مآثر النساء في مكة المكرمة

  • 3/24/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ساهمت المرأة المسلمة منذ بزوغ فجر الإسلام بالأعمال الخيرية؛ لنيل الأجر والثواب في حياتها وبعد مماتها، في مختلف المجالات، ومن هذه المجالات هي الأوقاف الخيرية، ومن هذه الأوقاف وقف الخيزران، وهو مسجد دار الأرقم بمكة المكرمة حيث حظيت الدار بشهرة واسعة لاحتضانها لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام، وعُرفت في العصر العباسي بدار الخيزران نسبة إلى الخيزران زوجة الخليفة العباسي المهدي، وأم هارون الرشيد الذي اشتراها ووهبها لها عندما حجت في عام 171هـ، فعمرت فيها مسجدًا وظل هذا المسجد موضع عناية الخلفاء والسلاطين والملوك حتى أزيل لصالح توسعة المسجد الحرام عام 1375هـ، ومن أهم الأوقاف وأشهرها هو عين زبيدة نسبة إلى السيدة زبيدة بنت جعفر المنصور زوجة الخليفة هارون الرشيد فكانت تقوم بالكثير من الأعمال الخيرية، فقامت في البداية بإنشاء الكثير من البرك والآبار ومنشآت أخرى بطريق الحاج العراقي حتى أن هذا الطريق سمي باسمها «طريق زبيدة»، وكلف مشروع عين زبيدة مليون وسبع مئة ألف دينار ذهبي، ولم تكتفِ السيدة زبيدة بذلك بل أوقفت أوقافًا بلغ ريعها ثلاثين ألف دينار ذهبي سنويًا لتكون موردًا يصرف منه لصيانة العين ومواردها، وقد مرت عين زبيدة بالعديد من الإصلاحات والترميمات في العصور الإسلامية، وفي عهد الملك عبدالعزيز أمر بإجراء أعمال عديدة لزيادة كمية مياه العين وقد نتج عن ذلك عدم قدرة القناة السابقة على استيعاب كمية المياه الزائدة مما استلزم تعلية جانبي هذه القناة لاستيعاب هذه الكميات الكبيرة من المياه ولا تزال مواضع عديدة من هذه القناة باقية إلى الآن تحكي لنا دور المرأة المسلمة في خدمة الإسلام والمسلمين. باحثة دكتوراه في التاريخ

مشاركة :