«10 كلوفرفيلد لين».. يتأرجح بين الرعب والإثارة

  • 4/6/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو فيلم 10كلوفرفيلد لين في بداياته غامضاً، فلا تعرف بالضبط إن كنت تشاهد فيلم رعب أم إثارة أم ماذا. وما أن يمضي بمشاهده الأولى، حتى يثار في النفس سؤالاً حول طبيعة الخط الذي يأخذنا فيه المخرج دان تراتشتنبيرغ، وإن كان الفيلم سيكون استكمالاً لما جاء في نسخة كلوفرفيلد الصادر في 2008، أم أنه فيلماً مستقلاً بذاته، وهو ما دأب المخرج جي جي ابرامز التأكيد عليه مرات عديدة. وبعيداً عن هذه الجزئية، فقد جاء الفيلم مثيراً ومتوازناً في مشاهده وحبكته التي تقوم أساساً على رجلين وامرأة. شجار ورغم أن فكرة الفيلم قد توحي في البداية أنها معقدة، إلا أن قصته لا تشي بذلك، لا سيما وأن مخرجه دان تراتشتنبيرغ اعتمد البساطة في كل شيء، فهو لم يقدم فيلماً مزدحماً بالنجوم، مكتفياً فقط بثلاثة ممثلين هم ماري اليزابيث وينسيد، وجون غودمان، وجون غالاغر جونيور، ليقيم على أكتافهم كافة الأحداث التي تبدأ بحادث سيارة تتعرض له بطلة الفيلم ميشيل (الممثلة ماري اليزابيث وينسيد) بعد أن تخرج من بيتها إثر شجار بينها وصديقها، وما أن تفيق من غيبوبتها، حتى تجد نفسها مقيدة في قبو بني من الطوب، من دون أن تعرف شيئاً عن مكانها أو محتجزها ويدعى هوارد (جون غودمان) والذي يظهر فجأة أمامها، ليخبرها أنه أنقذها من الموت، وأنها لن تتمكن من مغادرة المكان، عازياً ذلك إلى تعرض العالم لهجوم لا يعرف طبيعته إن كان كيماوياً أو نووياً، أو من الفضاء، وأنه لا يوجد ملاذ آمن لها لتهرب إليه، لتكتشف فيما بعد أنها ليست الأسيرة الوحيدة في المكان، ففي القبو يوجد شخص آخر يدعى أميت (الممثل جون غالاغر جونيور)، والذي نعرف فيما بعد أنه ريفي يعمل حرفياً، لتحاول ميشيل الهروب من القبو مرات عدة، حتى تنجح بذلك لتبدأ باكتشاف ما يجري في الخارج. حالة الغموض التي لف بها المخرج مشاهد الفيلم، شكلت سبباً لحالة التشويق التي تفيض بها، والتي تظهر جلية في الربع الأخير منه، وتحديداً عندما تنجح ميشيل بالهرب نحو الخارج، لنبدأ نحن باكتشاف حقيقة ما يجري في الخارج، خاصة وأن كاميرا المخرج دان تراتشتنبيرغ لم تنقل لنا شيئاً مما يحدث في الخارج، حيث ظلت طوال الوقت محبوسة مع ميشيل، وهو ما يمكن اعتباره جزءاً من حالة التشويق التي تضمنها الفيلم، الذي حاول المخرج تنفيذ كافة مشاهده الداخلية بحيوية وحنكة. شخصية عدم ازدحام المشاهد بالممثلين، ساعد بلا شك أبطاله في إظهار أقصى ما لديهم من إمكانيات، خاصة الممثل جون غودمان، الذي يمثل شخصية الخاطف، فمن خلال تصرفاته، لا تستطيع أن تحدد إن كان متوحشاً شريراً، أم أنه شخص طيب، ومشاهد الفيلم تكشف أمامنا كلا الحالتين، فمرة نراه غاضباً وحانقاً، ومرة نلمس ما فيه من لطف، ويمتزج بداخله جانبان أحدهما لشخص مهووس بالسيطرة (يظهر عبر طلباته لميشيل وأميت المتكررة للاعتذار عن أي تصرف يقومان به)، والآخر لرجل يحب إسباغ الحماية على من حوله. بينما نجد أن ماري إليزابيث وينسيد، أطلت بشخصية مفعمة بالإحساس والرشاقة والاندفاع والتي تبرز في المشاهد التي تحاول فيها الهرب، علما بأن ماري سبق لها أن لفتت الأنظار بما قدمته من أدوار في فيلمي (The Spectacular Now) (2013) ومن قبله (Smashed) وكلاهما من إخراج جيمس بونسولت. رسالة نهاية الفيلم جاءت مفتوحة، لاسيما مع طبيعة الرسالة التي تسمعها ميشيل خلال قيادتها، والتي تطلب بعض النجدة، وهو ما قد يمهد لاحتمالية إنتاج جزء ثان من العمل.

مشاركة :