هل نحن نقرأ؟ ماذا نقرأ؟! كيف نقرأ؟! أسئلة مهمة بحجم القراءة ذاتها. والأهم، أن نجيب عليها بصدق، لنعرف إلى أين وصلنا في هذا المشروع الحيوي؟. لا يكفي أن تكون الصورة هي النص، مهما كانت هذه الحقيقة جارحة، لا بد أن تكون العبارة حاضرة، ولو كانت قصيرة جداً، كما يحدث في تويتر. فهناك كمية هائلة من المعلومات، نستطيع استحضارها بسرعة شديدة من خلال نصوص قصيرة، وعبر الصورة المرئية. ونكون قد نقلنا الثقافة إلى المتلقي. الشاب اليوم يقرأ نصوصاً قصيرة، ويشاهد مقاطع مصورة. ومن خلالهما يجب أن نقدم مشروع القراءة. علينا أن ندرس عقلية الشاب باحترام شديد. يجب ألا نفرض عليه ماذا يقرأ وكيف يقرأ. يجب أن نقدم له المحتوى الراقي الذي لا يستغبيه. هو ذكي، أذكى من كل المؤسسات التي تتصور أنه مجرد وعاء! هو ينصرف عن المشاريع المؤسساتية الباهتة، ويذهب إلى المشاريع التي تناسبه، مهما كانت ضد ما نأمله. ليس عيباً أن نعترف بأن المشروع الراهن لتثقيف الشباب غير موجود، وأن ثقافة النص القصير والصورة السريعة هي الحاضرة. العيب هي أن نقف مكتوفي الأيدي، دون أن نقدم برامج حقيقية وفاعلة لإشعال الساحات الشبابية بالوعي الثقافي. والأمر سيحتاج إلى رؤية وإلى آلية عمل تتفهم نمط التلقي السائدة. لن تنفع المطولات، ولا الوعظيات، ولا البكائيات. ستنفع العبارات القصيرة الحافلة بالصورة، بعد ذلك قد نقول للشاب لماذا لا تقرأ؟!.
مشاركة :