أزمات الشرق الأوسط تفاقم معاناة اللاجئين بالمنطقة

  • 2/19/2024
  • 23:43
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ابوظبي - سيف اليزيد - دينا محمود (لندن) وسط توقعات متشائمة بإمكانية تزايد عدد اللاجئين والنازحين قسراً من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشكل كبير خلال 2024، تتصاعد المخاوف من تدهور الأوضاع في المخيمات ومراكز الإيواء المؤقتة التي يلوذ بها هؤلاء الأشخاص في الفترة الحالية، بفعل اندلاع مزيد من الأزمات في المنطقة، وتفاقم تلك القائمة فيها بالفعل.فخلال العام الماضي، شهد الشرق الأوسط اندلاع حرب غزة بتداعياتها الإنسانية المدمرة، كما كانت بعض بُلدان المنطقة مسرحاً لكوارث طبيعية وأزمات سياسية شديدة الوطء، مثل الزلزال المدمر الذي هز سوريا في فبراير، وتبعه آخر ضرب المغرب في الثامن من سبتمبر، وذلك قبل يومين فحسب من فيضانات عارمة اجتاحت الجزء الشرقي من ليبيا.وفي حين أدت هذه الصراعات والكوارث إلى إجبار المزيد من مواطني دول المنطقة على النزوح من ديارهم، سواء لمناطق أخرى بداخل أوطانهم أو إلى خارجها، تفيد تقديرات أممية، بأنه من المتوقع أن يشكل اللاجئون والنازحون قسراً من بُلدانهم ومن يفتقرون إلى أي جنسية من أبناء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، 12% من إجمالي عدد المنتمين لهذه الفئة، على مستوى العالم خلال العام الحالي.وأشارت مصادر أممية إلى أن أولئك الأشخاص سيُضطرون للجوء أو النزوح، لأسباب تتراوح ما بين اندلاع الحروب، أو نشوب الأزمات الإنسانية، أو وقوع الكوارث البيئية، خاصة أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من أكثر بقاع العالم تأثراً بتبعات ظاهرة التغير المناخي، وما ينجم عنها من ارتفاع قياسي في درجات الحرارة، وموجات جفاف طويلة الأمد، وأمطار غزيرة على نحو استثنائي. ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من المتوقع أن ينزح ما يصل إلى 131 مليون شخص حول العالم في 2024، من بينهم 63 مليون نازح و57 مليوناً من اللاجئين. ومن المرجح - كما ذكر تقرير نشره موقع «إيجا تايمز» الإلكتروني - أن يشكل الأطفال والنساء الغالبية العظمى من هؤلاء النازحين واللاجئين.وبجانب اللاجئين الفلسطينيين ممن يُقدر عددهم بستة ملايين لاجئ، يشكل السوريون أغلب من فروا من ديارهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونالوا حق اللجوء في دول أخرى. وتشير تقديرات مستقلة إلى أن ما يزيد على 5.3 مليون لاجئ من سوريا، يتوزعون حالياً بين تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر، بجانب بُلدان أخرى، فضلاً عن ألمانيا التي تستضيف قرابة 560 ألفاً من هؤلاء اللاجئين، وهو العدد الأكبر في أوروبا بأسرها.في الوقت نفسه، يحذر خبراء معنيون بملف اللاجئين في الشرق الأوسط، من تردي الأوضاع في مخيمات اللاجئين بعدد من دول المنطقة، خاصة لبنان الذي تعصف به أزمة اقتصادية غير مسبوقة منذ أواخر عام 2019، ما يؤثر بالسلب، على مواطنيه ومن لاذوا بأراضيه من سوريين وفلسطينيين على حد سواء.وأشار الخبراء في هذا الشأن إلى الارتفاع الهائل في الكثافة السكانية في المخيمات الموجودة بلبنان، وعدم كفاية البنية التحتية الأساسية لقاطنيها، خاصة على صعيد خدمات التعليم والصرف الصحي والرعاية الصحية، فضلاً عن اندلاع اشتباكات بين الحين والآخر بين فصائل مسلحة تتمركز فيها. وعلى إثر تردي ظروف المعيشة في تلك المخيمات ونظيراتها في دول أخرى، يقول بعض ممن يقطنون هناك، إن الوضع الذي يكابدونه فيها أصبح أشبه بـ «كابوس شديد القتامة»، مؤكدين أنهم لا يعتبرون أنفسهم يعيشون هناك، بل «يُوجدون فحسب»، في إشارة إلى افتقارها إلى كل مقومات الحياة المتعارف عليها.

مشاركة :