قال وزير الخارجية الصيني الزائر وانغ يي هنا يوم الأحد، إن الصين مستعدة للعمل مع إسبانيا لإقامة علاقة ثنائية ذات تصميم استراتيجي، ما يوفر زخما جديدا في نهضة وتنمية البلدين ويضخ حيوية جديدة في العلاقات بين الصين وأوروبا. وأدلى وانغ، وهو أيضا عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس. وأضاف أن الصين تعتبر إسبانيا شريكا جديرا بالثقة وجيدا في الاتحاد الأوروبي. وفي معرض عرضه للتوافق الواسع الذي تم التوصل إليه، قال وانغ إن الجانبين اتفقا على أن الثقة الاستراتيجية المتبادلة هي الركيزة الأساسية لتنمية العلاقات الصينية الإسبانية. وفي العام الماضي، احتفل البلدان بالذكرى الـ50 لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية، كما رسم رئيسا البلدين خطة استراتيجية لتنمية العلاقات الثنائية، حيث أظهر التعاون العملي حيوية قوية، بحسب وانغ. كما سيواصل الجانبان زخم التبادلات رفيعة المستوى، ويخلقان مناخا سياسيا ملائما، ويعيدان التأكيد على احترامهما المتبادل للمصالح الأساسية والشواغل الرئيسية، فضلا عن فهمهما ودعمهما لبعضهما البعض في جهودهما المبذولة لحماية الوحدة الوطنية والعرقية، وفق وانغ. كما أكد على أن الصين تقدر التزام إسبانيا بمبدأ صين واحدة. وأردف "نحن نتفق على أن الانفتاح والتعاون هما قوة دافعة كامنة لتنمية العلاقات الصينية الإسبانية". ولفت إلى أن الجانبين مستعدان لتوسيع التعاون في مجالات جديدة، بما في ذلك السيارات الكهربائية والطاقة الخضراء والاقتصاد الرقمي، وتوفير بيئة عمل عادلة ومحايدة وغير تمييزية لمؤسسات بعضهما البعض، فضلا عن التحسين المستمر لجودة ومرونة الاستثمار المتبادل، ومساعدة بعضهما البعض في تحويل الاقتصاد والارتقاء به. وكانت الصين قد أعلنت رفع القيود المفروضة على واردات لحوم الأبقار الإسبانية منزوعة العظم من الماشية التي يقل عمرها عن 30 شهرا، وفق وانغ. كما دعا إسبانيا للاستفادة من منصات مثل معرض الصين الدولي للواردات، ومعرض الصين الدولي للمنتجات الاستهلاكية، ومعرض الصين الدولي لتجارة الخدمات، لتعزيز صادراتها من المنتجات عالية الجودة إلى الصين. وأشار أيضا إلى أن الجانبين اتفقا على أن التبادلات الشعبية لها أهمية في تعزيز العلاقات الصينية الإسبانية. ففي العام الماضي، استضاف البلدان فعاليات "عام الثقافة والسياحة". كما جذب "معرض حضارة أسرة تشين وأسرة هان" و"معرض فن دالي" مئات الآلاف من الزوار. كما أفاد بأن الصين تبنت من جانب واحد سياسة الإعفاء من التأشيرة للسياح الإسبان، بينما تستعد إسبانيا لإتخاذ المزيد من الإجراءات لتسهيل التبادلات الشعبية بين البلدين. وأردف أن الباندا العملاقة هي سفيرة الصداقة بين الشعبين الصيني والإسباني، مشيرا إلى أن أغنية الأطفال الشهيرة التي ألفها موسيقيون إسبان للباندا تشولين، أول باندا عملاقة تُولد في مدريد عام 1982، يعرفها أجيال عدة من الأطفال الإسبان. ولفت إلى أن الصين سترسل زوجا من صغار الباندا إلى إسبانيا بعد انتهاء اتفاقية الاقتراض الحالية وعودة عائلة الباندا من مدريد إلى الصين، وذلك في محاولة للحفاظ على "رابطة الباندا" بين الشعبين التي استمرت لأكثر من أربعة عقود. وقال وانغ إن الجانبين اتفقا على أن الحفاظ على علاقات مستقرة بين الصين وأوروبا يتوافق مع مصالحهما المشتركة. فإن الصين تقدر إسهامات إسبانيا في تعزيز التبادلات والتعاون بين الصين وأوروبا عند توليها الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من العام الماضي، كما تتوقع وتؤمن الصين بأن إسبانيا ستواصل لعب دور نشط في الاتحاد الأوروبي، بحسب وانغ. وأضاف أن البلدين مستعدان لتعزيز الإجراءات المشتركة بين الصين وأوروبا لمواجهة التحديات العالمية، بما في ذلك تغير المناخ والأمن الغذائي والصحة العامة، فضلا عن تحمل المسؤوليات الدولية الواجبة في عالم مليء بالشكوك. واستطرد "لقد شعرنا بعمق القلق المتزايد للمجتمع الدولي حول مستقبل ومصير البشرية، وكذلك رغبته القوية في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية،" مضيفا أن الصين وإسبانيا قوتان ثابتتان للحفاظ على النظام الدولي وتعزيز التنمية العالمية. وأكد على أن الصين مستعدة للتعاون مع إسبانيا لإظهار روح المسؤولية والتنسيق بشكل وثيق والتوصل إلى المزيد من توافق الآراء، فضلا عن طرح حلول أكثر فعالية لدفع التسوية السياسية للقضايا الساخنة وتقديم المزيد من الإسهامات لبناء مستقبل أفضل للبشرية. وفي إشارة إلى أن العام المقبل سيصادف الذكرى الـ20 للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وإسبانيا، قال وانغ إن الصين مستعدة للعمل مع إسبانيا من خلال التمسك بروح الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة، لدفع تحقيق المزيد من النتائج الإيجابية في التبادلات والتعاون بمجالات متنوعة، فضلا عن الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات جديدة.■
مشاركة :