غزة/ الأناضول * العائلة تضم طفلا يعاني من أمراض عديدة من بينهم الاستسقاء الدماغي ومشاكل في القلب، ويواجه تحديات صحية كبيرة، في ظل نقص الغذاء والماء والدواء. داخل غرفة تفتقر لأبسط المقومات الصحية والحياة الكريمة، يعيش الطفل الفلسطيني إسلام أبو علبة، البالغ من العمر عامين، رغم تحدياته الصحية الكبيرة التي يعاني منها منذ ولادته. هذا المكان، الذي يضم ثلاثة عشر فرداً، هو داخل مدرسة اليمين السعيد في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، حيث يعيش آلاف النازحين، بفعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. في هذه البيئة، يتجمع النازحين في ظروف صعبة، بعيدة كل البعد عن أن تكون مناسبة لنمو وتطور الطفل أو لتوفير الرعاية الصحية الضرورية. وفي بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اضطرت عائلة أبو علبة من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع للنزوح إلى مخيم جباليا (شمالي)، حيث لجأوا إلى مدرسة اليمن السعيد. وتحاول والدة الطفل إسلام بكل الوسائل المتاحة التخفيف من آلام طفلها الذي يعاني من مرض الاستسقاء الدماغي(تراكم سائل في التجاويف الموجودة في عمق الدماغ) ومشاكل في القلب منذ ولادته. لكن جهودها تبوء بالفشل في ظل الظروف البيئية الصعبة للغاية التي تحيط بها، ونقص الرعاية الصحية والعلاجات الملائمة، والنظافة، وذلك في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة. وتعاني الأسرة من نقص في المياه والغذاء والمستلزمات الحياتية، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار في الأدوية والسلع المتوفرة في شمال قطاع غزة، الذي يعاني من حصار إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر الماضي. وتقول والدة الطفل إسلام للأناضول: "طفلي يعاني من مرض الاستسقاء الدماغي ومشاكل في القلب، ويحتاج لعمليات فورية كانت مقررة لكن ظروف الحرب تحولت دون ذلك". وأضافت: "الوضع الصحي لطفلي يتراجع يوما بعد يوم بسبب المكان الذي نعيش فيه، حيث يفتقر لبيئة صحية نظيفة وغذاء مخصص له". وتابعت: "الغرفة مكتظة بالنازحين، وهذا يتعارض مع البيئة المناسبة التي يجب أن يعيش فيها طفلي، حيث يتسبب ذلك في انتقال العدوى بسهولة نظرًا لنقص المناعة الناتج عن الأمراض التي يعاني منها". ولفتت إلى أن طفلها بحاجة ماسة لرعاية صحية طارئة في ظل تخوفها من مزيد من تدهور وضعه الصحي، مما قد يهدد حياته. وأوضحت أن طفلها يحتاج إلى طعام مخصص لحالته الصحية، بالإضافة إلى حاجته لحليب خاص غير متوفر في شمال القطاع بسبب الحصار. ويعاني الطفل من تساقط شعره، وإسهال واستفراغ طوال الوقت، بالإضافة إلى تعرضه لالتهابات متكررة، وفقا لما ذكرته والدته. وأشارت إلى أن "المستشفى التي نزحنا إليها تخلو من الأطباء المختصين بحالة طفلي، ونحن بحاجة ماسة لنقله إلى مكان يتوفر فيه العلاج اللازم قبل فوات الأوان وفقدان حياته". وقالت جدة الطفل خديجة أبو علبة (49 عامًا): "نحن نمر بظروف صعبة للغاية، لا يوجد حياة هنا في شمال قطاع غزة". وتصف الجدة، معيشتها في شمال قطاع غزة بـ"الصعبة". وأضافت: "نعيش مأساة حقيقية بسبب عدم وجود النظافة والمقومات الصحية الجيدة، ونقص الغذاء والماء". وتشير إلى أن سكان القطاع يواجهون مجاعة نتيجة نقص الطعام والمياه. وناشدت أبو علبة، المجتمع الدولي ودول العالم "بتوفير الطعام والدواء والمياه لقطاع غزة، ووقف الحرب الإسرائيلية". وفي 2 فبراير/ شباط الجاري أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" أن التقديرات تشير بأن 17 ألف طفل فلسطيني في غزة فقدوا ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم. وقال جوناثان كريكس، مدير اتصالات اليونيسف في الأراضي الفلسطينية، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي آنذاك، إن التقديرات تشير إلى أن 17 ألف طفل في غزة أصبحوا بدون ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم. وأكد كريكس أن كل طفل من هؤلاء الأطفال "لديه قصة مفجعة". وفي تصريحات سابقة، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن عدد النازحين داخل القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول بلغ مليوني شخص. ومنذ 7 أكتوبر تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :