افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية اليوم، مركز شمعة للتوحد، وذلك بغرب الدمام، بحضور عدد من أصحاب المعالي والمسؤولين في المنطقة. وفور وصول سموه مقر المركز، قص الشريط إيذانا بافتتاح المركز، ثم أزاح الستار عن لوحة رخامية أعدت لهذه المناسبة, عقب ذلك قام بجولة داخل المركز، مطلعا على أقسامه وفصوله الدراسية وعياداته التخصصية التي تشمل الحركي والوظيفي والطبيعي والنفسي والنطق، إضافة إلى الخدمات المساندة، مستمعاً إلى شرح عنها. بعدها تسلم سموه لوحة فنية، من قبل أحد أطفال المركز، ثم التقطت صورة جماعية مع سموه. إثرها بدأ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى رئيس مجلس إدارة شركة شموع الأمل علي المجدوعي كلمة؛ أكد فيها أن هذا الإنجاز يأتي امتداداً طبيعيا لنجاح مدارس شموع الأمل، التي بدأت في منزل خاص في عام 1420هـ، ثم تم الانتقال إلى هذا الصرح من مدارس شموع الأمل 1428هـ، وانضمام مجموعة من رجال الأعمال. وأوضح المجدوعي، أن شموع الأمل منذ انطلاقتها قامت برعاية 7000 حالة، وعدد كبير من هؤلاء انتقل من مرحلة الاعتماد على الآخرين، إلى الاعتماد على النفس, حيث يبلغ عدد الموظفين والموظفات في المركزين 250 شخص، 60 % نساء، وبنسبة سعودة 75%. بعد ذلك ألقى معالي وزير الصحة رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية المهندس خالد الفالح كلمة، رحب فيها بسمو أمير المنطقة الشرقية وبالحضور، عاداً المركز إسهاما مميزا لخدمة فئة عزيزة على قلب كل محب للخير، مشيداً بجهود أهل الخير ومساندتهم وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ . ونوه معاليه بجهود أمير المنطقة الشرقية ومبادراته الإنسانية الخلاقة، وتبنيه لأهل الخير والعطاء، ودعمه لجميع أبناء المجتمع، مشيراً إلى عدد الأطفال المعرضين للإصابة بمرض التوحد في العالم، متوقعا إصابة من 125 إلى 200 ألف طفل بهذا المرض في المملكة، مبيناً ما يسببه هذا المرض من قلق للأسر. وقال معاليه :يدرك مجتمعنا حجم المسؤولية عليه بأن يفعل كل ما بوسعه ليقف مع هذه الفئة؛ ويوفر لهم كل ما يساندهم ويدعمهم، مشيراً إلى أن هذا أحد أهم أسباب إطلاق المشروع الوطني للتعامل مع التوحد واضطرابات النمو الشامل، من ناحية التثقيف والتوعية، والتشريع والدعم بوضع القوانين لدعم هؤلاء المرضى وتحسين جودة حياتهم ومنحهم حقوقهم، والبحوث والدراسات في هذا الجانب، والتشخيص والعلاج، والتدريب، حيث يسير هذه البرنامج بخطى واسعة في كل المجالات. ثم ألقى رئيس شركة أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين الناصر كلمة، أوضح خلالها أن الدراسات العالمية تشير إلى تصاعد خطير في أعداد المصابين بحالات التوحد، فقبل 40 سنة كانت معدلات الإصابة بحالات التوحد في نطاق حالة واحدة تقريبا ضمن كل 5 آلاف طفل، أما الآن فقد أصبح المعدل حالة واحدة لكل 50 طفلا, كما تظهر الدراسات أن ظهور الحالات للذكور أعلى من الإناث بـأربعة إلى خمسة أضعاف، أما على مستوى المملكة تشير التقديرات إلى أن عدد المصابين بحالات التوحد يصل إلى آلاف الحالات. وبين الناصر أن أعراض التوحد تبدأ بالظهور في السنين الأولى أو الثانية للطفل، حيث يشكل توفير التأهيل والرعاية المناسبين لسنوات الطفل الأولى عاملا مهما، وقد حرصت أرامكو السعودية بالمبادرة في دورٍ لا يقتصر على التسليط على المشكلة؛ وإنما تسهم في تقديم الحلول لها، وفي هذا الإطار جاءت فكرة الشراكة بين أرامكو ومجمع شموع الأمل، الذي أثمر بحمد الله على إنشاء هذا المرفق المتخصص مع تجهيزه وفق أحدث المعايير العالمية، وقد تمثل إسهام أرامكو في هذا المشروع ببلورة الفكرة ودعم المبادرة عبر المشاركة في مجلس إدارة المركز، وقد تم التعاقد مع أحد المؤسسات البريطانية في مجال وتأهيل أطفال التوحد في هذا الجانب. ثم قام مدير عام شركة شموع الأمل للتربية الخاصة والتأهيل المشرف على مركز شمعة للتوحد أحمد الدبيخي بعرض موجز عن اضطراب طيف التوحد، والصعوبات التي تواجهها الأسر مع الطفل التوحدي، إضافة إلى عرض موجز عنمركز شمعة للتوحد، الذي تبلغ مساحته 2400 متر مربع، فيما بلغت تكلفة إنشاؤه 35 مليون ريال، ويتسع لـ 100 حالة قابلة للتوسع مستقبلاً، مبيناً أن المركز يهدف إلى تقييم الحالات بأحدث الوسائل والأساليب، ومعالجة حالات التوحد في مراحلها الأولى للأعمار من 3 إلى 8 سنوات للذكور والإناث، والتواصل مع الأسر لتقديم الإرشاد الذي تحتاجه، وكذلك الإسهام في نشر الوعي المجتمعي للتوحد.
مشاركة :