مقيم من الجمهورية الصينية: روحانية رمضان في المملكة بدّدت بالألفة عناء الغُربة "مسار ذاكرة رمضان"

  • 3/21/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يسطر المغتربون المقيمون في أرض المملكة العربية السعودية، أجمل العبارات في أجواء من الروحانية والألفة والتآخي ومظاهر الغبطة التي يعيشونها خلال شهر رمضان المبارك بين أهليهم في المملكة، التي بدورها بدّدت اغترابهم عن أهليهم، وذلك عبر الإفطارات الجماعية، حيث يجتمع أكبر عدد منهم على مائدة واحدة، ولعل بعض الجاليات تحرص على هذه العادة. ويؤكدون أن الصيام في المملكة له طابع خاص وروحانية لا مثيل لها، فضلاً عن قربهم من الحرمين الشريفين، الأمر الذي يحملون معه أجمل الذكريات عن الصيام في بلادهم. وفي ذات الشأن التقت "واس" بالمقيم المسلم من جمهورية الصين الشعبية، ومن مدينة زينزو، خالد الصيني" البالغ من العمر 43 عاماً، ويُدعى ماي تشانلي في الأصل، الذي ولد في زينزو، ثم انتقل إلى مدينة جدة في العام 2014 م، للتجارة في الخشب والديكور وبعض الأعمال الخاصة. وفي بداية حديثه قال: "إن اختياره لاسم "خالد" لأنه اسم عربي، كما أن كل مسلم من الجالية الصينية يتبنى اسماً عربياً كونه علامة للإيمان واتباعاً للدين الإسلامي، الذي يعد الاسم العربي المتبنى رمزاً تعريفياً"، مشيراً إلى أنه ولد في عائلة مسلمة أبّاً عن جد، حيث إنهم يتوارثون الديانة منذ سنين عديدة جيلًا بعد جيل بعكس الديانات الأخرى في بلادهم. وبيّن أنه تعلم اللغة العربية في مسجد في زينزو لمدة عامين على يد أحد علماء الدين في الصين، حين كان عمره قرابة العشرين عاماً، ودرس أيضاً الثقافة الإسلامية بذات المسجد لعدم احتواء مدارسهم على المقررات الدينية الإسلامية. وأشار إلى أن عائلته المكونة من زوجته وابنه صالح يعيشون في الصين، مؤكداً حرصه على قضاء شهر رمضان في كل عام، وعلى مدى عشر سنوات ماضية بالمملكة، وفي مدينة جدة بالتحديد، ويذهب تارة لزيارة أهله وتارة يأتون لزيارته وأداء فريضة العمرة. وأضاف خالد "أن صوم شهر رمضان في السعودية يختلف تماماً عن صومه في الصين، وذلك لمراعاة فرائض المسلمين وأوقات العمل على حد وصفه، حيث إنهم يقضون يومهم وكأنه يوم عادي بعكس المملكة فروحانية رمضان تجدها حتى في الشوارع والمارة وتعظيم هذا الشهر واحترام قدسيته، ومشاهدة تلك الروحانية حتى على مستوى تغيير أوقات العمل بما يتناسب مع صيام المسلمين". وفي جانب الغربة، يحكي خالد عدم إحساسه بمظاهر الاغتراب الذي يعيش فيه بمفرده وبخاصة في شهر رمضان في السعودية، واصفاً تلك المشاعر بالألفة والتآخي التي تحيط بالمغتربين وتعامل إخوته السعوديين كأنه في بلده، حيث كرم الضيافة وحب الخير المتأصل في الشعب السعودي. وعن روحانية الشهر الفضيل استعرض المقيم الصيني جدول أعماله اليومي بداية ذهابه إلى العمل ظهراً، وبعد فريضة العصر يختلي بنفسه في المسجد لتلاوة ورده اليومي من القرآن الكريم، والتفرغ للطاعة ثم يعود إلى سكنه حتى يبدأ بتجهيز إفطاره من أهم الأكلات الصينية في رمضان بدايةً بالشاي الصيني، وحساء الدجاج والصويا والخضار والزلابية المقلية والدجاج المبهر مع الخضار أو الإفطار مع الأصدقاء، مختتماً حديثه بأنه يقضي مساءه مع أصدقائه السعوديين والصينين المقيمين في المملكة.

مشاركة :