سكان رفح: حياتنا تحولت إلى كابوس

  • 3/17/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حالة من الخوف والهلع تنتاب أهل رفح، مع تزايد تهديدات جيش الاحتلال الإسرائيلي باجتياح المدينة، ومع توقعات بسقوط «حمام دم» في ظل التكدس البشري الرهيب للمدينة التي يسكن فيها 1.3 مليون شخص. وفيما يمضي الذين اتخذوا رفح مأوى، أيامهم في محاولة تأمين الحاجيات الأساسية لإبقاء أطفالهم على قيد الحياة، تتزايد التهديدات حولهم، وتقترب الحرب البرية المدمرة من خيامهم. وأكد تحقيق ميداني لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أنه في أيام مليئة بالكفاح لتأمين الطعام والمياه والمأوى، يهيمن الشك على أحاديث الناس، ويعيش الجميع عملية هروب متواصلة من الموت والجوع. مواجهة الموت يقول خالد شراب (36 عاما) عامل إغاثة يقيم مع عائلته في خيمة ممزقة برفح إن اليأس تسرب إلى نفوس الجميع، ويشير «لدينا خياران، إما البقاء كما نحن أو مواجهة مصيرنا، الموت.. ليس لدى الناس مكان آمن آخر للذهاب إليه». ورفح، التي تجنبت حتى الآن الهجوم الإسرائيلي، تحولت إلى نقطة تركيز جديدة في الحرب التي بلغت شهرها السادس. إنها المكان الذي انتهى إليه 2.2 مليون نسمة، ليضاعفوا سكان المنطقة ويرهقوا مواردها المحدودة، والآن، مع إشارة إسرائيل إلى عزمها على ملاحقة ناشطي حماس في رفح، فإن العائلات تخشى أن تعلق في المنطقة. وفي محافظة رفح، التي كان عدد سكانها 300 ألف قبل الحرب، بات إيجاد المأوى نادرا، بعدما تضاعف السكان 7 مرات تقريبا بحثا عن مكان آمن. نيران مشتعلة تتكدس العائلات في المدارس والخيام وتضيق الشوارع بالمارة، وغاز الطهي نادر، حيث يمتلئ الهواء بدخان النيران المشتعلة من بقايا الأخشاب، وحطام أثاث المنازل. والوقود باهظ الثمن، لذلك يتنقل الناس سيرا أو على دراجات هوائية، أو بعربات تجرها الحمير والأحصنة، ولأن رفح على الحدود المصرية، حيث تدخل معظم المساعدات، فإنها تتلقى إمدادات أكثر من أجزاء أخرى من القطاع. ومع ذلك، يعمد المارة اليائسون إلى رمي الصخور في طريق شاحنات المساعدات، لحملها على التوقف فيتسنى لهم أخذ ما يستطيعون منها، وقتل وجرح المئات بسبب التدافع والنيران الإسرائيلية عندما حاولت قافلة شاحنات توزيع مساعدات في مدينة غزة بشمال القطاع في الشهر الماضي. حياتنا كابوس وكشف التحقيق أن معظم الذين اتخذوا رفح مأوى، يمضون أيامهم في محاولة تأمين الحاجيات الأساسية، من مياه صالحة للشرب والاستحمام، والحصول على ما يكفي من طعام، وتهدئة روع أطفالهم عندما تقصف الطائرات الإسرائيلية مناطق قريبة. وتقول هديل أبو شارق (24 عاما)، التي تقيم مع طفلتها 3 أعوام، وأقارب آخرين في مطعم مغلق برفح: «كل شيء صعب هنا.. لقد تحطمت أحلامنا. وصارت حياتنا كابوسا». وأضافت «إن عائلتها تحاول تدبير ما يكفي من طعام لوجبة واحدة في اليوم، ويغلون المياه قبل شربها، فإن الكثيرين منهم أصيبوا بأمراض، بمن فيهم ابنتها. وليس من السهل العثور على مكان فيه دواء». النوم جوعا وقالت «إن القصف مروع، خاصة للأطفال»، وأشارت إلى أن الجميع ينحشرون في زاوية عندما يسمعون أصوات الضربات الإسرائيلية، ويخافون أن يسقط السقف عليهم. وبعد الغزو، نصب إسماعيل العفيفي، وهو خياط من شمال غزة، خيمة مع عائلته تحت بيت الدرج في مدرسة، وامتلأ المبنى بعائلات نازحة أخرى، مع إقامة 4 عائلات أحيانا في غرفة واحدة. ولتأمين حاجاتهم، يواصل أولاد العفيفي البحث عن مساعدات وصهاريج للمياه ويهرعون للحصول على إمدادات أو يملؤون أوعيتهم بالمياه، وعندما يحصلون على طحين، تخبز زوجة ابنه مع نساء أخريات أرغفة في فرن مصنوع يدويا في الشارع، ويقول العفيفي (62 عاما) إنه ينام مرارا جائعا. كارثة قادمة وأدى النقص في الوقود وإمدادات أخرى إلى شلل المنشآت الطبية المحلية، وفي مقابلة، عدد مدير مستشفى أبو يوسف النجار مروان الهامس أنواع الخدمات التي لم تعد متوفرة، وهي العناية المركزة، وأقسام الجراحات، وتصوير الأشعة، وعلاجات السرطان، ويفتقد الأطباء إلى المسكنات، وأدوية السكري، وضغط الدم، وتراجعت قدراتهم على تأمين غسيل الكلى، ما أدى إلى وفاة المرضى، والمستشفى نفسه يضيق بعائلات نازحة، ويوجد فيه 63 سريرا لنحو 300 مريض. وتحذر مجموعات الإغاثة ومسؤولون في الأمم المتحدة من غزو رفح، الذي يهدد بكارثة على المدنيين بغزة، واعتبره الرئيس الأمريكي جو بايدن «خطا أحمر»، رغم أنه أضاف أن مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها أمر «دقيق». ضحايا غزة حتى أمس: 31,645 شهيدا 73,676 مصابا 163 يوما من القصف 92 شهيدا آخر 24 ساعة 130 مصابا آخر 24 ساعة 9 مجازر آخر 14 ساعة توقفوا وفي خضم النداءات العالمية للاحتلال الإسرائيلي بوقف اجتياحها المحتمل، دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إسرائيل إلى عدم القيام بهجومها البري على مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، قائلا «إن 1.2 مليون شخص هناك ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه». وكتب مدير منظمة الصحة العالمية عبر منصة التواصل الاجتماعي «إكس» «أشعر ببالغ القلق إزاء التقارير التي تفيد بوجود خطة إسرائيلية لتنفيذ هجوم بري على رفح». وأضاف «إن المزيد من تصعيد العنف في هذه المنطقة المكتظة بالسكان سيؤدي إلى المزيد من الوفيات والمعاناة، خصوصا أن المنشآت الصحية تعاني بالفعل». ارتفاع الحصيلة وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أمس، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 31 ألفا و645 شهيدا و73 ألفا و676 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي. وقالت الوزارة ، في منشور أوردته على حسابها بموقع «فيس بوك» أمس، «إنه في اليوم الـ 163 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».

مشاركة :