عريس في المرحلة المتوسطة | إبراهيم محمد باداود

  • 4/7/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ظاهرة الزواج المبكر إحدى الظواهر الاجتماعية التي تم بحثها بكثرة، وخصوصاً فيما يتعلق بالعروس، إذ يرى البعض ضرورة تحديد حد أدنى لعمر الفتاة للزواج، غير أن مقالي اليوم لا يتعلق بهذا الجانب، بل يتعلق بظاهرة حرص بعض الشباب الصغار على الزواج في سنٍ مبكرة وفي مرحلة المراهقة سواء بسبب الوضع الاجتماعي والاقتصادي الميسّر لعائلته، أو وجود بعض العادات والتقاليد السائدة في مجتمعه، والتي تحثّ على الزواج من الأقارب في سنٍ مبكرة، أو سعياً من بعض أولياء الأمور على استخدام الأبناء الصغار لربط العوائل بعضها ببعض. مؤخراً نشرت إحدى الصحف الإلكترونية خبراً عن قيام أحد طلاب المرحلة المتوسطة بتوزيع الدعوات لزملاءه في الفصل ومدرسيه في المدرسة لحضور حفل زواجه، وذلك بعد أن أبدى رغبته الجادة لوالده في دخول القفص الذهبي، وقد ذكر والد العريس أن إلحاح ابنه على الزواج دعته لاتمام مراسم الزواج، وأنه تكفَّل بكافة مصاريف زواج ابنه البالغ 16 عاماً، وأمَّن له سكن الزوجية. الزواج في مثل هذه السن المبكرة له إيجابياته وسلبياته، فمن إيجابياته التحصين المبكر للشباب وإشباع الجانب العاطفي لهم في هذه المرحلة، كما يساهم في أن يكون السن مُتقارب بين الآباء والأبناء، أما السلبيات فهي قد يكون الزوج غير ناضج بالشكل الكافي ليتحمل مسؤولية بناء أسرة وتربية أطفال ورعاية زوجة وتحمل أعباء نفسية فضلًا عن التعامل مع حمل الزوجة ومع عائلتها، فنجد في بعض الأحيان أطفالاً يربون أطفالًا، فهم ينقصهم النضج الفكري والعاطفي، إضافة إلى ما قد يُساهم مثل هذا الزواج في حرمان الفتاة من إكمال تعليمها. المسؤولية ملقاة على عاتق أولياء الأمور في الدرجة الأولى، فهم الذين بيدهم تقييم الأمور، ودعم أخذ القرار الصحيح لأبنائهم، فالزواج المبكر قد يكون نعمة وبركة ويساهم في تكوين أسرة جديدة ومستقرة، وقد يكون نقمة من خلال مساهمته في تكوين أسرة غير ناضجة، ولا تستطيع تحمُّل مسؤولياتها، ممّا يُساهم في عدم نجاح هذه العلاقة، بل قد يُساهم في إحداث مشاكل أكبر تنتهي إلى قضايا ومحاكم وخصوصًا عند وجود الأطفال. قرار الزواج قرار هام وحساس، وفيه تحمُّل مسؤولية كبرى، فمهما كانت الحالة الاقتصادية للأسرة جيّدة، فإن اعتماد الزوج على أسرته في حياته الزوجية له أثر سلبي يظهر في كثير من الأحيان في الحياة الزوجية إن عاجلًا أو آجلًا، وخصوصاً وقت الخلافات. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :