وصف مختصون أجهزة التدفئة في المنازل بأنها «قاتل صامت» نتيجة سوء استخدامها من جانب العديد من الأفراد، مطالبين بزيادة الوعي المجتمعي بشأن حالات الاختناق الناجمة عن استنشاق الضحايا لغاز أول أكسيد الكربون الناتج عن إشعال الحطب بالمنازل والخيام في فصل الشتاء دون توفير مصادر تهوية مناسبة، وهو ما يسبب بدوره حالات غيبوبة وموتاً مفاجئاً. وأكدوا لـ«البيان» ضرورة تركيب كواشف للدخان بالمنازل تفادياً لوقوع حوادث الحريق، مؤكدين أن السلوكيات والتصرفات الخاطئة لاستخدام أجهزة التدفئة تتسبب في وقوع حوادث كارثية بالمنازل، وأن ضعف الوعي والإهمال المسبب الرئيسي لمخاطر الاختناق والحرائق. وحذرت شرطة أبوظبي وهيئة أبوظبي للدفاع المدني الجمهور من مخاطر أجهزة التدفئة، ودعتهم إلى ضرورة التقيد بإرشادات السلامة العامة أثناء استخدامها، وكذلك الحطب، لتجنب وقوع حوادث قد تنتج عن سوء استخدامها. سلوكيات خاطئة وأكد العقيد سالم راشد النعيمي، مدير إدارة الدفاع المدني في رأس الخيمة، أهمية اتباع أفراد المجتمع للنصائح والإرشادات التي تطلقها إدارات الدفاع المدني في دولة الإمارات لتجنب المخاطر التي قد تنجم عن سوء استخدام أساليب التدفئة داخل المنازل والخيام خلال فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، والابتعاد عن بعض السلوكيات والتصرفات الخاطئة في استخدام أجهزة التدفئة، التي قد تتسبب في وقوع الحوادث، مثل الحرائق أو الاختناقات. وأشار إلى أهمية التأكد من سلامة وتحمل الأسلاك الواصلة بين المدفأة والمصدر الكهربائي، وتجنب تمرير الأسلاك تحت السجاد، وعدم السماح للأطفال باللعب بالقرب من المدفأة أو حولها لتجنب لمسها، أو التعرض لحرارتها وسقوطها على مواد قابلة للاشتعال، وعدم استخدامها للتسخين أو التجفيف أو إشعال البخور، محذراً من إشعال الحطب أو الفحم داخل المنزل أو الغرف دون مراعاة تدابير السلامة، والانتباه عند استخدام مدفأة الحطب، خاصة في أوقات الليل وعدم النوم بجانبها تجنباً لمخاطر الاختناق أو اندلاع الحريق، ويجب إشعالها خارج الغرف أو توفير شفاطات خاصة لصعود الدخان إلى أعلى، مع المحافظة على توفير التهوية المناسبة، وعدم تركها مشتعلة. وأكد ضرورة ارتفاع الوعي المجتمعي بحالات الاختناق الناجمة عن استنشاق الغازات الناتجة عن أجهزة التدفئة، وخاصة إشعال فحم التدفئة داخل الخيام والغرف المغلقة التي تفتقر للتهوية، إذ ينجم عن عملية الاحتراق انبعاث غاز أول أكسيد الكربون، الذي يستنشقه الضحايا دون شعور، فيصابون بحالة من الإعياء والضعف، ومن ثم يدخلون في غيبوبة ثم يفارقون الحياة. غازات سامة وقال الدكتور محمد سيف الدين عبدالرحمن، أخصائي الأمراض التنفسية: «لا يكاد يخلو فصل الشتاء من حوادث الحرائق الكارثية والاختناقات بسبب الاستخدام الخاطئ للدفايات بالمنازل ومواقد إشعال نيران الفحم للتدفئة داخل الخيام والغرف المغلقة بالكامل، وانبعاث الغازات السامة التي تعمل على تقليل معدل الأكسجين اللازم لتنفس الإنسان واستبداله باستنشاق غاز أول أكسيد الكربون، الذي يؤدي إلى شعور الضحية بالخمول والرغبة في النوم بعد استنشاق الغازات الناتجة عن عملية الاشتعال، التي تؤدي للإصابة بالاختناق والوفاة أثناء النوم، من خلال عملية يطلق عليها الوفاة بالقاتل الصامت». وأشار إلى أهمية الابتعاد عن الدفايات الكهربائية خلال عملية التشغيل لعدم التعرض للمجالات الكهربائية التي تصدر منها، إضافة لتسببها في الحساسية والربو والتهاب الشعب الهوائية والتهاب الجيوب الأنفية، ونزيف الأنف بسبب جفاف الأغشية، وجفاف البشرة، لأنها تعمل على تحويل الهواء الرطب إلى هواء جاف، وحدوث نزلات البرد بسبب التعرض المفاجئ لفارق درجات الحرارة بين الغرفة التي بها المدفأة والغرف الأخرى. وأوضح الدكتور عادل سجواني، استشاري طب الأسرة، أن غاز أول أكسيد الكربون هو القاتل الصامت، حيث يسبب حالات وفاة كثيرة على المستوى العالمي، ويحدث الضرر بهذا الغاز في الأماكن المغلقة، حيث يحرص البعض على الحصول على التدفئة باستخدام الفحم والحطب في فصل الشتاء، غير مدركين مخاطر انبعاث غاز أول أكسيد الكربون، الذي يؤدي استنشاقه خلال فترة وجيزة إلى إمكانية حدوث الوفاة. وشدد على أهمية تركيب كواشف للدخان تفادياً لوقوع حوادث الحريق المتكررة سنوياً، حيث يعمل على توفير أعلى مستويات السلامة، ما يؤدي إلى التقليل من مخاطر الوفاة. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :