من يسمع ويشاهد ويفعل! - خالد بن حمد المالك

  • 4/25/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت تتكشف المقابر الجماعية لقتلى بالمئات في غزة، بما يؤكد أن إسرائيل تقوم أمام أنظار العالم بحرب إبادة، دون أن تخشى من مساءلة أو عقوبة لارتكابها هذا الجرم المشهود، وما زال هذا المسلسل في قتل الأبرياء مستمراً، انتقاماً من أناس لا حول لهم ولا دور فيما حدث في السابع من شهر أكتوبر من العام الماضي. * * أهداف إسرائيل غير المعلنة أن تُفرّغ غزة من سكانها، في نكبة جديدة، وأن تعود إلى احتلالها من جديد، فها هي تُجبر السكان إلى الهروب من شمال القطاع إلى رفح في الجنوب، للابتعاد عن المجازر التي تتم هناك، والتصفيات الجسدية لكل من تصل إليه أسلحتها، بأمل أن يكون الجنوب ملاذاً آمناً قبل وصول إسرائيل إليه، غير أن المقام لم يطل كثيراً لبعضهم، حيث اضطروا إلى العودة للشمال وفق تطمينات إسرائيلية مخادعة ليكون مصيرهم مقابر جماعية على نحو ما تنقله عدسات المصورين لجثامين من النساء والأطفال وكبار السن. * * وهكذا هي إسرائيل الإرهابية التي يُمعن قادتها العنصريون في القتل الممنهج، ويظهرون أمام العالم على أنهم معرضون للإبادة، فيما هم من يقوم بإبادة شعب بأكمله، وطرده من أراضيه المحتلة، أو قتله، مدعومين بالسلاح الأمريكي والغربي والتغطية السياسية على جرائمهم. * * ولو كان العالم ضد هذه الجرائم، ويقف على مسافة واحدة من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لما استمرت الأوضاع على هذا المستوى من الصراعات منذ أكثر من 75 عاماً وإلى اليوم، دون أن تظهر بارقة أمل نحو حل دائم لهذا الاحتلال البغيض، وإنصاف الفلسطينيين بتمكينهم من استرداد حقوقهم المشروعة، لكنها المصالح والأطماع والمؤامرات والسياسات القبيحة التي هي سيدة الموقف الذي نراه. * * إنه عالم مُتآمر، يَضج، ويَستنكر، ويُهدد، أيَّ مساس بإسرائيل، وتتسابق الدول في التضامن لدعمها ونصرتها، بينما تسكت، ولا يسمع لها صوت حين يكون المتضرر هو الشعب الفلسطيني، وإن تكلمت فلا يعدو أن يكون لذر الرماد في العيون. * * نحن أمام أزمة حقيقية قد تقّوض السلام، وتُعرّض الأمن للخطر، وتزيد من التصعيد، وتدفع بأطراف أخرى لتكون جزءاً من المشهد الدموي الذي يتكرر، وقد يستعصي الحل عندما تتوسع رقعة الحروب، والصراعات، وحب الانتقام، وما من مستفيد حينئذ إلا تجار الحروب، ومصانع الأسلحة المدمرة. * * وهيهات أن تسكت أصوات الأسلحة ما بقي ظلم وحقوق مسلوبة، أو أن يتوقف القتال وهناك من له حق يطالب به، فإلى متى والعالم هذا حاله، لا يستفيد من التجارب السابقة، ولا يفكر في المستقبل الخطير الذي يلوح في الأفق بما لا نتمناه، وإن كان واقعاً لا محالة. * * كل ما نتمناه أن تعود الدول الكبرى إلى وعيها ورشدها، وتحتكم إلى عقول حكيمة في سياستها، حتى يتجنب العالم ويلات الحروب بدءاً من فلسطين وانتهاءً بكل مواقع التّوتّر في العالم.

مشاركة :