محمود الدباس – ابو الليث.. كثر الحديث عن هلال رمضان وتحريه.. وعن مخالفتنا لدول الجوار في بداية الصوم لهذا العام.. واننا في الاردن عزفنا لحنا نشاز.. ولماذا لم نأخذ برؤية اخواننا في الدول المجاورة لهلال رمضان؟!.. وهل نحن من نمتلك الحقيقة فقط؟!.. أم هي من باب اعلام الناس باستقلال قرار الاردن الشرعي عن اي دولة مهما كان ثقلها الشرعي.. ونضرب مفاهيم ومبادئ الشرع والعلم بعرض الحائط؟!.. ومن باب ان ملتقى النخبة-elite قد اخذ على عاتقه ومنذ تأسيسه.. انه يبحث عن الحقيقة مهما كانت جميلة ومحببة للناس.. او كانت مرة لا يستسيغها الكثير.. ولا نقبلها الا من رأس النبع.. ولا يهمنا في مسعانا الا تجلية الحقيقة واظهارها.. ولا نبتغي غير مرضاة رب العالمين.. فقد قامت مجموعة من اعضاء الملتقى صباح يوم الاربعاء بزيارة لدار الافتاء العام.. والتقت سماحة المفتي د. احمد الحسنات وفضيلة امين عام دائرة الافتاء د. زيد الكيلاني ومجموعة من اصحاب الفضيلة المفتين.. للوقوف على ما تقوم به دائرة الافتاء.. والطرق والمنهجية الشرعية والعلمية المتبعة في اعمالهم.. وخصوصا في امر تحري واثبات الاهلة للشهور العربية.. فقد اوضح سماحته للحضور انه من المسلمات التي لا يمكن التنازل عنها.. أن ما يصدر عن دائرة الافتاء لا يخضع بأي حال لأي اهواء شخصية او سياسية.. وانما هو بإسناد علمي شرعي له اصوله الثابتة التي لا مساومة عليها.. وهذا نهج الدائرة منذ التأسيس والمدعوم والمحصن من أعلى قمة هرم الدولة.. ولا يضيرنا ولا يعيبنا موافقة غيرنا او مخالفتهم.. واما ما يخص هلال رمضان وشوال بشكل خاص.. فان دائرة الافتاء ومنذ ان تم اناطة امر تحري الاهلة بها.. فقد اخذت على عاتقها مبدأ من ضمن سبعة مبادئ في عملية الاعلان عن ثبوت بدء الشهور العربية.. وهو الاقرب والادق علميا وشرعيا.. وهذا المبدأ مبني على اساس ان الدين الاسلامي يتوافق توافقا تاما مع العلم والمنطق.. وبالتالي فان دائرة الافتاء تتعامل مع هذا الامر بدقة وحساسية وشفافية مطلقة.. ولا مهادنة ولا مساومة فيها.. فيتم اعتماد الاعلان عن ثبوت هلال رمضان وشوال على وجه الخصوص من خلال رؤيته في الاردن او اي دولة عربية.. شريطة ان تتوافق الرؤية للهلال مع الحسابات الفلكية.. وفي هذا العام.. وحسب الدراسات الفلكية جميعها.. لا يمكن وبأي حال من الاحوال ان تتم رؤية هلال رمضان في اي دولة عربية.. اكان بالعين المجردة او بأدق وأحدث اجهزة الرصد.. فكيف يمكننا ان نقبل شهادة ايٍ كان بانه رأى الهلال.. وكل الدلائل العلمية تنفي ذلك قطعا؟!.. ولأن قرار مجلس الافتاء يؤخذ بشكل مستقل اداريا وسياسيا.. وبعيدا كل البعد عن الاهواء والتبعية والضغوط.. فقد كان القرار باجماع اعضاء مجلس الافتاء باتمام شهر شعبان.. من هنا اقول وكلي فخر واعتزاز بهذه الدائرة.. والتي تثبت يوما تلو الاخر.. بأنها الحصن الحصين لهذا الدين.. وانها لا تلتفت لاي صوت او نقد لا يمت للدين والعلم والمنطق باي صِلة.. ولا تأخذها في قول الحق واعلان الراي الشرعي المؤصل لومة لائم.. ولا نقد حاقد.. ولا تثبيط منافق.. بأن امضوا على ما أنتم عليه.. فالأمانة التي في رقابكم كبيرة.. والحِمل ثقيل ولا يحمله الا الرجال المخلصين لدينهم.. وكلي ثقة بانكم تضعون مخافة رب العالمين نصب اعينكم.. وتعلمون يقينا ان كل منكم سيلاقي رب العالمين فردا.. ولن ينفعه إلا ما كان قد قدمه حق وصدق وخالص لوجهه تعالى.. كل الشكر والامتنان لسماحة المفتي الذي نثق فيه.. ولكل مَن ارتضى ان يحمل الامانة معه من مفتين اجلاء.. واداريين يساهمون في تسيير امور الدائرة بالشكل الذي يجبرنا ان نرفع لهم جميعا القبعات..