فاضل الربيعي يفند السرديات التاريخية العربية

  • 4/8/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم تكن محاضرة السرديات التاريخية التي قدمها الأديب والكاتب العراقي فاضل الربيعي، أول من أمس، في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في القصباء بالشارقة، عادية، لما أثارته من نقاشات بين الحضور، فخلال محاضرته فتح الربيعي الذاكرة العربية على عدد من السرديات التاريخية التي عمل طوال الوقت على تفنيدها وبيان عدم صحتها، عبر استخدامه التفكيك اللغوي في بعضها، والسياق التاريخي للبعض الآخر، مستنداً بذلك على حقائق تاريخية اتفقت عليها دراسات وأبحاث تاريخية وأثرية، ليؤكد الربيعي خلال محاضرته أن خداع السرديات التاريخية استطاع أن يهيمن على عقولنا جميعاً. ثلاثة مرتكزات في السرديات التاريخية ألقى الربيعي الضوء عليها في محاضرته، أولها السرديات البطولية، وثانيها السرديات التي تحتضن الضحية أو ما يسمى باحتكار الفاجعة، وثالثها السرديات المقدسة. وحاول الربيعي من خلال هذه المرتكزات مساءلة العديد من السرديات التاريخية، خاصة تلك التي ارتبطت بالملاحم الإغريقية مثل ملحمتي جلجامش والإلياذة بالإضافة إلى سرديات أخرى تعلقت بالسبي البابلي الذي يقول اليهود إنهم تعرضوا له على يد نبوخذ نصر. البطولات الأسطورية وفيما يتعلق بالسرديات البطولية. قال الربيعي: مع مرور الوقت تشكلت لدينا العديد من السرديات البطولية الخاطئة، والتي انتجت ملاحم عدة قدمت لنا شخصيات بطولية، وفي الوقت نفسه نحن لا نملك أي دليل على حقيقتها، ضارباً في ملحمة جلجامش والإلياذة ومعظم الشعر الإغريقي مثلاً، والتي أكد أن العديد من الأبحاث اليونانية الحديثة، قد أكدت أنه لا وجود لمثل هذه الأساطير، مشيراً إلى أن جلجامش والإلياذة نابعة من الحكايات الشعبية. اسرائيليات وفي المقابل، فند الربيعي في إطار حديثه حول السرديات المقدسة بعضاً من السرديات التوراتية السائدة، والتي قال إنها مهيمنة على التاريخ الرسمي في المنطقة العربية والعالم بأسره، واصفاً إياها بأنها تأتي في إطار احتكار الفاجعة أي احتكار الحق في تصوير الضحية لنفسها على أن مأساتها نادرة، وأن لا مثيل لها في التاريخ البشري. وقال: هناك بعض السرديات غلف بنوع من القدسية، وبالتالي لا يمكن لنا الاشتباك معها بسبب ذلك، لأنه عندما تضفي القداسة على أي سردية تصبح مقدسة ولا يجور البحث فيها، مثل سردية السبي البابلي، التي تعتبر واحدة من السرديات التاريخية الزائفة، والتي هيمنت على عقولنا لعقود طويلة، بهدف تبيان أن المأساة قديمة جداً، ولكن في الحقيقة أن السبي البابلي تم ضد قبائل عربية قديمة. محاذير قال الربيعي: لدينا في التراث العربي ملاحم مشابهة لجلجامش، إلا أن المشكلة التي تواجهنا حالياً تكمن في أن أي محاولة للاصطدام أو الاشتباك مع السرديات البطولية أصبح يعد انتقاصاً من مكانة الأمة، في حين أن مقتضيات العلم تفرض علينا هذا الاشتباك للتحقق من هذه السرديات.

مشاركة :