«مدن داخلية».. سيرة أدبية مكتوبة بالشوارع والأشجار

  • 3/20/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحول الكاتبة غدير الخنيزي في كتابها الصادر حديثاً عن دار روايات «مدن داخلية»، تجربة التجول والترحال في المدن وشوارعها وأزقتها، إلى مسار حر للتجول في الذات واكتشاف عوالمها، حيث ترصد وهي توثق إقامتها في المنامة ورحلاتها إلى باريس ومينيابوليس مفهوم الذاكرة، وعلاقة الإنسان بالمكان، وتعيد توصيف المعنى الجوهري للزمن بوصفه مساحة مفتوحة يلتقي فيها الراهن بالماضي والمستقبل، ويتشابك فيها المتخيل مع الواقع. وتقدم الخنيزي في كتابها، الذي جاء في 131 صفحة من القطع المتوسط، تجربة سردية مختلفة في أدب الرحلات، إذ تستند إلى مرجعيتها الأكاديمية والمهنية كمعمارية لتكتب أدباً جديداً، تتحاور فيه اليوميات مع التأملات الفلسفية، وتمتزج فيه السيرة الذاتية مع التأريخ المروي والمكتوب، وكأنها تشيّد بذلك معماراً مغايراً لأدب الترحال والسفر في خزانة الأدب العربي. أخبار ذات صلة «روبيمار».. تصاعد المخاوف من كارثة بيئية خطيرة في البحر الأحمر واشنطن: قريبون من التوصل لاتفاق تهدئة في غزة مفاهيم ومفردات تستهل الخنيزي كتابها بتحديد المعنى المراد لعدد من المفاهيم والمفردات التي تتكئ عليها في بناء علاقتها مع الأمكنة، وفي رسم ملامح تجربتها في الكتابة عنها، إذ تستهل الكتاب بمقطع من قصيدة الشاعر أدونيس يقول فيه: «وأعرف أن الطريق لغة في عروقي وليس المكان»، وكأنها بذلك تقول إن الطرق مسالك لتشكيل المعنى وقول ما يمكن واكتشاف ما ينبغي، تماماً كما اللغة. ثم تنتقل لتضع القارئ عند مقصدها من مفردة «الرحلة»، فتكتب في التمهيد: «قد تبدو الفصول المقبلة نسيجاً لرحلة عابرة للتاريخ والأمكنة والثقافات… لكن الرحلة الحقيقية هي التي جرت بالداخل، واستعادتها كانت عملية آثارية تخيلية شاقة بدأت بالتنقيب وانتهت بالترميم، تخللتها مراحل متواشجة من تفكيك طبقات الذات». وتمرر الخنيزي سيرتها في الكتاب تماماً كما لو أنها تعبر شارعاً في مدينة، تشير إلى تفاصيل هنا وأخرى هناك، تتوقف عند علامات وتروي ذكريات وتضع الأسئلة من جديد أمام الأسئلة لتصبح الإجابات خيار القارئ للمشي نحو الأمام.

مشاركة :