أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن البحرين شريك أمني مهم للولايات المتحدة الامريكية، مشددا على ضرورة اتخاذ خطوات لإيقاف التدخلات الإيرانية في المنطقة في حال عدم استجابتها للدعوات المتكررة لتغيير سلوكها. وأشار كيري في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة الى ان دول مجلس التعاون الخليجي سترحب بوجود ايران ومشاركاتها على طاولة المفاوضات ما اذا ارادت ايران إيجاد حل بناء لقضايا المنطقة لا سيما سوريا واليمن. وأكد كيري على ان الاتفاق النووي مع ايران حوّل المشروع النووي كان يهدف لتخليص العالم من إيران نووية. وفي سوال لـالأيام عدم وضوح الموقف الامريكي ازاء امن الخليج لا سيما دعوات الرئيس براك اوباما لجلوس دول مجلس التعاون الخليجي مع ايران على طاولة واحدة فيما لا تزال ايران تتدخل في شؤون دول الخليج وتدعم الارهاب في البحرين ودول اخرى وترسل أسلحة الى اليمن، قال كيري: فيما يتعلق ببعض نشاطات إيران في المنطقة، نحن بحاجة إلى أن نعرف إيجاد طريقة لحل هذه النشاطات من خلال المشاركة والحوار، فالرئيس أوباما كان هدفه الأول أن لا تحصل إيران على سلاح نووي فهل كان سيكون من السهل التعامل مع إيران إذا كانت تملك سلاحًا نوويًا، وكيف كان سيؤثر ذلك على المنطقة. وتابع قائلاً: أما ما يتعلق بسلوكهم فنحن لا نثق بأقوالهم وقد اعترضنا 4 قوارب تحمل أسلحة وقلنا إننا سنتعامل مع هذا الأمر من خلال الخطوات المتاحة ويجب على إيران أن تلتزم بما اتفقت عليه، وستكون هناك المزيد من الخطوات إذا ما استمرت إيران في سلوكها. وزاد بالقول: نحن نحاول أن نغير سلوك إيران وندعوها ان تكون جزءًا بناء في المجتمع الدولي وأن تسهم في الأمن والاستقرار وأن تساعدنا على إنهاء الحرب في اليمن لا إطالتها، والأمر نفسه في سوريا، وتساعدنا على الديناميكية في هذه المنطقة، التي هي في حاجة إليها من خلال الدخول في نشاط اقتصادي كامل، وأن توجد فرص للعمل وأن تتعامل مع حالة عدم الاستقرار التي تصاحب الطائفية والتطرف، وهذه هي مهمتنا جميعًا. ونوّه إلى أن الرئيس أوباما لم يجدد العلاقات الدبلوماسية مع إيران ولا توجد إي انفراج فيما يتعلق بجميع القضايا الأخرى مع إيران عقب الاتفاق النووي، مؤكدًا أن الاتفاق حقق مهمة واحدة للعالم وهي تخليصنا جميعًا من وجود إيران نووية والآن هو مستعد للدخول في حوار من أجل تغيير سلوك إيران. وأعرب عن أمله بأن تتخذ إيران قرارات بأن تكون عضوًا فعالاً في المجموعة الدولية لدعم سوريا وفي اليمن وتساعدنا في تجنب التحديات التي تواجهها البحرين وغيرها فيما يتعلق بإرسال الأسلحة والعناصر التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. وردًا على سؤال بشأن زعزعة إيران لأمن المنطقة بعد الاتفاق النووي، من خلال التجارب الصاروخية التي تقوم بها قال كيري: إن الاتفاق النووي مع إيران كان يتعلق بمدى قدرة إيران على الحصول على سلاح نووي، ونحن بصور متناسقة خلال هذه المفاوضات أوضحنا أن الاتفاقية كانت فقط بشأن هذا الأمر، وأننا إذا تحدثنا حول مواضيع أخرى فلن نتوصل إلى أي اتفاق، لذلك أخذنا خطوة