مشاهد مبكية! - خالد بن حمد المالك

  • 3/19/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لا شيء أكثر حزناً، أعظم إيلاماً، وأسوأ مما هو ظلم، مما نراه من مشاهد عن حركة الحياة والموت والجوع في غزة. * * ولا شيء يكدّر الخاطر، ويهزم الإنسانية، ويقتل عاطفة المرء، يمكن أن يحدث بأكثر مما تعرضه صور الحالة البائسة لجموع المواطنين في قطاع غزة. * * أبلغ الشعور بالأسى حين تكون عاجزاً عن إيقاف جرائم على نحو ما يحدث في قطاع غزة، وأن القادرين على ذلك هم من يساندون ويساعدون المجرم الإسرائيلي على ما يفعله في غزة في وضح النار والليل البهيم. * * أتابع مثلكم بكل الحزن والألم والشعور بالصدمة التي تتكرر آناء الليل وأطراف النهار، أمام مشاهد حرب الإبادة التي تقوم بها إسرائيل، ولا من فعل لإيقافها، فالعالم شريك في المؤامرة، جزء فاعل في القتل. * * ويؤلمنا ما نراه، ولا نفعل لوضع حد له، بالدبلوماسية، بالقوة، باستخدام القوانين الدولية، والعالم بهذا لا يُعفى من الإدانة لأنه في ملعب واحد مع إسرائيل في جرائمها المشاهدة. * * إنه عالم يكيل بمكيالين، مواقفه مشبوهة، وتعامله قذر، وسياساته ظالمة، وحركته في الاتجاه غير الصحيح، بما يجعله جزءاً من لعبة المؤامرة الواسعة ضد الشعب الفلسطيني ودولته المستحقة. * * والجميع يتعامى عن الحقائق، عن التاريخ، وعن الحقوق المشروعة، ويشاهد ما يحدث من جرائم، ولا يرف له جفن، أو يشعر بالألم، لأن إسرائيل تتعامل مع أطراف داعمة لجرائمها، وأخرى لا حيلة لها في أي فعل. * * فلمن المشتكى بعد كل هذا، غير التوجه إلى الله بالدعاء، والشكوى إليه مما يفعله القتلة والمجرمون بحق مدنيين لا يملكون القدرة في الدفاع عن أنفسهم أمام جبروت المحتل وداعميه. * * فمتى يصحو العالم مما هو فيه، متى ينحاز إلى العدل والإنصاف والموقف المشرّف، بدلاً من الارتهان للصهاينة، والتضامن معهم بما يخالف الأعراف والقوانين والإنسانية، وخاصة من أمريكا وحلفائها، حيث المعايير المقلوبة لديها في التعامل مع القضية الفلسطينية. * * ومع كل هذا، فإن إسرائيل لن تحقق أهدافها بمنع قيام الدولة الفلسطينية، مهما طال الزمن، ومن يدري، فقد تكون المماطلة الإسرائيلية سبباً في انتزاعها واقتلاعها من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، وهو ما تخشاه إسرائيل، بإعلانها أن قيام دولة فلسطينية على الجزء المحتل عام 1967م يعني زوال إسرائيل من أراضي عام 1948م. * * إن الله على كل شيء قدير، وهو القادر المتمكّن على أن يستجيب لدعوة المظلومين، وهو - لا غيره- من لا يعجزه شيء في تحقيق آمال وتطلعات من يتوجه إليه بالدعاء والرجاء والأمل.

مشاركة :