الذين رحلوا عن الديار أو عن الأحبة ليس هو الرحيل عن الدنيا ولكن رحيل إما يأتي بسبب مثل العمل أوالدراسة وأخرين يرحلون عنوةً بفعل الضروف يهجرون بسبب الحروب والمأسي وقد يكون ظلم وجور من بعض الذين صدقوهم حين كان الرابط هو عقد المحبة والقرابة أو أمانة الكلمة . لن ينسون ذكرياتهم المعلقة بأسقف تلك السماءحتى لو غطتها الغيوم . سوف يشمون أثر تراب الذكريات ولو كانت بسيطة , أن أكمام النخيل وصفائح النور وستائر الليل وتلك الأحجية التي كانت تطول على لسان الجدة ربما يتجاوز بهم العمر وستبقى أيامها خالدة أن رائحة أنفاس الصباح الباكر والخبز لن يُنسى , إذا أنتقلنا إلى الحياة حياة الرفاهية بمحض إرادتنا, سوف تصبح حياتنا أشبة بسينما ذكريات نعيش عليها كل حين فقط الرحيل الوحيد الذي سيصنع منا أخرين قد أنتقلوا فعلاً وأنتقل معهم وعي أخر يشبه نقطة التحول التي غيّرت كل شيء . أنهم يتألمون من الخوف للعودة للوراء أو لنفس المكان بل أن ذكرياتهم تشبه مسلسل رعب يتمنون أن لا أحد يتذكره أو يحاول أن يعيدة عليهم . سيتنازلون عن أكثر المبادئ أو الأعراف المتبعة أن ثمن هذا ربما لا تستطيع أكتشافه وهو محاولتهم إرضاء الأخرين بأعتبار أنفسهم غُرباء يقدمون الخدمة مجان ويعملون دون طلب منهم أو مقابل حتى يحصلون على أعلى درجة من الثقة وتقبل الأخرين لهم بأعتبارهم يستحقون أن العيش وهم بنفس الوقت مكسب للمكان والمجتمع . هناك أخرين يتنازلون عماهو أعظم بكثير وهو فلذات أكبادهم وأقصد بناتهم الصغيرات وكأنهن قرابين لمن يخطبهن أو يرقب بالزواج منهن فقط أن يأتيهم بمكان أمن ويوفر لتلك الصغيرة مكان أمن حتى يبعدها عن شبح الموت والخطف أو القتل والأغتصاب مقابل أن يستمتع بها ولو كان وجع الألم لا يُقاس لكن الرضا بالأبتسامة على وجه مهموم هي عربون قبول وقناعة هذا هو أعظم رحيل سببه ما يدور من حولنا من حروب ومظاهرات وثورات كلها بسبب شعوب صدقت أكبر كذبة لبعض تجار الكلمة والدين وتسويق للحرية والحقوق حتى دفعوا ثمنها وطن يصبح مرتع للوحوش البشرية وتهجير وقبله قتل وضياع للأبد . أننا في وطن يستحق وقبل كل تلك الرؤوس والأفئدة التي تهوي إليه من عامة المسلمين أن نحميه ونحفظه ونصونه وألا نسمع لمن ينعق بصوت عازف الغيثارة خديعة يمررها على أذان البعض منا . إذا لماذا نحن لا نقرأ الماضي القريب لمن حولنا ونتعلم مما جرى لهم من تصديق تلك المخطوطات التي تصدر من أكبر مطابع الحقد والحسد والكذب والكراهية لنا وللوطن . لنقف سوياً وبصوت واحد أن نغلق كل نوافذ الإعلام وغيره ونقول لهم لقد تعلمنا منكم أن أبنائكم ونسائكم قد جاؤا إلينا وأعينهم تفيض من الدمع حزن على بلدهم وما فقدوه من أدميتهم كان أعظم محمد الفلاج
مشاركة :