الديبلوماسية المغربية من خلال الدينامية التفاعلية المُتميزة والتعامل بمبدأ الواقعية السياسية مع القضايا الثنائية والإقليمية والقضايا الكونية الأخرى المتعددة الأطراف، أظهرت أنها باشتغالها وفق الرؤية الملكية المُتبصرة أصبحت تالعلاقات المغربية الألمانية آفاق استراتيجية واعدة زيارة وفد مغربي لألمانيا من جهة طنجة تطوان تلك رؤية دقيقة وتحليلاً عميقاً وفهماً متوازناً للوضع الجيوستراتيجي وطبيعة التوازنات الدولية، في عالم يعج بالصراعات والتدافع الجيوسياسي وتتغير فيه التحالفات والتخندقات وموازين القوى بشكل متسارع وغير متوقع، خاصة بعد الانعكاسات الخطيرة للحرب الروسية – الأوكرانية على السلم العالمي.وفي هذا الإطار تندرج زيارة السيد ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية ولقاؤه الرفيع المستوى مع السيدة أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، والذي توج الدينامية الديبلوماسية الفاعلة والتطابق في وجهات النظر بين المغرب وألمانيا في العديد من الملفات المشتركة سواء البينية أو الإقليمية والدولية.إن العلاقات المغربية الألمانية العريقة الناجحة وخاصة بعد الزيارة التي قامت بها السيدة أنالينا بيربوك وزيرة الخارجة الألمانية إلى المغرب، الإعلان المغربي – الألماني يمكننا اعتباره خارطة طريق واضحة المعالم لبناء علاقات ثنائية راسخة مبنية على مبادئ قوية ومتينة من الوضوح والثقة والقائمة على أسس متجذرة من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، ويقدم نموذجاً واقعيا للعلاقات المتطورة باستمرار وفق آليات جديدة كإطار مرجعي شاملا لهذه العلاقات بـ 6 محاور استراتيجية تشمل الحوار الاستراتيجي والتعاون الأمني وسياسة المناخ والتعاون من أجل التنمية والتعاون الاقتصادي والثقافة والتعليم والبحث العلمي، تتضمن 59 توصية وقرار عبر بنود متوافق عليها حيث اتفق المغرب وألمانيا أثناء هذه الزيارة على إطلاق الحوار الاستراتيجي المتعدد الأبعاد، كأحد أهم مخرجات الإعلان المغربي الألماني الذي سيشكل الإطار المرجعي للسير قدما في تمتين العلاقات الثنائية وسيعزز التوافق البيني في مختلف مجالات التعاون الثنائي، إقامة هذا الحوار الاستراتيجي بين المملكة المغربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية يجسد الرغبة المشتركة في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية بين البلدين، ويقوي دعامات الديمقراطية ودولة الحق والقانون والحكامة الجيدة، وتهدف هذه العلاقات إلى تعزيز التجارة والاستثمارات وتعزيز التعاون في مجال السياسة المناخية وسياسة التنوع البيولوجي، بالإضافة إلى الاهتمام بالحلول الطاقية الخضراء.ولا نملك الا أن نقف تقديراً للمُبادرات و الزيارات الرسمية التي يقوم بها الوفد الرفيع المستوى عن جهة طنجة تطوان الحسيمة للديار الألمانية، وذلك في إطار زيارة عمل رسمية. فبعد المحطة الأولى الناجحة بمدينة برلين الألمانية، تواصلت الزيارة يوم الثلاثاء 13 فبراير 2024 لمدينة بريمن الألمانية، وذلك في إطار فعاليات زيارة العمل Road Show والتي تضم كلا من:غرفة التجارة و الصناعة لجهة طنجة تطوان الحسيمة،المركز الجهوي للاستثمار، و الوكالة الخاصة لطنجة المتوسط، المجلس لإقليمي السياحي بتطوان، و المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، وذلك بتنسيق مع القنصلية الفخرية الألمانية بمدينة طنجة باشراف ومرافقة السيد القنصل زهير مكور. تم خلال هذا اليوم الثاني القيام بزيارة رسمية لمقر غرفة التجارة و الصناعة لمدينة بريمن، حيث كان في استقبال الوفد الممثل لجهة طنجة تطوان السيد Eduard Dubbers-Albrecht رئيس غرفة بريمن، إضافة لحضور عدد من ممثلي المقاولات المهتمة بقطاع الاستثمار.وبعد الاستماع للعروض المختلفة، تم فتح نقاشات و عقد لقاءات ثنائية مع المقاولات الحاضرة، وتجدر الإشارة أن الوفد المغربي من جهته أطلع نظيره الألماني على مختلف التحولات الاقتصادية الكبرى والتنموية التي تعرفها بلادنا في ظل العهد الجديد، وما تزخر به من مقومات سواء تعلق الأمر بالبنيات التحتية من قبيل الموانئ الكبرى كميناء طنجة المتوسطي، وإحداث الطرق السيارة و تعزيز البنيات التحتية للمطارات كمطاري طنجة وسانية الرمل بتطوان، بحيث أضحت مختلف مطارات المملكة تنعم بتجهيزات و مقومات عاليمية.كما شدد الوفد المغربي من جهة ثانية على أهمية التشريعات وتحيين الترسانة القانونية المتعلقة بمجال الاستثمار، وما تواكبه من ركائز أساسية من قبيل تشجيع الحكومة للاستثمارات الداخلية والأجنبية من خلال التحفيزات المقدمة من أجل ذلك،كما شكلت هذه المحادثات الثنائية فرصة للوفد المغربي لدعوة رجال الأعمال والمقاولات الألمانية للاستثمار بالمغرب، لاسيما بالجهة الشمالية، خاصة وأن بلادنا تنعم ولله الحمد بنعمة الاستقرار، وتعتبر قبلة مفضلة للمستثمرين الأجانب، سيما في ظل تعزيز مناخ الأعمال، وإحاطته بكل الضمانات والقانونية والإدارية. هذا، وقد تم مساء يومه الأربعاء القيام بزيارة للمركب الصناعي “مرسيديس بينز” والذي يعد أكبر مصنع لصناعة هذه العلامة بألمانيا، حيث تم استقبال الوفد المغربي من طرف مدير المركب الصناعي، الذي قدم بالمناسبة عرضا مفصلا حول تطور مصنع مرسيديس بينز بمدينة بريمن، وطبيعة التوجهات المستقبلية لهذه العلامة التجارية العالمية على المستوى الدولي، خصوصا ما يتعلق بمجال تصنيع السيارات الكهربائية.وكما تلى هذا اللقاء زيارة ميدانية لمختلف مرافق المركب الصناعي و الاطلاع على مراحل و تقنيات تصنيع و تركيب آخر أجيال السيارات التابعة للعلامة التجارية الألمانية مرسيديس.وقد شكلت الزيارتين فرصة سانحة للتعرف عن قرب عن هذا المركب الدولي الذي يعد رائدا في صناعة العلامة التجارية العالمية “مرسيديس” حيث تم تقديم الشروح الكافية والمستفيضة للوفد المغربي حول صناعة هذا النوع من السيارات العالمية ذات العلامة التجارية الأكثر مبيعا في العالم.فنتمنى لهذه الزيارة الناجحة للوفد المغربي من جهة طنجة تطوان الحسيمة أن يُعطي ثماره بفضل الوطنية المسؤولة لبعض المسؤولين والمنتخبين بجهة طنجة تطوان الحسيمة.
مشاركة :