أولى باتجاه منع إيران من الحصول على سلاح نووي، وفي ذلك الوقت عندما بدأنا المفاوضات كان لدى إيران مواد نووية، إذا ما تم تخصيبها كانت ستقوم بتصنيع القنبلة النووية، ولم يكن وقتها هناك أي قدرة على تقييد هذا الأمر لذلك كان وقتها النزاع حول هذا الأمر صعبا، وكانت هناك دول تدفع لاتخاذ أعمال عسكرية ضد إيران وكان هذا أحد الخيارات المطروحة. وأضاف، الرئيس أوباما رجح البحث عن فرصة للتوصل إلى حل عن طريق السبل الدبلوماسية، وبالفعل تم تنفيذ الحل الدبلوماسي ونرى الآن أنه لا يوجد أمام إيران أي مسار لحيازة السلاح النووي، لذلك تخلصنا من هذا الأمر، ولم يتظاهر أي أحد وقتها بأن جميع التحديات الأخرى ستختفي. وزاد بالقول: كنا نعلم أن إيران تدعم حزب الله والحرس الثوري موجود في سوريا وأنها تدعم أعمال تخريبية في المنطقة، وتزعزع الاستقرار وأنها تدعم الحوثيين في الصراع اليمني، وكنا نعرف أنه يتوجب علينا التعامل مع كل هذه الأمور، وهذا كان السبب الرئيسي بقيام الرئيس أوباما بعمل اجتماعات كامب ديفد مع قادة دول مجلس التعاون للحديث حول كيف سيتم اتخاذ خطوات أعلى لإتمام الاتفاق النووي والعمل على دفع إيران لتغيير سلوكها فيما يتعلق بالنشاطات الأخرى. في مقابل ذلك قال: الآن إيران تساعدنا في أمور أخرى من خلال إيقاف العمليات القتالية في سوريا والتعامل مع مجموعة العمل الدولي في سوريا، من أجل إيجاد مفاوضات حول مؤتمر جنيف لإنهاء الحرب في سوريا، ولكن من الواضح أن تحدي اليمن، ونشاطاتها المزعزعة للاستقرار في البحرين وسوريا لذلك اتخذ الرئيس أوباما خطوات فيما يتعلق بالعقوبات قبل عدة أيام وهناك نقاش جارٍ في الأمم المتحدة حول التوصل إلى قرار للتعامل مع إيران في هذا الشأن. لكنه أكد أن الولايات المتحدة الأمريكية تتطلع إلى التمكن من قيام علاقات إيجابية بين إيران ودول المنطقة، والاختبار يكمن فيما ستختاره إيران نفسها للقيام به خلال الفترة القادمة، مشيرًا إلى أن هناك اختلافات في الرأي حتى داخل إيران نفسها، وعليهم أن يقرروا. وقال: أعتقد أن دول الخليج سترحب بوجود إيران ومشاركتها على طاولة المفاوضات إذا ما كانت تريد أن تتوصل لإجراءات أمنية دون هذه الأعمال التخريبية لكن إرسال قوارب تحمل أسلحة عبر الخليج أمر غير بناء في وقت نحاول إنهاء الحرب هناك، ولذا ندعو إيران لتكون جزءًا من إنهاء الحرب وليس إشعالها، لكن إذا كانت هناك مخالفات لقرارات مجلس الأمن من خلال نشاطات مستمرة لزعزعة الأمن في المنطقة، فسنستمر في جهودنا من أجل حماية الأمن في المنطقة وسنقف إلى جانب حلفائنا في جهودهم لحماية بلدانهم. وحول الإصلاحات في البحرين قال كيري لقد قام الملك حمد بن عيسى بجهد إصلاحي هائل قبل عدة سنوات.. وقام بتعزيز الوحدة الوطنية بين الكثير من المكونات المجتمعية، ولكن لسوء الحظ اعتقد أن المعارضة قد ارتكبت خطأ جسيما عندما قررت عدم المشاركة في الانتخابات وهذا الأمر ساعد على عملية الاستقطاب الطائفي، وقد ناقشنا الانتخابات في 2018 وقد أكد لي وزير الخارجية البحريني أنهم يريدون انتخابات حرة وكاملة بمشاركة الجميع، دون أي عنف أو تهديد أو تطرف