لن تجد عاقلاً منصفاً يختلف معك عندما تقول: إننا نحن السعوديين نتمتع- ولله الحمد- برغد من العيش وأمن قل نظيره في منطقتنا. أقول ذلك وأنا قد بلغت اليوم السبعين من العمر، ولا أتطلع إلا إلى حسن الختام فقط. فنحن ليس لدينا رعب ليلي من عدم إحكام إغلاق أبوابنا، فقد سكنت خلال الأربعين عاماً الماضية في حيين لم أسمع خلالها عن سرقة بيت أسرة أو اعتداء منظم على أفرادها. بل وأضيف إلى ذلك أنني خلال تلك الفترة الطويلة لم ينقطع وصول الكهرباء والماء إلى بيتي يوماً واحداً. لكن أنا لا يغيظني مثل أن يأتي من يستشهد بحالة ينتقيها ويصورها لشخص يشحذ، ثم يبثها ليوهم الناس بأن الفقر منتشر في بلادنا مع أن الفقر غير مستغرب في أي دولة بالعالم. والأنكى من كل ذلك أن هناك من يشاهد حالة فقر (قد تكون مصورة من خارج الحدود) يرصدها ويقدمها للناس بوصفها «ظاهرة» محلية. أنا منغمس في البحث العلمي، ولا أتجرأ على وصف أي حادثة عابرة منفصلة عن أي سياق بأنها ظاهرة، إلا عندما يصل تكرار ظهورها إلى مستوى إحصائي محدد يحولها إلى ظاهرة مجتمعية. أسأل الله أن يجعلنا شاكرين لأنعمه.
مشاركة :