تواصلت محادثات السلام بين حكومة جنوب السودان والمتمردين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا أمس، غير أنها بقيت تراوح مكانها، ما دفع الوسطاء إلى السفر إلى جوبا للتشاور مع الرئيس سلفاكير ميارديت الذي استدعى رئيس فريقه المفاوض، في حين استمرت المعارك في ولايتي جونقلي والوحدة. ولا يزال طرفا النزاع في جنوب السودان متمسكين كل بموافقه في شأن ترتيبات وقف النار والإفراج عن المعتقلين السياسيين. ويسعى وسطاء دول شرق أفريقيا (إيغاد) إلى إنقاذ المحادثات، والتوصل إلى صيغة لوقف النار، وإنهاء العنف القبلي المستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع في جنوب السودان. وأجرى وسطاء «إيغاد»، برئاسة وزير الخارجية الإثيوبي السابق سيوم مسفن محادثات مع سلفاكير في جوبا أمس، ركزت على ضرورة تحريك جمود المفاوضات بين الطرفين عبر «مقايضة» وقف النار بإطلاق المعتقلين، قبل مناقشة الملفات السياسية، الأمر الذي رفضه الرئيس الجنوبي، مشدداً على محاكمة المعتقلين أولاً. وعاد كبير مفاوضي حكومة الجنوب نيال دينق من أديس أبابا إلى جوبا للتشاور مع الرئيس. وقال وزير الإعلام الجنوبي مايكل مكوي من أديس أبابا: «إن المحادثات بين الطرفين استمرت تسع ساعات أمس، وقدم الوفد الحكومي وثيقتين، إحداهما عن تطبيق وقف لإطلاق النار والأخرى حول الإفراج المحتمل عن معتقلين متحالفين مع رياك مشار نائب الرئيس السابق». في المقابل، أعرب كبير مفاوضي المتمردين تعبان دينق عن ثقته في التوصل إلى «مصالحة شاملة» مع الحكومة في جوبا. وقال: «نحن ننتمي إلى عائلة واحدة هي الحركة الشعبية لتحرير السودان». وأضاف: «اختلفنا ولكن، يمكن تحقيق مصالحة كاملة تؤدي إلى سلام لكل شعب جنوب السودان». في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الجيش الشعبي في جنوب السودان العقيد فليب أغوير، أن وزارة الدفاع أمرت الجيش بوقف النار مع قوات المتمرد ديفيد ياوياو في ولاية جونقلي التي تجرى معارك قرب عاصمتها بور، وذلك لثني ياوياو عن التحالف مع مشار. واعتبر أغوير إعلان وزارة الدفاع وقف النار، بمثابة بادرة حسن نية تجاه ياوياو، متوقعاً أن يرد الأخير بالمثل، الأمر الذي اعتبره مراقبون محاولة من جوبا لاستمالة قادة ميدانيين للمتمردين. وكان ديفيد ياوياو، المنتمي إلى قبيلة المورلي المقيمة في شرقي ولاية جونقلي المضطربة، أعلن تمرده ضد سلطات جنوب السودان في عام 2010، بعدما خسر الانتخابات المحلية في الولاية متهماً الحكومة بتزوير النتيجة. وعن التطورات العسكرية في مدينتي بور وبانتيو عاصمة ولاية الوحدة، قال أغوير: «إن الجيش يواصل زحفه على بور، وبات على بُعد حوالى ثمانية أميال منها»، مؤكداً قدرة الجيش على استعادة السيطرة عليها خلال الأيام المقبلة. وأشار إلى زحف الجيش من منطقة «تور أبيض» نحو بانتيو لاستعادتها. وأردف: «أن الجيش استولى على مدرعة عسكرية في منطقة ميوم بعد مواجهات عسكرية مع متمردي مشار». وفي تطور آخر، دافع رئيس المركز الإعلامي التابع للحكومة الأوغندية أفونو أويوندو عن موقف بلاده بالتدخل في جنوب السودان، موضحاً أن لكمبالا مصلحة في استقرار جنوب السودان.
مشاركة :