انطلاق أعمال الملتقى الخليجي لممارسي العلاقات العامة

  • 4/7/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

رعى مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام الرئيس الفخري لجمعية العلاقات العامة البحرينية، نبيل بن يعقوب الحمر الملتقى الخليجي لممارسي العلاقات العامة في نسخته العاشرة والذي انطلق امس تحت عنوان العلاقات العامة الرقمية في فندق ومنتجع السوفتيل بحضور خبراء وكبار مسؤولي الاعلام والعلاقات العامة في دول الخليج. وقال أمين عام الملتقى الدكتور فهد إبراهيم الشهابي: ان العلاقات العامة تشهد العديد من التغيرات، إلا أن طبيعتها الديناميكية تجعل من تلك التغيرات أكثر سرعة وتأثيرا، ونحن كممارسين للعلاقات العامة يتوجب علينا أن نواكب تلك التغيرات، والتي تحل في مقدمتها اليوم الطفرة الرقمية. وقال: لم يعد بإمكان ممارس العلاقات العامة مواكبة ما يجري من حوله والتفاعل معه من دون تسخير أمثل لوسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدا ان الوسائل الحديثة قد حلت فعلا مكان الوسائل التقليدية التي اعتاد ممارسو العلاقات العامة على استخدامها لعقود من الزمن. وأضاف انه بالرغم من أن للعلاقات العامة الرقمية الكثير من الجوانب الإيجابية، إلا أنها محفوفة بالمخاطر المدمرة لسمعة الأفراد والمؤسسات إذا لم نحسن استخدامها. والأمثلة في ذلك كثيرة. وهو ما جعلنا نختار هذا الموضوع لكي يكون محورا لأعمال الملتقى الخليجي لممارسي العلاقات العامة في دورته العاشرة. ومن جانبه ألقى المتحدث الرسمي للملتقى رئيس تحرير صحيفة (أخبار الخليج) أنور عبدالرحمن كلمة تحدث خلالها عن مستقبل الصحافة، كما تناول تاريخ بداية الصحافة، دعونا نرجع الى الماضي أين بدأت، سنوحي سنوت الطبيب المصري الذي عاش قبل 4 آلاف سنة قبل الميلاد ذكر كل شيء من كلية الطب إلى المطاعم والجيش وحتى منهج الصرافة، إلا أنه لم يذكر أبدا أنه كانت هناك صحيفة أو شبه صحيفة في مصر خلال عصر الحضارة المصرية القديمة، وأثناء الحضارة اليونانية، ورغم وجود عباقرة الفكر الإنساني (سقراط، أفلاطون، أرسطو) ومع كل المؤلفات لم يكن هناك ذكر مطلقا عن الصحافة. وأردف عبدالرحمن أولى بدايات الصحافة كانت في عصر الإمبراطورية الرومانية عندما كانت تكتب بخط اليد وتوزع يوميا في حدود 2000 نسخة فقط، على المسؤولين الكبار، وهذا تقريبا في سنة 50 قبل الميلاد، أما في منطقتنا فإن أول ما سميت بجريدة يومية كانت إبان الحضارة الساسانية أي تقريبا 200 سنة قبل الإسلام، (رسالة اليوم)، وكانت توزع أيضا فقط على المسؤولين، وأضاف أيضا إلا انه وللمرة الأولى التي تصبح الجريدة لها ثقل ووزن على مستوى القراءة كان ذلك خلال الدولة العباسية ومؤسس هذه الفكرة كان الأستاذ أحمد يحيى الراوندي وكان أستاذا في الجامعة فأطلق على جريدة الحائط الأسبوعية (الفرند) وهي كلمة عربية تعني السيف المرصع بالأحجار الكريمة، إلا أن حرية الكلمة كانت محدودة فلم يستطع الراوندي أن يواصل أكثر من عامين، وبعد ذلك قبض عليه واتهم بالإلحاد، وتم إعدامه، في الصين في 1361 أي تقريبا قبل نحو 700 سنة، كانت هناك محاولة موجودة للجريدة الأسبوعية، إلا