رئيس الجامعة البريطانية بالقاهرة – سابقا. تعودت إسرائيل شعبا وحكومة على السلوك والتصرف بحرية مطلقة وبغير ضوابط، وأنه لا توجد لديها كدولة أو لدى أى مواطن من مواطنيها حدود للالتزام وعدم التعدى بداية من كسر القانون الدولى مثلما يشهد العالم كله الآن فى حرب الإبادة التى يشاهد تفاصيلها الدقيقة الجميع والتى لا تجد إسرائيل فى نفسها غضاضة من فعل وقول أى شىء الى التعدى بالشتم والضرب والقتل للفلسطينيين العزل. إنها لم تعر أحكام محكمة العدل الدولية المؤقتة والملزمة أى التفات واهتمام ومضت فى غيها، غير مهتمة بما أصدرته المحكمة وبما يتعين عليها الالتزام به وهى الدولة التى تدعى الحضارة وتدعى السمو فوق بقية البشر وأن جيشها هو الأعلى خلقا بين كل جيوش العالم. لست أدرى من أين أتى ذلك الحق فى الادعاء وفى حقها على الاعتداء والتنكيل بخصومها الفلسطينيين على مرأى ومسمع الجميع؟. من أجل ذلك وكثرة وروده وذكره تعودت البشرية على شىء يشبه القبول والعرف لكل هذه الأفعال والأقوال بضمان الحماية الغربية منذ النشأة الأولى للدولة العبرية عندما كانت بريطانيا إمبراطورية لا تغرب عنها الشمس، وبعد أن أصابها الأفول والاضمحلال سلمت الراية لأمريكا والتى لم توقف تلك الحماية بل على العكس رفعت سقفها. هناك الكثير من الأمثلة العنصرية الصارخة على ذلك منها كلمات وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت التى قالها عقب هجوم حماس على إسرائيل فى السابع من أكتوبر الماضى وقبل الهجوم الكاسح على غزة واصفا الفلسطينيين بالحيوانات البشرية. بقليل من البحث والتنقيب نجد أنه لم يكن الأول فى استخدام المفردات العنصرية، وأنه لم يقلها من فراغ، وأنها جزء من الثقافة الإسرائيلية المتراكمة تجاه العرب والفلسطينيين، وأن هناك كثيرا من السابقين له جبلوا على العتو والكبر والتعالى بغير الحق فيما يصدر منهم من تصريحات وأقوال غير أخلاقية ومشينة تنزع عن الفلسطينيين الصفة الإنسانية التى يحاسب عليها القانون والأعراف الدولية، ورغم ذلك يقولونها بأريحية كاملة وبمأمن ومنأى عن العقاب والمحاسبة. فى حقيقة الأمر سبقه بها الكثيرون من المسئولين والدبلوماسيين ومن كل أطياف المجتمع الإسرائيلى، وكذلك المناصرون والمجندون من قبل الصهيونية العالمية فى كل أنحاء الأرض وفى كل الأزمنة، والذين تعودوا أن يغض المجتمع الدولى الطرف عن جرائمهم العنصرية تلك مثلما كان يغض عن جرائمهم الكثيرة ضد الفلسطينيين منذ عام 1948. ذكر المفكر ناعوم تشومسكى انه اكتشف من خلال بحثه فى وثائق اجتماعات مجلس الوزراء الإسرائيلى فى أوائل السبعينيات أنه وجد فى إحداها كلمة قالها موشى ديان وزير الدفاع الأسبق موجها كلامه للفلسطينيين: ليس لدينا لكم حلول ويتعين عليكم أن تستمروا فى حياتكم كالكلاب، والباب مفتوح لمن يريد الرحيل منكم. عندما أصبح مناحم بيجن رئيسا للوزراء قال فى خطاب له بالكينست الإسرائيلى عقب التصويت لنزع الثقة من حكومته بتاريخ 8 يونيو 1982، عقب الغزوالإسرائيلى للبنان واصفا الفلسطينيين بأنهم وحوش تمشى على رجلين. وأضاف أننا سندافع عن أطفالنا لو امتدت إليهم يد حيوان يمشى على قدمين، وأننا سوف نقطع تلك اليد، وهو القول الذى ذكرته مجلة نيوستيتسمان فى عددها الصادر فى 25 يونيو 1982. استدامت تلك الأوصاف المهينة للفلسطينيين بعدها ولم تنقطع أبدا ولم تصدر أى اعتراضات عن العالم الغربى ومنظماته التى لا تحصى ولا تعد والتى دائما ترصد تلك الأمور.فى مقابلة إذاعية مع رجل دين يهودى يدعى إيلى بن دهان وأحد أقطاب التحالفات اليمينية فى حكومة نيتانياهو، والذى تستند إليه مهمة إصدار أذون السماح للفلسطينيين من الضفة الغربية للعمل بإسرائيل، إضافة الى عمله كنائب لوزير الدفاع الإسرائيلى فى حكومة نيتانياهو اليمينية المتطرفة، قال فى مقابلة إذاعية فى عام 2013، إن الفلسطينيين بالنسبة له ليسوا بشرا ولكنهم حيوانات. 1-4 ورغم أن هذا الرجل حاخام إلا أنه عنصرى كريه له قول فى مايو 2015، إن اليهودى له روح أعلى وأنبل كثيرا من غير اليهود حتى ولو كان شاذا جنسيا. هو ليس حالة فريدة ولكن آراءه تتفق مع بقية آراء الإسرائيليين. منذ ثمانى سنوات فى العاشر من فبراير 2016، وأثناء تفقده سورا يبنى بين الأردن وإسرائيل بالقرب من مدينة إيلات، قال نيتانياهو نحن فى حاجة لحماية أنفسنا من الوحوش الكاسرة، فى إشارة الى الفلسطينيين. إضافة الى تلك الأوصاف يوجد العديد من وصف الفلسطينيين بالحيوانات وخصوصا بعد هجوم السابع من أكتوبر، منها قول أريا كنج نائب عمدة القدس الذى وصف الفلسطينيين بأنهم أشباه بشر، كما أن رئيس الوزرار بنيامين نيتانياهو وصف أطفال فلسطين بأنهم أطفال الظلام. كل هذه الأقوال والأوصاف هى التى تمكنا من فهم طبيعة الشعب الإسرائيلى وكنه حقيقته وتفسيره الراسخ للشعب الفلسطينى بصفة خاصة والعرب بصفة عامة. هى التى تفسر لنا القسوة المفرطة فى إبادتهم للشعب الفلسطينى بغير رحمة وعدم اقتناعهم بما يراه العالم كله ويحسه. هم يقولون إننا نفعل ذلك من أجل العالم ومن أجل الحضارة. بتاريخ 16 أكتوبر الماضى نشر أرسن أوستروفيسكى – وهو كندى وأحد أكبر المتعاطفين مع إسرائيل والصهيونية والمجندين لخدمتها – تغريدة عبارة عن كارتون يظهر فيه الفلسطينيين فى صورة صرصار متوشح بألوان العلم الفلسطينى الأحمر والأبيض والأخضر والأسود أسفل حذاء أزرق يمثل جيش الدفاع الإسرائيلى يقوم بسحق ذلك الصرصار. المفارقة هنا أن هذا الرجل كان المتحدث الرئيسى فى مؤتمر عن العداء للصهيونية فى مدينة أوتاوا الكندية وكان مجدولا أن يلقى الكلمة الرئيسية فى ذلك المؤتمر. gate.ahram
مشاركة :