أحفرة.. سحر الطبيعة الجبلية الخلابة

  • 4/8/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تعتبر منطقة أحفرة التابعة لإمارة الفجيرة من المناطق الجبلية ذات الطبيعة الخلابة الجميلة، نظراً لما تتمتع به من هدوء ومناظر ومزارع خضراء فريدة من نوعها، تقع على سفوح الجبال، إضافة إلى اعتدال جوها صيفاً، وانعدام الرطوبة فيها، وعلاوة على طبيعتها، تتميز بوجود التاريخ العريق والعديد من المعالم الأثرية، وتقع منطقة أحفرة على بعد 6 كيلومترات تقريباً من مركز مدينة الفجيرة بالاتجاة الجنوبي الغربي على الطريق المؤدي إلى قرية وادي مي، وتشتهر المنطقة التي يسكنها العديد من القبائل العربية الأصيلة، بوجود العديد من المزارع الخضراء وبكثرة انتشار الأشجار البرية، إضافة إلى وجود خلايا العسل البري، الذي يسكن في كهوف الجبال المحيطة بالمنطقة، وعلى أشجارها، وللتعرف أكثر الى منطقة أحفرة وتاريخها العريق وماضيها الجميل، كان لنا هذا التقرير. يتحدث الوالد سالم سيف سالم أبو أحمد عن ماضي أحفرة الجميل، فيقول: كانت المنطقة غنية بالوديان والخضرة، ويكثر في جبالها الغزلان والذئاب والأرانب البرية، والعديد من الحيوانات، كما كانت يتكثر في جبالها خلايا النحل البري، ويقول: بالرغم مما تحمله حياة الماضي من خوف ومشقة العمل، إلا أنني أحن إلى تلك الأيام، نظراً لقوة الصلات الاجتماعية بين الناس ووجود الحب والتعاون في كافة مجالات الحياة، وكان الناس في الماضي يسافرون بشكل جماعي في رحلات التجارة، التي تكون إلى ساحل سلطنة عمان، أو المناطق الساحلية في الإمارات، وكان اعتماد الأهالي في الماضي على الزراعة وتربية المواشي وتجارة المحاصيل الزراعية، ونبات الغليون، والعسل البري والحطب، وحياة الماضي كانت أسهل بكثير من الحاضر، بالرغم من توافر كافة وسائل الاتصالات والمواصلات في العصر الذي نعيشه، وكان الأهالي يعيشون ببيوت العريش في موسم الصيف، بينما يعيشون بالخيم ومنازل الطين في فصل الشتاء، وكانوا يتكاتفون فيما بينهم، ويحبون بعضهم بعضا، ولا يوجد بغض وحسد بينهم، وكانوا يجتمعون يومياً ويساعدون بعضهم في كل شيء، وفي مناسبات الزواج كانوا يقدمون كل ما لديهم للعريس فمنهم من يجلب ناقة، أو ذبائح من الأغنام، وآخر من يحضر خيمة ومنهم ما يهدي العريس بندقية، أو يحضر الطعام، فحياتهم فيها ألفة ومحبة وتعاون وتكاتف، لكنه اليوم يتحسر، لأنه لا يرى مثل ذلك على الإطلاق، فالناس ابتعدت عن بعضها، ولا تكاد تتجمع إلا في المناسبات. عن التعليم في الماضي بمنطقة أحفرة يقول: التعليم في الماضي كان بسيطاً يقوم على يد المطوع الذي يعلم الناس، ويصلي بهم في مسجد القرية القديم، حيث كان يتجمع أبناء المنطقة في المسجد أو تحت شجرة كبيرة، ويعلمهم القرآن والسنة النبوية والقراءة والكتابة، بالإضافة إلى الحساب، كما كان يعلمهم كيفية أداء الصلاة والوضوء، وكان التعليم مقابل إعطاء المطوع بعض التمور، أو شيئاً بسيطاً من المحاصيل الزراعية، أو منتجات الحيوانات، وكان يحظى باحترام الكبير والصغير من أهالي المنطقة، ويحظى بمكانة كبيرة وعالية بينهم، ولكن بعد قيام الاتحاد انتشرت المدارس النظامية في مدينة الفجيرة، وكان أبناء وبنات القرية يذهبون إلى تلك المدارس بواسطة الجمال والخيول، وكان عددهم بسيطاً لا يتجاوز ال13 طالباً وطالبة، ولكن في وقتنا الحاضر توفرت في المنطقة مدارس للطلبة والطالبات لكافة المراحل الدراسية. بيت الشيخ الوالد محمد سالم الكندي أبو سلطان يقول: تعتبر أحفرة منطقة تاريخية وأثرية وذات طبيعة خلابة جبلية، إذ تتميز بوجود بيت الشيخ القديم وهو مبني من الحجارة السوداء والطين المطعم بالحصى، وكان في الماضي مقراً للحكام من عائلة الشرقي، وهو رمز وإرث تاريخي قديم شاهد على التاريخ المجيد، الذي عاشته المنطقة منذ سنوات بعيدة، كما أن بيت الشيخ محاط من جميع الجهات بالجبال المبني على رؤوسها (السايبة)، التي كانت منازل للجيوش، ويتكون بيت الشيخ من مجلس وعدد من الغرف ومطبخ وحمام، ويأخذ شكل البيئة المحيطة به ولون الحصى والطين المطعم بالحصى، إضافة إلى ذلك تتميز أحفرة بوجود عدد من بقايا البيوت القديمة التي عاش فيها الأهالي لمئات السنين، وهم من قبائل عدة، منها الجابري والكندي والصريدي والقايدي، ولكنهم رحلوا عنها عند قيام الاتحاد، ليسكنوا في منازل شعبية حديثة بعض منها بناها لنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهي منازل مجهزة بكافة الخدمات، كما تم بناء العديد من الفلل السكنية بمكرمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ويشير الوالد علي بلال عبدالله إلى تغيرات الحياة، فيقول: كنا في الماضي نصوم رمضان من دون كهرباء أو مكيفات، كما هي الحال اليوم، وكان الناس لا يتعطلون عن أعمالهم رغم العناء والتعب الذي كنا نشعر به، وعند رؤية هلال رمضان من خلال عدد من الأشخاص، يقومون بإطلاق العيارات النارية في السماء، للإعلان عن قدوم شهر رمضان الفضيل، لكي يستعد الأهالي لصومه، وبعض الأهالي في المنطقة والمناطق المجاورة لممدوح، كانوا يذهبون إلى الفجيرة ليعرفوا موعدي العيد ورمضان، ولشراء بعض الاحتياجات في المناسبتين، وكان سكان البيوت القريبة، يفطرون جماعة ويصلون التراويح معاً، وبعد ذلك يبدأ السهر والسمر حتى وقت السحور، وبعدها يصلون الفجر، والكل يذهب إما إلى بيته أو عمله في المزرعة، أو رعي الأغنام، أما العيد، فيتم الإعلان عنه عن طريق إطلاق النار مثل الإبلاغ عن شهر رمضان، وفي صباح العيد، يجتمع الأهالي بعد صلاة الفجر في مصلى العيد، الواقع بجانب الحصن، ويصلي فيه أهالي ممدوح، وأهالي المناطق المجاورة، وبعد صلاة العيد توزع القهوة والتمور من قبل أحد أهالي المنطقة، وبعدها يجتمع الأهالي على الغداء في بيت أحدهم، والعشاء في بيت آخر، وكذا يتبادل الناس العزائم على مدار أيام العيد، أما عن الأعراس في الماضي، فيقول: كانت بسيطة ولم يكن هناك أي تكاليف من قبل أهل العروس على المعرس وكانت المهور قليلة، والعرس يستمر يومين، أو 3 أيام، ويبدأ من مساء الأربعاء، بإقامة الأفراح والفنون الشعبية والعروض الإماراتية الخاصة بأهالي المنطقة، كما يتم إعداد الطعام للضيوف والأهالي، ويقوم أهل المعرس بذبح الذبائح، ويعد الطعام في البيوت خلاف عما يجري في يومنا هذا، وكان في العرس يتجمع كافة أهالي المنطقة، النساء مع النساء، والرجال مع الرجال، كما كان أهل العروس في يوم الخميس يقومون بإعداد الطعام وتقديمه لأهل العريس والضيوف، بينما بقية الأيام تقوم بتقديم الطعام غداء وعشاء أسرة المعرس. أحمد الجابري: تتميز بالهدوء أحمد سالم الجابري أبو راشد يقول: تعد منطقة أحفرة منطقة تاريخية وطبيعية، حيث تتميز بالهدوء المثير والطبيعة الجبلية الخلابة التي تعكس جمالاً استثنائياً، لاسيما في ظل سقوط الأمطار على المنطقة، وجريان الأودية المنتشرة بها، حيث تشكل لوحة فنية من قدرة الخالق عز وجل، كما تكسو المنطقة المزارع الخضراء المزروعة بأشجار النخيل، والعديد من المحاصيل، إضافة إلى أشجار كثيفة من السدر والسمر والغاف، الذي ينتشر بكثرة في منطقة أحفرة، كما يتميز الأهالي، بامتهان تربية البوش الإبل، خاصة الإبل ذات السلالات العربية الأصيلة. ويؤكد الجابري إلى تميز المنطقة منذ القدم بكثرة انتشار خلايا النحل البري الذي يسكن في الكهوف والسراديب الجبلية المنتشرة بالمنطقة حيث عرف أهالي أحفرة بامتهان مهنة جني العسل البري سواء عسل السدر أو السمر، حيث يرجع ذلك إلى وجود منطقة أحفرة بين الجبال العالية وتوافر الهدوء وأشجار السدر والسمر البري بكثرة وكثرة سقوط الأمطار على المنطقة مما ساهم في توافر خلايا النحل البري بالمنطقة منذ القدم. خليفة الجابري: عامرةبالطيبة والسماحة والكرم خليفة سالم الجابري يقول تكثر في منطقة أحفرة: المزارع الخضراء الخلابة والتي يزرع فيها الأهالي العديد من أشجار النخيل والحمضيات والعديد من المحاصيل الزراعية، مثل البصل والطماطم والكوسا والخس والملفوف والزهرة والباذنجان وغيرها من الخضراوات، إضافة إلى نباتات الأعلاف التي تستخدم طعاماً للأبقار والبوش والأغنام، ويرجع ذلك لامتهان الأهالي مهنة الزراعة منذ زمن بعيد، ولكثرة طوي المياه التي في باطن الأرض، ولطبيعة مناخ المنطقة المعتدل معظم أيام السنة. و يشير الجابري إلى أن منطقة أحفرة منطقة عامرة بالطيبة والسماحة والكرم، وجميع أهلها متعاونون ومتحابون، ولديهم الانتماء والوفاء القوي للقيادة الحكيمة، كما أن المنطقة تحظى باهتمام من قبل صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الفجيرة، وولي عهده الأمين، سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، الذي لم يقصر يوماً في تقديم أي خدمات أو أي مساعدات للأهالي في منطقة أحفرة، ومناطق الفجيرة كافة، ويعمل دائماً على راحة المواطن وسعادته، وبفضل الله أصبحت المنطقة موصولة بالمناطق والمدن الأخرى، وتوفرت فيها كل الخدمات والاحتياجات كافة، كما أنها منطقة محافظة على عاداتها وتقاليدها العربية الأصيلة.

مشاركة :