أنها لم تتمكن من المواصلة، واستطرد قائلا: أول بدايات الجرائد بمفهومها الحالي كان في لندن في 1865 تحت اسم (لندن جازيت) وكانت أسبوعية، والذين أسسوا الجرائد اليومية في بريطانيا كانوا كبار التجار، قبل تأسيس فكر الصرافة، وبالتالي كانوا يصدرون نشرات يومية حول البضائع المختلفة التي تباع في الأسواق، والنبلاء وكبار التجار في المجتمع البريطاني آنذاك لم يكونوا أهل قلم، لأن المفهوم العام لدى الشعب البريطاني حينها لم يكن يقدر الأعمال الحرفية مثل الكتاب، وكان بعض التجار لا يستطيعون سوى كتابة أسمائهم، وعندما كان الكاتب يدون الأسعار ثم يقرأ على التاجر صاحب العمل ما كتبه، وحينما يرى التاجر أن هذا صحيح كان يضع علامة (O K) ظنا بأن هذين الحرفين هما اختصار لعبارة ALL CORRECT وذلك لأنه لم يكن التجار يتقنون اللغة الإنجليزية واستمر هذا الخطأ الشائع الى اليوم وأصبح مقبولا لدى الجميع. وانتقل رئيس تحرير (أخبار الخليج) في حديثه إلى حال الصحافة قائلا: اليوم العالم يتساءل عن مستقبل الصحافة المطبوعة، ودعونا ننظر إلى التجربة البريطانية في هذا الشأن، فجريدة مثل (الديلي تليجراف) مع كل الإمكانيات الهائلة التي لديهم فإن مدخولهم من الإعلانات الإلكترونية أقل من 3.5%، (independent) لم تستطع المواصلة كصحيفة مطبوعة - وهي جريدة فاشلة منذ صدورها ولم تربح في يوم من الأيام- وبالتالي تحولوا إلى صحيفة الكترونية. كما قال في بريطانيا يصل توزيع جريدة (SUN) الجريدة الشعبية ما بين 6 إلى 6.5 مليون نسخة يوميا، ثم جريدة (ديلي ميل) في حدود الثلاثة ملايين نسخة يوميا، و(التليجراف) توزيعها يصل إلى حوالي المليون نسخة، و(التايمز) في حدود 700 ألف نسخة، أما جريدة المثقفين والنخبة (الجارديان) في حدود الـ 350 ألف نسخة، مشيرا الى ان كل هذه الجرائد لم تستطع أن تستقطب المعلن الالكتروني أكثر من 3 إلى 3.5%. وتساءل عبدالرحمن بقوله: إذا توقفت الصحافة المطبوعة فهل سيعلن المعلن؟ لا لن يحدث، لأن المعلن يعلن في الجريدة المطبوعة حتى الآن، وذلك على الرغم من وجود الأصوات التي قالت بانتهاء الورق من السوق خلال 25 سنة، والواقع يؤكد أنه رغم وجود الكتب الالكترونية اليوم إلا أنه لا يمكن الاستغناء عن الكتاب الورقي المطبوع. وقال أنور عبدالرحمن: أنا أرى أن الصحافة المطبوعة سوف تستمر خصوصا في أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط وربما في شبه القارة الهندية، لكن هناك شيئا جديدا ألاحظه في الشرق الأقصى، حيث يتجه الجميع إلى الشاشات الإلكترونية، بدليل أن كوريا ألغت التعليم الورقي وتدرس من أول يوم في الدراسة على الشاشات الالكترونية، وبذلك أظن أن الشرق الأقصى قد يصبحون أول شعوب العالم الذين يتجهون الكترونيا 100% خلال العشرين عاما المقبلة، إلا أن الحقيقة الموجودة في الأسواق العالمية حاليا تشير إلى استمرار الصحافة المطبوعة لسنوات طويلة قادمة. وفي ختام الافتتاح تم تكريم أنور عبدالرحمن رئيس تحرير صحيفة (أخبار الخليج) الشخصية الفائزة بجائزة الإنجاز المتميز في مجال العلاقات العامة 2016 وتم عرض فيلم قصير يتحدث عن مسيرته الصحفية منذ ولادته حتى اليوم.

مشاركة :