أصبح المشهد الدموي مألوفا داخل غزة التي تعانق الموت في كل لحظة، وكأن «ملك الموت» استوطن القطاع، يرفع إلى السماء أرواح مئات الشهداء يوميا، ضحايا العدوان الإسرائيلي. وقد وقف على رأس الحقيقة، رئيس البرازيل، لويس إيناسيو لولا دي سيلفا، مؤكدا  يوم الأحد، 18 فبراير / شباط ، في أديس أبابا على هامش قمة الاتحاد الإفريقي الـ37، أن «ما يحدث في قطاع غزة ليس حربًا، إنه إبادة». وأضاف: «ليست حرب جنود ضد جنود. إنها حرب بين جيش على درجة عالية من الاستعداد، ونساء وأطفال.. وما يحدث في قطاع غزة مع الشعب الفلسطيني لم يحدث في أي مرحلة أخرى في التاريخ».   الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا – AFP وأصر الرئيس البرازيلي، أمس الجمعة، على اتهام إسرائيل بارتكاب «إبادة جماعية» بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، بعدما أثار في الآونة الأخيرة أزمة دبلوماسية بسبب مقارنته العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بـ«المحرقة اليهودية». وقال لولا دا سيلفا، خلال فعالية في ريو دي جانيرو، إن «ما تفعله إسرائيل ليس حربا، إنها إبادة جماعية، لأنها تقتل نساءً وأطفالا». «همهمات» أميركية  و«همسات » بريطانية فرنسية تصريحات الرئيس البرازيلي، كشفت تصريحات أخرى وصفها أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، دكتور أيمن الرقب، ب ـ «همهمات اميركية وهمسات بريطانية فرنسية»، موضحا أن هناك الآن همهمات أميركية، وهمسات بريطانية وفرنسية عن دولة فلسطين، فهم يسوقون لدولة سياسية وليست دولة على الأرض.. وبالتالي ندخل في دوامة مثل دوامة أوسلو التي لا نعرف كيف نخرج منها! وإلى جانب «الهمهمات والهمسات» هناك تصريحات «رمادية» ذات وجهين ترفض حرب الابادة وتطالب بعدم استهداف المدنيين، ومن جهة أخرى يتم إمداد اسرائيل بالأسلحة بلا حدود (مثل أميركا وفرنسا وألمانيا). وتحت عنوان «الولايات المتحدة ترسل لإسرائيل قنابل خارقة للتحصينات تزن 2000 رطل لحرب غزة»، أفاد تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، بأن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بقنابل كبيرة خارقة للتحصينات، من بين عشرات الآلاف من الأسلحة الآخرى وقذائف المدفعية. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، أن إسرائيل ألقت خلال 45 يوما من الحرب أكثر من 22 ألف قنبلة على قطاع غزة حصلت عليها من الولايات المتحدة.       أما التصريحات العربية فهي تدين وتستنكر حرب الإبادة بأشد كلمات الاستنكار حدة، ثم تتتهي بمناشدة نتنياهو بوقف إطلاق النار، أو على الأقل عدم اقتحام  رفح عسكرياـ  لأن الكارثة سوف تمتد  آثارها  إلى  المنطقة! وهي تصريحات رمادية لا تحدد موقفا واضحا، ولاتدخّل حقيقيا وجادا لوقف كارثة الإبادة المتواصلة منذ ما يقرب من 5  أشهر، حيث تعانق غزة الموت يوميا!! نيران العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ـ رويترز إستراتيجية الاحتلال بين خطة «جدعون» و«تنوفا» المشاهد الدموية في غزة، ترسم صورة «مشاهد شيطانية» لإستراتيجية الاحتلال في  قطاع غزة، بين خطة «جدعون» و«تنوفا»، وترجع بداية اعتماد استراتيجية «الشيطان»، إلى بداية تولى «أفيف كوخافي» قيادة أركان الجيش الإسرائيلي، حين عمد مباشرة إلى إلغاء إستراتيجية سلفه «غادي أيزنكوت» في مواجهة المقاومة الفلسطينية، والتي أطلق عليها  «خطة جدعون»، وكانت ترتكز على الحرب السريعة الخاطفة والحاسمة، واستبدلها بخطته التي باتت تعرف باسم «تنوفا»، وتعني الزخم، وتستند بصورة أساسية إلى الحروب الجديدة غير المتجانسة، بين جيش نظامي ومنظمات عسكرية أقل من الجيش (شبه نظامية)، مثل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وتعتمد هذه الخطة بشكل رئيس على كثافة نارية عالية جدا برا وبحرا وجوا، كما تعتمد على استهداف كل ما يخدم بنية المقاومة، مثل «شبكة الأنفاق». انهيار وغياب منظومة الغذاء والصحة وحرب الإبادة والتجويع، تتجسد في انقطاع إمدادات الغذاء وإغلاق المنافذ والمعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، وتدمير البنى التحتية ومصادر الطاقة ومراكز البيع، حتى المخابز البالغ عددها 130 مخبزا فقط تعرضت للتدمير، إضافة إلى سلسلة الغذاء المحلي ومصادر المياه والطاقة التي أصبحت لا تلبي احتياجات أكثر من 10% من سكان القطاع الذي يبلغ 2.2 مليون نسمة.. كل ذلك أدى إلى انهيار وغياب منظومة الغذاء والمنظومة الصحية في القطاع ما يشكل مخالفة لكل للمواثيق الدولية والإنسانية، وخاصة نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. في غزة: القنابل الإسرائيلية تدمر التراث وتمحو الذاكرة وحرب الإبادة  الشيطانية  تمتد إلى  وثائق وشواهد التاربخ، في محاولة لمحو ذاكرة فلسطين التاريخية.. وذكرت صحيفة «لوموند» الفرنسية ، أنه منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس تم تدمير أكثر من 200 موقع ثقافي وتاريخي من مساجد ومقابر يونانية وآثار مصرية وأسواق عثمانية ومباني في قطاع غزة.. وقال ريموند بوندين، الخبير المالطي في شؤون التراث العالمي، للصحيفة الفرنيسية، إن تراث غزة مهم جدًا، وللأسف، لم يحظ بالاهتمام الذي يستحقه في الماضي، موضحا أن ميناء أونثيدون اليوناني القديم الواقع شمال القطاع تم تدميره بشكل شبه كامل بعد أن من المواقع المحتمل وضعها على قائمة اليونسكو للتراث العالمي.       ……………………………..   شاهد | البث المباشر لقناة الغد