يؤدي إلى استقطاب يعقد سير عملية الانتخابات وسنعمل معهم عن كثب. وأضاف البحرين تقدمت في بعض النواحي وقامت بوضع المؤسسات التي لديها تحت إشراف من الناحية الأمنية، وعلاقتنا مع البحرين مبنية على أساس المصالحة المشتركة بين البلدين ومنها الجهود المشتركة لمكافحة التطرف ونحن نؤمن بأن توسيع الفرص والحقوق وإشراك الجميع في العملية السياسية هو أمر هام. وحول اليمن قال كيري تسعى الولايات المتحدة إلى الوصول لوقف كامل لإطلاق النار وأن تكون هناك حكومة جديدة. من جانبه اكد وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة على أن دول الخليج قد رحبت بالاتفاق النووي الإيراني وتدعم تنفيذه. وقال الشيخ خالد: لقد كان هناك ترحيب خليجي بالاتفاق النووي وكنا نتنبأ بتطور الأوضاع ومن ذلك التاريخ حتى الآن لا نتشكك في نوايا مجموعة 5+1 عندما مارست ضغوطا على إيران للجلوس على طاولة المفاوضات النووية ولكننا كنا قلقين من أن إيران ستسيء فهم هذه الجهود وما كانت تنويه مجموعة دول 5+1 خاصة الولايات المتحدة الأمريكية،، واليوم نلاحظ أمرين أساسيين توقعنا حدوثهما، أولهما أن البرنامج النووي الإيراني لازال يسير قدما مع دعم القيادة الإيرانية له بشكل كامل، كما نرى تدخلات من خلال الحرب بالوكالة في العديد من أجزاء المنطقة مستمرة دون إبطاء، ودون النظر في مسؤوليتها ازاء حسن الجوار. وأضاف نحن ندعم الوصول إلى حل سياسي لكننا نرى في الوقت نفسه إيران المزيد من المقاتلين وتدعم حزب الله وترسل مقاتليها إلى سوريا مما يدعم استمرار الوضع على ما هو عليه، فنحن نود أن نرى إيران تغير من سياساتها الخارجية لكن الخطوة الكبيرة التالية بالنسبة لإيران أن يغيروا سياساتهم الخارجية تجاه المنطقة، علاوة على الجهود المرتبطة بالملف النووي، ونرغب أن نرى جهودا مماثلة تبذلها إيران من خلال وقف إرسال شحنات المواد الناسفة والمتفجرات إلى العناصر الإرهابية وتوقف دعم من يقومون بالحروب بالوكالة في العديد من أجزاء المنطقة ونرغب أن يكون لإيران علاقات جيدة مع جيرانها وإذا أخذت إيران خطوة واحدة تجاه هذا الأمر سنأخذ خطوتين. وحول قضية زينب الخواجة قال وزير الخارجية البحريني إنها موجودة في السجن وطالبت أن يكون ابنها موجودا معها، بالرغم من أنه قد عرض عليها أن تبقيه مع أفراد عائلتها، وقد تم تنفيذ رغبتها ووضعها في غرفة خاصة، لدعم دورها كأم، وهذا موضوع إنساني وزينب الخواجة سوف يطلق سراحها وفقا لقضيتها ونحن في البحرين نبذل قصارى جهدنا في دعم حقوق الإنسان وحمايته، ووضع كافة الآليات التي من شأنها نتجنب أي عوائق سابقة كانت موجودة في حقوق الإنسان، وبذلنا الكثير من الجهود ونحاول حل كافة المشكلات والتحديات وقمنا بما يتعين علينا القيام به، ومواصلة جهودنا البناءة في هذا الاتجاه، وهناك تطور دائم في هذا الملف ونحترم كافة الالتزمات التي علينا، والتي تجعلنا حريصين على جعل وضع حقوق الإنسان في البحرين بدون أي مشكلات. وكان وزير الخارجيه البحريني قد اكد في بداية المؤتمر أن الاجتماعات قد تناولت تداعيات الوضع السوري وكذلك الملف اليمني. المصدر: تمام أبوصافي
مشاركة :