يكتشف الزائر في كل ركن وجناح وزاوية من المعرض السنوي فنون العالم دبي في قاعة الشيخ سعيد 3 بمركز دبي التجاري العالمي، ما يغني البصر والبصيرة ويطرب الروح، ليتحاور مع فنان مبدع من منغوليا ويتعرف على رموز تراثها ويكتشف العديد من العوامل المشتركة بين ثقافتهم وثقافة الإمارات، ويلتقي بقيّم غاليري من سيئول يحدثه بحماس عن أعمال الفنانين في جناحه وخصوصية كل فنان، أو إعادة الوصل مع أصدقاء لم يلتقهم منذ زمن. وإن أراد الزائر فسحة من الهدوء، فلديه العديد من الخيارات ضمن برنامج الجلسات وورش الفنون والحوارات اليومية، أو التجول في الساحة الخارجية لمنطقة العارض حيث يطالع العمل التركيبي التكعيبي نرد الحظ للفنانة الإماراتية ميسون آل صالح بارتفاع 180 سنتمتراً، الذي يعكس رؤيتها الفلسفية للحياة من خلال اختلاط الوهم بالواقع، ولدى عودته إلى أروقة المعرض يأخذه كل منعطف إلى عوالم فنانين من الغرب والشرق، من ميامي ونيويورك إلى كوريا واليابان وجنوب أفريقيا. خيول منغولية ويتوجه الزائر لحظة افتتاح المعرض في الساعة الثانية بعد الظهر إلى جناح الفنان المنغولي المستقل شاردرابال آديابازار، ليتحاور معه حول خيوله قبل توافد الجمهور. يقول آديابازار في بداية حديثه مع البيان: عشقت الأحصنة منذ صغري، خاصة وأني بدأت المشاركة في سباقات الخيول منذ كان عمري خمس سنوات مثل غيري، حيث تعتبر سباقات الخيول جزءا من تراثنا وثقافتنا وهويتنا. وعليه فإن الخيل جزء من طفولتي وفكري وروحي وذاكرتي. قوة وجموح ويحكي عن علاقة الإنسان المنغولي بالخيل قائلاً: تربط أقوامنا بخيولهم علاقة عميقة ليشكل حصانهم جزءاً من تفاعلهم الروحي معه، فمعاً ارتحلوا وحاربوا. ويرمز الخيل عندهم إلى القوة والجموح والحرية والولاء. كل هذه الصفات انزرعت في داخلي منذ طفولتي، لذا فأنا عندما أرسم خيولي أرسمها مما يصوره لي ذهني، ولكل خيل أرسمه شخصيته وسماته وعنفوانه. ويختم آديابازار كلامه بعد وقوفه بجانب إحدى لوحاته قائلاً: الحصان طير الأرض والصقر طير السماء. يتجلى فيما قاله آديابازار، خصوصية أسلوبه في رسم الأحصنة بخطوط انسيابية تختزل جزءاً من تكوينه إلى الرسم الواقعي أو التعبيري لوجهه في تكوين متناغم، كما لو أنه يترك للمشاهد فرصة إكمال جواده في مخيلته، وتتوازى حدة وحرارة ألوانه ونقاؤها مع ما تعكسه وجوه خيوله من شموخ واعتداد وشجاعة. أكثر طرافة يتوجه الزائر بعدها بحثاً عن فنون أكثر طرافة في عمق مضمونها، ليتوقف أمام غاليري يضم مجسمات طريفة لشخصيات كرتونية، في حركتها الكثير من الديناميكية والمرح، وترتسم الابتسامة بشكل تلقائي على وجه ناظرها. وفي محطة غاليري جيه جيه من جنوب كوريا، يتعرف على نمط فني مختلف وفي الوقت نفسه مشترك بين أعمال بقية الغاليريهات الكورية المشاركة، التي تتمثل بحيوية وإشراقة ألوانها، وبطرافة مضمونها، كمنحوتات كيونغ مين كيم. ويشد انتباه الزائر لوحة تحاكي لوحة الكرسي لفانسنت فان كوخ، التي ما إن يقترب منها حتى يقول له القيم، صَنع كيو هاك لي هذه اللوحة من إعادة تدوير أكياس النايلون الخاصة بالبقالة، حيث قصها كشرائط ولونها ومنها شكل لوحة فان كوخ هذه، التي تمتلك الكثير من الجماليات الفنية. أطياف للمبدعين ويصل الزائر في جولته إلى جنوب آسيا وفنونها لدى توقفه في غاليري آرت زيست، حيث لوحات تضم أعمال فنانين من مختلف البلدان إلى جانب الهند. ويتعرف على الهندي آسيت كومار باتنيك الذي يرسم بحساسية وشفافية عالية والباكستانية شازيا سلمان التي ترسم بورتريهات تعكس الكثير من العوالم الداخلية، ولوحات وائل حماده الزيتية الصغيرة التي تجمع بين التراث والطبيعة والحكايات القديمة. أسماء الفائزين تم الإعلان عن أسماء الفائزين بالدورة الرابعة من الجائزة الدولية للفنانين الناشئين وجائزة الفنان الإماراتي، والبالغ عددهم ثمانية إلى جانب ستة فائزين إماراتيين اختارتهم لجنة التحكيم من بين 1600 فنان، في يوم افتتاح معرض فنون العالم دبي. والفائزون من الإمارات هم إيمان الشيمي وأميرة العوضي وأمينة الجرمان ونوران البناء ومريم عباس وسارة السويدي، بينما تم اختيار الفنانين العالميين ناصر بالانجي من إيران/أستراليا وتانيا ويلز من إيطاليا وجون فرانزن من هولندا وألبرتو إيشيغاراي غيفارا من الأرجنتين ومانفريد كيلنهوفر من النمسا وحازم مهدي من مصر/الإمارات ومشعل العبيدالله من السعودية ونور نقاوة من سوريا/كندا. وقامت ريبيا نعيم مديرة الجائزة بتكريم الفائزات بفئات الجائزة السبع: الرسم، واستخدام الوسائل، والرسم التصويري، والرسم الزيتي، والنحت والتصوير والأعمال الفنية القابلة للارتداء. ورش وجلسات اليوم 2:30 مساء تأثير الفن على عقل الإنسان 3:00 مساء الخروج من المنطقة الآمنة 4:00 مساء كسر الحواجز بين الثقافات 6:30 مساء الإبحار في عالم الفن 7:00 مساء الفن غير حياتي
مشاركة :