اقتصاديون ورجال أعمال: زيارة الملك سلمان للقاهرة تجسد عمق العلاقات المشتركة وتستشرف آفاق المرحلة المستقبلية

  • 4/7/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اتفق اقتصاديون ورجال أعمال على أن زيارة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- إلى القاهرة، وتدشينه عدداً من المشاريع المحورية المهمة، ستكون خطوة مهمة لتعزيز التعاون بين أكبر بلدين عربيين لدحر الإرهاب ومواجهة قوى الشر التي تقودها إيران وتسعى إلى التأثير على المنطقة. وأجمعوا على أن مشاركة الصندوق السعودي في تنمية شبه جزيرة سيناء بمبلغ 1.5 مليار دولار، وتنفيذ قائمة من المشروعات في مجالات الزراعة وشق الطرق والخدمات والبنية التحتية وإنشاء مدارس ومستوصفات طبية بجانب تدشين جامعة الملك سلمان جنوب سيناء. إضافة إلى إنشاء شبكة طرق وعدد من التجمعات الزراعية والسكنية، سيكون ضربة قاتلة للإرهاب الذي يطل بأنيابه في سيناء من خلال عدد من المنظمات المُجرمة عالمياً وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي. عمق استراتيجي وأشار نائب رئيس غرفة جدة مازن بترجي إلى أن العلاقات القوية التي تربط المملكة ومصر تمثل عمق استراتيجي للمنطقة بكاملها، وتمثل الضمان الحقيقي لاستمرار التضامن العربي والإسلامي، فالبلدان يمثلان أكبر قوة بشرية واقتصادية في العالم العربي، ويملكان الكثير من المقومات التي تجعلهما قادران على مواجهة التحديات الكبرى التي تؤرق المنطقة وتساهم في تعكير صفوها. وأضاف: لاشك أن زيارة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، وتدشينه قائمة من المشروعات في ثلاثة مجالات، تشمل تنمية شبه جزيرة سيناء، تمويل توريد احتياجات مصر من المشتقات البترولية، لمدة 5 سنوات، وتوقيع مذكرة تفاهم لتشجيع الاستثمارات السعودية في مصر، ضمن حزمة الاستثمارات التي أقرها الملك سلمان بقيمة 3 مليارات دولار.. دليل واضح على أن العلاقات الثنائية في أفضل حالاتها، وعلى أن البلدين الشقيقين قادران على السير بالمنطقة إلى بر الأمان. فخر واعتزاز وقال رجل الاعمال محمد العبدالله العنقري شعرنا بكثير من الفخر والاعتزاز ونحن نتابع زيارات ومبادرات خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث يركز -حفظه الله- على زيادة اللحمة مع الوطن العربي، وفي مقدمته الدول المؤثرة مثل مصر التي شاركت ضمن التحالف الإسلامي في مناورات «رعد الشمال» التي حملت رسالة قوية إلى قوى الشر في إيران وبعض حلفائها إلى اليقظة العسكرية للمملكة وحلفائها وقدرتها على ردع أي معتد يحاول المساس بأمن واستقرار المنطقة. وأعتبر أن المملكة ومصر هما جناحا الامة العربية وبتكاتفهما، سيصل العرب إلى ما يصبون إليه، والعلاقات بين البلدين لها ثوابت وجذور، وأصبحت علاقة أكبر من كل التحدي، حيث يحرص خادم الحرمين الملك سلمان وشقيقه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى تعزيز هذه الثوابث وزيادة اللحمة بين الأشقاء في البلدين، ولا شك أن علاقتهما قائمة على الدم والوشائج التاريخية المشتركة. وأكد الاقتصادي محمد حسن يوسف أن الزيارة ستساهم في تعزيز العلاقات السعودية المصرية، عقب تشكيل مجلس تنسيقي يضم أكبر دولتين في المنطقة لمكافحة الإرهاب، وجاء التنسيق المشترك والتقارب الشديد في هذا الوقت بالذات ليعزز التضامن العربي في مواجهة المعتدين الذين ارتفعت أصواتهم في الفترة الأخيرة مشيرا الى أن المملكة بالقلب الحاني للمكلومين والمهمومين في شتى أنحاء المعمورة، وقال إنها منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- وخلال فترات حكم أبنائه البررة، وصولاً إلى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز -يحفظه الله-، برهنت على دورها الأساسي في دعم ومساعدة اشقائها. واختتم بقوله إن المملكة باتت الوطن الكبير للجميع.. وتحولت إلى منارة مشرقة في قلب المنطقة، لم تكتف بالتبرع بمليار دولار لصندوق مكافحة الفقر في العالم الإسلامي، بل أسهمت في رؤوس أموال 18 مؤسسة وهيئة مالية دولية، وتجاوز ما قدمته من مساعدات غير مستردة وقروض ميسرة خلال العقود الثلاثة الماضية 100 مليار دولار، استفادت منها أكثر من 70 دولة نامية، وتنازلت عما يزيد على ستة مليارات دولار من ديونها المستحقة على الدول الفقيرة، كما أسهمت بكامل حصتها في صندوق مبادرة تخفيف الديون لدى صندوق النقد الدولي، لافتاً إلى أن الصندوق السعودي للتنمية هو الجهاز الرئيسي للمساعدات السعودية الإنمائية للدول النامية حيث قدم الصندوق قروضا إنمائية لتمويل 273 مشروعا في 60 دولة. استثمارات سعودية في مصر من جهته أشار الدكتور عبدالله بن أحمد المغلوث عضو مجلس الأعمال السعودي المصري ورجل أعمال على أن حجم الاستثمارات السعودية في مصر تقدر ب23 مليار دولار، والمملكة الأولى عربيًا من حيث حجم الاستثمار في مصر، وتتنوع هذه الاستثمارات في القطاع الصناعي والصناعة الغذائية في المقدمة، ويحتل القطاع الإنشائي المرتبة الثانية، وتأتي الاستثمارات السياحية في المرتبة الثالثة، بينما يحل القطاع الزراعي في المرتبة الرابعة، وهناك استثمارات في القطاع الخدمي وقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في المرتبة الأخيرة، وتأتي القاهرة في المرتبة الأولى من حيث المحافظات التي تتواجد فيها الاستثمارات السعودية. وقال المغلوث إن حزمة المساعدات التسهيلات التي اقرها مجلس الاعمال السعودي المصري التنسيقي برئاسة صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بمبلغ 30 مليار ريال من ضمنها بيع المشتقات النفطية لجمهورية مصر على أن يكون هناك تسهيلات في الدفع بالاضافة لصندوق التنمية لبناء مشاريع في مصر وغيرها من حزمة من استثمارات سعودية في مصر كما أن حجم الاستثمارات المصرية في المملكة بلغ 4،1 مليارات ريال سعودي تتضمن 262 مشروعا صناعيا و781 مشروعا غير صناعي مع العلم أن هناك شركات مصرية تعتزم استثمار مليار ريال في القطاع السكني المحلي السعودي كما يعكس ذلك على وجود مستثمرين سعودين من رجال الاعمال بالاستثمار بمليارات الريالات في بعض مدن ومحافظات مصر. بينما هناك عمالة وافدة من الجالية المصرية بالممكلة تقدر بأكثر من 2 مليون مصري، تعمل بمهن مختلفة في المجال الإنشائي والهندسي والطبي والصناعي والأكاديمي ولهم أثر إيجابي في السوق السعودي بل تعد تحويلاتهم إلى بلدانهم بالمليارات من الدولارات، وتلك المبالغ تلعب دورا في انتعاش الحركة الاجتماعية من خلال توطيد الأسر وبناء المساكن لهم، بل تعمل حراك اقتصادي في كافة المجالات في الجمهورية. واضاف: نقطة أخرى أن هناك مشروع ربط كهربائي بين المملكة ومصر وهذا سوف يفيد الطاقة الكهربائية بين البلدين ويفتح فرص عمل، كذلك هناك دراسة لم تنته بعد من إنشاء الجسر البحري الذي يربط بين الدولتين وهذا يقوي علاقات الدولتين، ويسعى رجال الأعمال السعوديين مع إخوانهم المصريين إلى تعزيز التبادل التجاري من خلال عمل جسور جوية وبحرية أكثر مما هي عليه حاليا، إن حجم التبادل بين المملكة ومصر يعادل 40% من إجمالي حجم التبادل بين الدول العربية. إن زيارة خادم الحرمين سوف توطد العلاقات وتفتح الفرص، والدور المهم الذي تلعبه المملكة في سبيل عودة التضامن العربي لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، بجدية لمواجهة الأزمات التي تعصف بالدول العربية وخطر الإرهاب ومن أجل الأمن العربي.

مشاركة :