من أعلام جازان.. الأديب حسين جبران كريري

  • 2/18/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشاعر والأديب والكاتب حسين جبران كريري أطلق الأمير سلطان بن عبدالعزيز وزير الدفاع -رحمه الله- عليه لقب “الشاعر الذهبي”، ولقب كذلك بشاعر “الوطن والحب والشجن” كما يطلق عليه شاعر “خُلَب” اي الوادي الذي عاش فيه وتغنى به في كثير من قصائده. ولد حسين جبران في قرية “قُزَع” إحدى قرى وادي خلب التابعة لمحافظة أحد المسارحة عام ١٣٦٦ه&##x200d;&##x200d;، حيث نشأ وترعرع فيها. حرص والده على تعليمه منذ الصغر، فعندما بلغ عمره السادسة أحضر له معلمًا خاصًا به يعلمه مبادئ القراءة والكتابة. وبعد عام توفي والده فعاش حياة اليتم. لكن أمه -رحمها الله- أكملت مسيرة تعليمه وساعدها في ذلك خاله. ألحقته أمه بالكتَّاب، ثم أدخلته مدارس الشيخ القرعاوي وهو في سن السابعة، فتعلم التوحيد والفقه وحفظ القرآن الكريم وتعلم أحكامه ومعانيه. وخلال تلك الفترة كان حسين جبران يشتغل برعي الأغنام والزراعة مثله مثل أبناء جيله، لكنه كان حريصًا على حضور مجالس الشعر مع خاله الذي كان شاعرًا. وجدير بالذكر أن والدته كانت تقول الشعر العامي النبطي وتنشده مما زاد من تأثره بالشعر وولعه به. ومن حرص والدته على تعلمه فقد كانت تطلب ممن يذهبون لليمن أن يحضروا لها كتبًا للشعراء القدامى الجاهليين لكي تعطيها ابنها. واصل الشاعر حضوره وتعليمه في مدارس الشيخ القرعاوي حتى بلغ سن الثامنة عشر من عمره، وأصبح لزامًا عليه أن يبحث عن عمل يؤمن به حياة والدته ونفسه، فترك مسقط رأسه واتجه إلى تبوك، والتحق بالسلك العسكري، وبدأت من هنا حياته العملية، فعمل جنديًا في (كلية الملك عبدالعزيز الحربية) وظل فيها متنقلًا بين تبوك والطائف والأردن، ثم عاد لمدينة تبوك. قدم استقالته من العمل العسكري والتحق بوظيفة مدنية في نفس الكلية الحربية. وفي أثناء عمله في الكلية كانت تنشر بعض قصائده في مجلة “كلية الملك عبدالعزيز الحربية” كما كان يقوم بنشر أعماله الأدبية في مجلة “الندوة”. وكوَّن عدة صداقات حميمية وأدبية مع الشعراء والأدباء والمثققفين من جميع أنحاء المملكة والخليج. تقاعد الأديب من العمل في عام ١٤٢٦ه&##x200d;&##x200d;، ولم يكن الأديب حسين جبران شاعرًا فحسب، فكتب العديد من المسرحيات والأعمال التلفزيونية التي عُرضت على قنوات التلفزيون السعودي مثل مسلسل (السراج) . ويتميز شعر حسين جبران كريري بقوة المعنى وجزالة العبارة وانتقاء الصورة. وكان يجيد أيضًا الشعر الحُمَيني بكل سهولة وسلاسة، وكان كثير المحاورات والمساجلات الأدبية مع أصدقائه . ويتميز الشاعر بأنه كان يدمج بين الشعر الفصيح بمفردات من اللهجة العامية دون خلل في القافية والمعنى في بعض قصائده. قدَّم الشاعر للمكتبة الأدبية السعودية ١١ ديوانًا شعريًا، ومن أشهر قصائده قصيدة “توأم الجود” التي قالها في مدح جلالة الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، ومن دواوينه: ١- مجالس الأنس في صور من حياة الأمس. ٢- دموع لا يمسحها الزمن. ٣- نفحات من عبير الذكريات. ٤- زورق الشوق. ٥- عزف على أوتار الحب. ٦- حنين وشجن. ٧- أبهى العقود. ٨- غيث الربيع. ٩- طيوف حالمة. ١٠- وسم على خد القمر. ١١- قصائد من الوجدان وأما عن أخلاقه وصفاته فلقد كان صاحب أدب جم وخلق رفيع وروح سامية، وهو أصيل في معدنه صادقٌ في قوله بعيد عن بذاءة القول والوصف في شعره. أصيب الشاعر حسين جبران كريري بأزمة قلبية، وأدخل على أثرها مستشفى صامطة وتوفي في ١٤٣٦/٦/١٦هـ ودفن في مسقط رأسه، رحمه الله رحمة واسعة.

مشاركة :