك، المتحدث باسم العائلات، قوله في المؤتمر بمطار "بن غوريون" في تل أبيب بأن "حماس لم تكتف باختطاف الأطفال الإسرائيليين، بل ذبحت وقتلت أكثر من ألف مدني" غير أن تلك التهم لا تزال محل تشكيك خاصة وأن تقارير أشارت ان الحركة الفلسطينية لم تذبح الـأطفال بعد اتهامات من الجيش الاسرائيلي. أما أوفري بيباس الذي أسرت "حماس" شقيقه ياردن مع زوجته وطفليه، فقال: "اليوم سنصنع التاريخ ونصل إلى لاهاي. هذه مرحلة مهمة جدا في نضالنا، كجزء من مواطني البلاد" وفق تعبيره. ولفتت هيئة البث، إلى أنه "فور وصول ممثلي العائلات إلى لاهاي فإنهم سيعقدون مؤتمرا صحفيا أمام مبنى المحكمة ومن ثم سينظمون مسيرة". يذكر أن إسرائيل ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، وأعلنت في السنوات الماضية مرارا أن لا صلاحية للمحكمة على الأراضي المحتلة عام 1967. وتنظر المحكمة منذ سنوات في طلب فلسطين إطلاق تحقيق جنائي ضد مسؤولين إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. وكانت جنوب افريقيا رفعت دعوى ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب الجيش الإسرائيلي الإبادة الجماعية في غزة بعد اجتياحه للعديد من المناطق فيما دعت المحكمة في تقريرها الشهر الماضي الدولة العبرية لمنع الإبادة دون المطالبة بوقف إطلاق النار. وكان رئيس المحكمة الجنائية الدولية كريم خان قد أبدى "قلقاً بالغاً إزاء الصور الآتية من غزة" قائلا أن المحكمة تجري تحقيقا نشطا بشأن الانتهاكات المرتكبة. وسبق أن سادت هدنة بين "حماس" وإسرائيل لمدة أسبوع حتى 1 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أميركية. وتقدّر تل أبيب وجود نحو 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلَّفت حتى الثلاثاء 28 ألفا و473 شهيدا و68 ألفا و146 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الفلسطينية.
مشاركة :