من المشروبات الغازية إلى الوجبات الخفيفة المُعبأة واللحوم المُصنَّعة، والوجبات السريعة والكعك، تُضاف العديد من المواد إلى الأطعمة فائقة المعالجة، ويستمر الزيت والدهون والسكر والصوديوم والمستحلبات في تجريد الطعام من عناصره الغذائية الصحية مع إدخال مكونات أخرى تضرُّ صحة الإنسان. وفي حين أنّ السمنة وقلة النشاط البدني من العوامل المُعترف بها في الأمراض والوفيات، فإنّ هناك خطرًا آخر متزايدًا، ناشئ عن الاستهلاك غير المسبوق لهذه الأطعمة فائقة المُعالجة، وقد يكون هذا هو "القاتل الصامت" الجديد. فعندما تكون مكونات الطعام طبيعية كاملة، تُهضَم بمُعدّل أبطأ، ويُستخرَج منها سعرات حرارية أقل، ولا يقتحم الدم كميات كبيرة من السكر فجأة، لذلك فإنّه حتى لو أُزيلت المكونات المضافة للأطعمة فائقة المعالجة سيظل هناك قلق من الإفراط في استهلاك هذه الأطعمة، التي قد تُؤدِّي إلى السمنة والسكري، وأمراض القلب. اقرأ أيضًا:دراسة تحذر من الأطعمة الملونة ومخاطرها على مناعة الإنسان وحسب مؤلفي دراسة حديثة، فإنّ إحدى الآليات المعقولة لشرح المخاطر هي أنّ الأطعمة فائقة المعالجة تحتوي على مستحلبات وإضافات أخرى لا يهضمها الجهاز الهضمي، فالمواد المضافة، مثل مالتوديكسترين، قد تُعزِّز طبقة مخاطية صديقة لأنواع معينة من البكتيريا الموجودة بوفرة أكبر عند مرضى داء الأمعاء الالتهابي. كما زادت حالات سرطان القولون والمستقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، خاصةً بين الشباب، ويرى الباحثون أنّ زيادة استهلاك الأطعمة فائقة المعالجة، قد يُسهِم في العديد من الأمراض المعوية الأخرى. ويرى المؤلفون أيضًا أنّه كما بدأت مخاطر التبغ في الظهور خلال منتصف القرن السابق، مرّت عقود قبل أن تُرجِّح الأدلة وجهود مسؤولي الصحة تثبيط استخدام السجائر للحد من مخاطرها، فكذلك قد يكون مسار الأطعمة فائقة المعالجة، فقد لا نُلاحِظ ضررها بعد، لكن المستقبل قد لا يحمل أخبارًا سارة بشأن أثرها في صحتنا.
مشاركة :