سهير نصار.. مترجمة تجيد لغة الفن

  • 4/8/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حولت الفنانة الفلسطينية سهير نصار غرفتها الصغيرة إلى ورشة فنية، تعج بقطع ورسومات فنية من صنع يديها، يغلب على الكثير منها الطابع التراثي. لم تكن طفولة سهير عادية، فمنذ نعومة أظفارها ظهرت عليها ملامح عشقها للفن، ولفتت انتباه أسرتها ومدرسيها بحبها للعبث بالورق والألوان، وإنتاج رسومات تفوق عمرها، كانت تستخدمها كهدايا خاصة لصديقاتها وأقاربها. لاقت سهير كل تشجيع من الوسط المحيط بها، ورغم عملها الأساسي حالياً كمترجمة، بعد تخرجها في قسم اللغة الانجليزية بالجامعة الإسلامية في غزة، إلا أنها حافظت على عشقها الأول للفن والرسم. سهير دائمة التفكير في البحث عن التميز والإبداع في كل جديد، حتى نجحت في تطويع كثير من المواد المحيطة بها لإنجاز أعمال فنية فائقة الجمال، فمنذ بدايتها الأولى بالرسم على الورق، مروراً بالرسم على الزجاج والبورسلان والقطع الصخرية، نجحت في الرسم على الصخور الملساء، التي طوعتها من أجل تجسيد أعمال تراثية. تقول سهير: ليس للفن والرسم حدود، ولابد للفنان أن يكون دائم التفكير في التميز والإبداع والبحث عن كل جديد، ومن هنا كان تفكيري في الرسم على الصخور، بعد تجربة الرسم على مواد تقليدية. وتبدي سهير كثيراً من الفخر، كونها الأولى من بين الفنانين في قطاع غزة، التي تضع بصمتها على مادة البورسلان في عمل فني، قبل أن تنتشر الفكرة وينفذها آخرون، ومن ثم انتقلت لخطوة أخرى ومحاولات جديدة لتطويع مواد لم يسبقها إليها أحد على الصعيد الفني. وبعد كثير من المحاولات، نجحت سهير في العثور على ضالتها، واهتدت للصخور الملساء، وهي مادة صخرية تشبه الرخام إلى حد كبير، وتميل إلى اللون الأسود، كونها صخوراً طبيعية، وقالت سهير: إن تطويع الصخور فنياً ليس بالأمر السهل، فالفنان مطالب بالاهتداء إلى المواد المساعدة التي تساعده في تثبيت عمله الفني، فضلاً عن كون التعامل مع هذه الصخور يجب أن يتم بصبر ودقة عاليين. وتمكنت سهير من إنتاج ست قطع فنية من الصخور الملساء حتى اللحظة، كانت القطعة الأولى هي الأصعب، حيث احتاجت منها إلى وقت طويل للخروج بصورتها الفنية النهائية، وجسدت هذه القطعة امرأة فلسطينية ترتدي ملابس فلسطينية تراثية مرصعة بأسماء المدن الفلسطينية داخل فلسطين المحتلة عام 1948. ويتراوح سعر القطعة الواحدة من الرسوم الصخرية ما بين 120 إلى 200 شيكل (الدولار يعادل 3.8 شيكل)، وتختلف التكلفة تبعاً للمادة المرسوم عليها، ومدى حرفية المرسوم، والإطار المستخدم للعمل، بحسب سهير. وترى سهير أن هذه الصخور هي أصدق تعبير عن التراث الفلسطيني، وتقول: أحلم برسم غزة القديمة على تلك الصخور، من خلال أخذ مقاطع لمعالم أثرية مهمة من غزة القديمة كالمسجد العمري، والكنائس، والقباب، وغيرها. ويبدو اهتمام سهير بالتراث الفلسطيني واضحاً في عملها الفني، حيث يلفت انتباه المهتمين أن معظم لوحاتها تعكس حرصاً على إظهار وإبراز الهوية الوطنية الفلسطينية، ومن هذه اللوحات تبرز المرأة الفلسطينية بالثوب المطرز، وبوقفتها الشامخة والصامدة موشحة بعلم فلسطين، فضلاً عن لوحات تعكس الحقوق الوطنية كحق العودة والمسجد الأقصى. وإضافة لذلك، تعشق سهير الزخارف الإسلامية الأندلسية؛ التي تظهر التاريخ المشرق للدولة الإسلامية في قمة مجدها وقوتها وحضارتها. هوايات لسهير هوايات فنية عدة، فهي تهوى الأشغال الفنية اليدوية كتصميم بطاقات المعايدة للمناسبات، وتنسيق الزهور المجففة أو الاصطناعية، وتستغل هواياتها الفنية في صناعة هدايا مميزة وغير تقليدية تهديها للأقارب والأصدقاء. وكان العام 2012 بمثابة نقطة تحول مهمة في حياة الفنانة سهير نصار، عندما فازت بمسابقة أطلقتها مؤسسة لتدوير خامات البيئة، وذلك عن مجمل أفكارها الفنية التي تقدمت بها باسم أنامل، لتدوير الزجاج والقماش والورق. وتحلم سهير بأن تبقى أعمالها الفنية خالدة في المستقبل، لتروي حكاية فنانة فلسطينية عشقت تراث بلادها، وجسدته بالفن والرسم.

مشاركة :