قرقيعان وقرقيعان

  • 3/20/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحل ليالي الثالث والرابع والخامس عشر في منتصف شهر رمضان المبارك في كل عام ليالي القرقيعان التي تفرح الأولاد والبنات صغار السن ويهتم أهاليهم بإلباسهم ملابس تشكيلية متنوعة مميزة لهذه الليالي ليمروا على بيوت المنطقة التي يسكن فيها اهاليهم بجمع ما لذا وطاب من الأشياء التي تقدم لهم والتي توضع في الاكياس التي يحملونها او تحملها مربياتهم اللاتي تصاحبهم في المسيرات في المناطق والاحياء مع انشاد الأولاد والبنات أناشيد مثل قرقيعان وقرقيعان إلى أخر هذه الأنشودة. إن الحديث عن ليالي القرقيعان شيقة تذكرنا بماضي الكويت الجميل في مثل هذه الليالي. فأولاً وقبل كل شيء إن ليالي القرقيعان في ماضي الكويت الجميل كانت تقام في منتصف شهر شعبان وليس في منتصف شهر رمضان حسب ما علمنا من الذين يتذكرون التراث الشعبي الجميل لهذه الليالي. ولذلك رأينا أن نُشير هُنا عن ليالي القرقيعان بالتغيير من منتصف شهر شعبان إلى منتصف شهر رمضان المبارك مع أننا لا نعرف لماذا تحولت ليالي القرقيعان من منتصف شهر شعبان إلى منتصف شهر رمضان المبارك والعلم عند من يعرف ذلك. المهم الفرق شاسع بين ما يحصلونه الأولاد والبنات في ليالي القرقيعان في ماضي الكويت الجميل وما تحتويه الاكياس البيضاء التي يحملونها في ذلك الوقت والتي تحتوي على أنواع من الحلويات والموالح مثل "الملبس" "والبرميت" بأنواعه "والسبال" "والجاكليت" يفرح الأولاد والبنات الصغار بما يحصلونه ليذهبوا إلى بيوتهم فرحين مسرورين بعد ان ينشدوا ويطرقوا أبواب البيوت التي في احيائهم السكنية يسيرون وحدهم والبعض مع أحد من أقاربهم من إخوانهم أو أخواتهم الكبار. هذا الذي يحدث في ليالي القرقيعان في ماضي الكويت الجميل. وأما في وقتنا الحاضر فالفرق شاسع بين تلك الليالي وليالي هذا الزمان المتطور. بتغير الصورة الجمالية من تراث الكويت في ليالي القرقيعان فساتين ودشاديش عاديه مع الأكياس البيضاء. اما الأن فالتنوع والتنافس والتفاخر بين الأهالي في تشكيلة الملابس التي يلبسونها لأولادهم وبناتهم بالألوان المزخرفة يرافقهم خدم المنازل يحمل البعض الأكياس التي يجمعون بها ما يحصلون عليه من الأهالي وتسير وراء البعض بسيارات الأهالي بالسائقين كأنهم في موكب فرح وتسد الطرق والأحياء ويقوم خدام المنازل بطرق أجراس البيوت بدلاً من الأولاد والبنات. وأما الذي يقدم للأولاد والبنات حدث عنها ولا حرج من أغلى الأشياء فالبعض يقدم الدنانير والبعض العطورات والبعض يقدم العاب الأطفال بأنواعها المختلفة إلى جانب أنواع الحلويات بأغلى أثمانها والبعض يحضرونها من خارج الكويت وتوضع في أكياس ورقيه صغيرة مكتوب على غلافها أسماء أولادهم وبناتهم الصغار وغير ذلك من الأشياء التي لا تعرف ماذا في داخل الاكياس الورقية. على كل حال عادات رمضانية جميلة في ليالي القرقيعان تفرح الأولاد والبنات الصغار وأهاليهم ومناسبة سعيدة يجتمع الأهالي والأقارب مع بعض في أحد بيوت الأهالي. والله يديم هذه الأيام المفرحة في ليالي القرقيعان في منتصف شهر رمضان المبارك. وكل رمضان والجميع بخير عافيه.

مشاركة :