تصفية حسابات قديمة

  • 4/7/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الصراع الأذري الأرمني حول إقليم ناغورني قرة باغ هو إحدى المسائل القديمة المعلقة منذ الحقبة السوفييتية. وتفجر الصراع على شكل حرب أهلية خلفت آلاف القتلى في عام 1988، عندما طالب ممثلون للمنطقة بضم الإقليم إلى أرمينيا، وهي الفترة التي بدأ فيها اهتزاز الإمبراطورية الشيوعية وظهرت علامات سقوطها المدوي. وكلمة ناغورني قرة باغ تعني عند الروس جبال الحديقة السوداء، والأذريون يعرفونها باسم الحديقة السوداء العليا بينما يطلق الأرمن على الإقليم تسمية أرض الإله ارا، وهو إله الشمس عند قدمائهم الأوائل. والرئيس السوفييتي السابق جوزيف ستالين هو الذي وضع جذور الصراع على هذه الأرض الجبلية الصغيرة ذات الأغلبية الأرمنية من السكان، عندما أعلن تبعيتها إلى جمهورية أذربيجان في عام 1923، لكنه في الوقت ذاته منح سكانها صلاحية الحكم الذاتي. في عام 1992 اندلعت حرب شاملة استمرت حتى العام 1994، بسبب إعلان الانفصاليين الأرمن جمهورية مستقلة في الإقليم. ودخلت أرمينيا الحرب إلى جانب الانفصاليين وتمكنت من اجتياح مناطق كبيرة تقدر بحوالي 20 في المئة من مساحة جمهورية أذربيجان التي خرجت من الحرب خاسرة بسبب افتقارها إلى حلفاء أقوياء. لكن الحرب لم تنته فقد وقعت الأطراف اتفاقاً لوقف إطلاق النار بانتظار توصل الوسطاء إلى تسوية سياسية تنهي النزاع، بينما بقيت شرارة الحرب كامنة تحت الرماد تتحين الفرصة. وهو ما حدث بالتحديد مطلع الأسبوع الحالي عندما تفجر القتال بشكل مفاجئ على امتداد الحدود المشتركة. هل هناك دلالات محددة لانفجار الأوضاع في هذا التوقيت بالذات؟ يقول محللون إن أذربيجان هي التي قرعت طبول الحرب كي تلفت الأنظار إلى أراضيها السليبة وكيما توقظ الوساطة الروسية - الأوروبية من سباتها الطويل. آخرون قالوا إن موسكو هي التي حركت الجبهات ودفعت البلدين للاقتتال حتى تعرقل إمدادات الغاز إلى أوروبا وتربك في الوقت نفسه القيادة التركية التي تنافسها في الصراع الدائر في سوريا. المعروف أن تركيا هي الحليف التاريخي لأذربيجان والخصم التاريخي أيضاً لأرمينيا فهي لا يمكن أن تقف موقفاً محايداً. وفي الجانب الأخر فإن أوروبا تطرح مشروعاً للتسوية يقضي في نهاية الأمر بالاعتراف بإقليم ناغورني قرة باغ كجزء من أراضي أذربيجان على أن يمنح سكانه الأرمن حكماً ذاتياً في إطار الدولة الواحدة. والمشروع الأوروبي للحل لا توافق عليه أرمينيا ويرفضه قادة الكيان الانفصالي أيضاً. وهو ما يعني أن قضية الإقليم ستظل مسألة معلقة، وأن احتمالاتها تظل مفتوحة على المجهول. shiraz982003@yahoo.com

مشاركة :