يعزز مهرجان أضواء الشارقة مفهوم الاستدامة من خلال استراتيجيات مبتكرة، وفقاً لما أكده خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، قائلاً: تُعتبر الاستدامة من القيم الأساسية التي تحرص إمارة الشارقة على تطبيقها في مختلف المجالات، فهي ثقافة مترسخة في مجتمعها وتوارثتها الأجيال منذ القدم. ومن هنا تحتفي فعاليات الشارقة بالاستدامة بمفهومها الشامل الذي يتعدى الحفاظ على الموارد الطبيعية إلى تنمية الإمكانات البشرية والحفاظ على التراث والهوية والتنوع الثقافي والاجتماعي. وأضاف: يعبر مهرجان أضواء الشارقة عن رؤية الشارقة للإبداع والابتكار والتميز في مجال الفنون والثقافة، ويسهم كذلك في تعزيز الاستدامة بتجلياتها المتعددة، حيث يعبر عن مستقبل صديق للبيئة يحترم التراث والهوية، ويثري الحياة الاجتماعية والسياحية في الشارقة، ويزيد من جاذبية الإمارة كوجهة فنية وثقافية عالمية. ولم تعد الاستدامة منهجاً منعزلاً عن مجالات الحياة الأخرى، بل أصبحت انعكاساً للممارسات التي تنشأ داخل كل قطاع، فتعمل على تصحيحه وتصويبه لتحفظ قدرته على خدمة المجتمعات من دون الإضرار بالموارد. وقد اتسع هذا المفهوم أيضاً ليشمل القيم والدوافع التي تحفظ تماسك المجتمعات وأسس التاريخ والثقافة والهوية والفنون، التي لا تقل أهمية عن الموارد الطبيعية. وعلى هذا الأساس الفكري التنموي الشامل تبني إمارة الشارقة منظومتها للاستدامة، من أجل الوصول إلى الأفضل، حيث تنظم فعاليات موسمية تشمل المفهوم الشامل لسكان الإمارة وزوارها. ويظهر مهرجان أضواء الشارقة، من خلال عروضه الضوئية الإبداعية في 12 موقعاً من أشهر المعالم في الإمارة، مفهوماً واسعاً للاستدامة ليجسد رؤية الإمارة الرائدة في تنمية مجتمعها واقتصادها بناءً على 4 محاور رئيسة من أهداف التنمية المستدامة، الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والثقافية. ويعتمد نظاماً صديقاً للبيئة في مختلف الأضواء والأدوات والمعدات المستخدمة في العروض، والتي تحمل شهادة مطابقة للمواصفات البيئية. وتعمل هيئة الإنماء التجاري والسياحي مع هيئة كهرباء ومياه الشارقة لتوفير بين 50 - 60% من الطاقة الكهربائية في كل موقع، لتحويل المعالم إلى لوحات فنية متلألئة تعكس تاريخ وثقافة وحضارة الإمارة. ويركز المهرجان على أحدث التقنيات في مجال الإضاءة، والتي تمكّنه من تقديم عروض ضوئية مذهلة، من دون إهدار الطاقة الكهربائية أو التأثير على البيئة، حيث يستخدم أنواعاً مختلفة من الأضواء، تتميز بالسطوع والجودة والدقة وتستهلك كميات قليلة من الكهرباء. ويعد مهرجان أضواء الشارقة عاملاً محفزاً للنمو الاقتصادي في الإمارة، من خلال دعمه للمشروعات الوطنية والمحلية التي تساهم في تنويع الاقتصاد وزيادة القيمة المضافة وتقدم فرصاً للزوار للتسوق والترفيه. ويشارك في المهرجان هذا العام أكثر من 80 مشروعاً وطنياً، وهو أكبر حجم مشاركة مشروعات وطنية على مدار دورات المهرجان. ويجذب الحدث الآلاف من الزوار من داخل وخارج الإمارة، ما ينعكس إيجاباً على الحركة الاقتصادية في المناطق المستهدفة من المهرجان، ويساعد في تحقيق الاستدامة الاقتصادية للمجتمع. كما يعكس الجهود التي تبذلها الإمارة في الحفاظ على الاستدامة الثقافية، والتي تعد أحد أهم ركائز التنمية الشاملة، إذ يلعب دوراً مهماً في استدامة الهوية والتراث والثقافة الإماراتية العربية والإسلامية، واستحضار التاريخ من خلال العروض الفنية البصرية التي تعكس جوانب مختلفة من هوية الإمارة وموروثها الثقافي والعمراني وإبراز منجزاتها ورؤيتها المستقبلية. وتترجم الفنون التي تضيء المعالم عمق التراث الهندسي والفني العربي والإسلامي.
مشاركة :