نحتفي بعدَ غدٍ الخميس بذكرَى تأسيسِ المملكةِ على يدِ الإمامِ محمد بن سعود -يرحمه الله- عام 1727م/1139هـ، لنقفَ مع هذَا الحدثِ التاريخيِّ الذي امتزجتْ فيه ملاحمُ الأصالةِ بقيم الوفاءِ، وصدقِ الولاءِ، وعمقِ الانتماءِ، مفتخرِينَ بهذَا التَّاريخِ المجيدِ الممتدِّ لأكثرِ من 3 قرونٍ، الحافل بالمحطَّاتِ الفارقةِ في الذَّاكرةِ السعوديَّةِ.وإنَّنا إذْ نستلهمُ هذِهِ البداياتِ العظيمةَ من درعيَّة العزِّ، فإنَّنا نزهُو بالمنجزاتِ التي تحقَّقت لبلادنَا في ظلِّ رؤيتهَا التنمويَّة التي رسمتْ خارطةَ طريقِ المستقبلِ، بتوجيهِ ودعمِ قيادتِنَا الرَّشيدةِ.لقد حرصت المملكةُ على المحافظةِ على مكانتِهَا المتقدِّمةِ عالميًّا، وتحقيقِ المزيدِ من النموِّ والازدهارِ بعد تقدُّمهَا 50% في مؤشِّراتِ التَّنميةِ المُستدامةِ للأممِ المتَّحدةِ، فاقتصادُ المملكةِ هو الأسرعُ نموًّا على مستوَى دولِ مجموعةِ العشرين بمعدَّل 8.7%، حسب تصنيفِ صندوقِ النَّقدِ الدوليِّ، كما صنَّفتْ وكالةُ التَّصنيفِ الائتمانيِّ (موديز) المملكةَ عند (A1) مع نظرةٍ مستقبليَّةٍ إيجابيَّةٍ، ونمو القطاعِ السياحيِّ بلغ 64%، فضلًا عن حصولِ بلادِنَا على المركزِ الثَّانِي عالميًّا في معدَّلِ نموِّ عددِ السيَّاحِ، أمَّا عددُ الحجَّاجِ فقدْ وصلَ إلى مليونين، والمعتمرين 10 ملايين.. في ظلِّ أنظمةِ التأشيراتِ المتطوِّرةِ ورقمنتهَا في منصَّةٍ موحَّدةٍ بعدَّةِ لُغاتٍ.وعلى المستوَى الصناعيِّ تمَّ إطلاقُ الإستراتيجيَّةِ الوطنيَّةِ للصِّناعةِ؛ للوصولِ إلى اقتصادٍ صناعيٍّ جاذبٍ، وإطلاقِ شركةِ «سير» أوَّل شركةٍ سعوديَّةٍ لصناعةِ السيَّاراتِ الكهربائيَّةِ.ولا يفوتُنَا التَّنويهُ بمشروعِ إنشاءِ ممرٍّ اقتصاديٍّ جديدٍ يربطُ الهندَ والشرقَ الأوسطَ وأوروبَا، وهو يظهرُ أهميَّة موقعَ المملكةِ الإستراتيجيَّ.وعلى المستوَى الدوليِّ فقدْ خطفت المملكةُ الأضواءَ بفوزِهَا باستضافةِ إكسبو 2030، كما نجحَ القطاعُ الرياضيُّ في الحصولِ على تأييدِ تنظيمِ المملكةِ مونديالِ كأسِ العالمِ 2034، فضلًا عن استضافةِ أعرقِ البطولاتِ العالميَّةِ: فورمولا، رالي داكار، وغيرها من البطولاتِ.وأضحت المملكةُ وجهةً لاستضافةِ المحافلِ الدوليَّةِ، إضافةً إلى عقدِ الكثيرِ من القممِ العربيَّةِ والإسلاميَّةِ والدوليَّةِ فيها، ناهيكَ عن تحقيقِهَا إنجازًا علميًّا، تمثَّل في إرسالِ رائدي الفضاءِ إلى محطَّةِ الفضاءِ الدوليَّةِ. (للحديث بقية)