الفنان الانطباعي «فان كوخ» حيٌ في «دبي» ضمن موسمها الفني

  • 4/7/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

المحرر الثقافي:في بحثٍ عن المغاير، تبتكر مدينة «دبي» أشكالاً لا متناهية من الإبداع، وذلك ضمن «موسم دبي الفني 2018» الذي نُظم على مدى شهر (مارس)، ويستمر طوال شهر (أبريل) الجاري، إذ ضم «حي دبي للتصميم»، معرضًا يأخذ المتلقي إلى آفاق الفنان الهولندي فان كوخ، باتساع هذه التجربة التي شكلت ولا تزال إضافة استثنائية للفن العالمي، وذلك تحت عنوان «التجربة.. فنست فان كوخ للأبد» الذي افتتح في (11 مارس) ليستمر حتى (22 أبريل 2018).وينقسم هذا المعرض إلى عددٍ من الأقسام، في القسم الأول، عُرضت أبرز أعمال (كوخ)، بشكل مطبوع، مزودة بتفاصيل عن كل عمل، وظروف ابتكاره، وإلى جانبها قسمٌ يستعرض محطات هذا الفنان العالمي، وسيرته؛ الحياتية والفنية والنفسية التي تعدُ -رغم إيلامها- جزءًا لا يتجزأ من تجربة (كوخ). كما ضم القسم غرفة بأبعاد واقعية، جسدت لوحته «غرفة نوم فينسنت فان كوخ بآرل»، التي أنجزها عام (1888).في القسم الثاني من المعرض، تنتصب قواعد لحمل اللوحات البيضاء، أمام كل مجموعة قواعد، شاشة تعلم فن الرسم، إذ تتاح للزوار تجربة مهاراتهم الفنية، وفق الأسس التي يتعلمونها من خلال تلك الشاشات أمامهم، وذلك في تمهيد للدخول إلى عالم مليء بالشاشات العملاقة، حيث (فان كوخ) وجل إنجازاته وصوره، نحيطك من كل جانب ومكان، على الأرض، وفي أعلى السقف، وعلى الجوانب كلها، عارضة (3000) صورة وعمل لهذا الفنان، بصحبة موسيقى تصويرية، تجسد عذاباته النفسية التي عاشها جراء مرضه، وتغمرك بأجواء تسحبك عميقًا إلى غور الحالة السيكولوجية التي غرق فيها (كوخ).وقد استخدم تقنية في هذا العرض، وهي «نظام سنسوري فور»، «الذي يجمع بين الرسوم المتحركة عبر قنوات متعددة مع الصوت المحيطي بجودة العروض السينمائية، علاوة على أربعين جهاز عرض عالية الدقة. ويتمكن هذا النظام الفريد، من تحويل أي مساحة عرض إلى تجربة حيوية وتثقيفية مذهلة بصريًا»، كما يقول القائمون على المعرض.وما أن تقرر الخروج، تفرض عليك لوحة «ليلة النجوم» الشهيرة، أن تقف لتتأملها، لكنها هذه المرة ليست مطبوعة، أو وليدة الفرشات، وإنما منسوجةٌ يدويًا، في شكل سجادة، مقدمة من «ساموفار»، إذ نسجت على أيدي أمهر النساجين في نيبال، باستخدام الطرق التقليدية للنسج التبتي، وقد صنعت من أجود أنواع الصوف التبتي والحرير الصيني، بواقع 150 عقدة لكل بوصة مربعة، وتم استخدام أكثر من 40 لونًا لنسجها.وتعد لوحة «ليلة النجوم» التي رسمت عام (1889) في (سان ريمي) بفرنسا، خلال مكوث (كوخ) في المصحة، حيث تدهورت حالته الصحية بصورة بالغة، وأصبح عدوانيًا تجاه ذاته. وقد كانت المصحة تطل على قرية (سان ريمي)، وتسيطر أشجار السرو في المقدمة على مشهد السماء الليلية، والغيوم، المبعثرة والهلال الأصفر والنجوم، بينما يضفي برج الكنيسة الصغير في الخليفة عمقًا للمشهد، وتكشف ضربات الفرشاة في اللوحة المشاعر الفياضة والسماء المائجة عن مدى عمق العقل المضطرب لـ(كوخ) في ذلك الحين.بهذه الأقسام، يقدم معرض «التجربة.. فنست فان كوخ للأبد»، تجربة فريدة لمختلف فئات الزوار، تدخلهم في عوالم (كوخ) الفنية بمنظور جديد. ويقام هذا المعرض تحت رعاية «وزارة الثقافة وتنمية المعارفة» في دبي.

مشاركة :