شخصيات إسلامية.. سفيان بن عيينة عالم الحجاز الزاهد

  • 3/25/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الإمام سفيان بن عيينه، رحمه الله، هو سفيان بن عيينة بن أبي عمران ميمون الهلالي الكوفي، ثم المكي، الإمام الكبير، شيخ الإسلام، ومولده بالكوفة، في سنة سبع ومئةٍ للهجرة، وقال ابن سعد في طبقاته: «وكان أصله من أهل الكوفة، وكان والده من عمال خالد بن عبد الله القسري، فلما عزل خالد عن العراق وولي يوسف بن عمر الثقفي طلب عمال خالد فهربوا منه، فلحق عيينة بن أبي عمران بمكة فنزلها». وكان سفيان رأساً في الزهد والعلم والورع، ناطقاً بالحكمة، متصفاً بصفات الصلاح، وطلب الحديث وهو غلام، ولقي الكبار، وحمل عنهم علماً جماً، وعمر دهراً، وازدحم الخلق عليه يطلبون العلم عنده، وانتهى إليه علو الإسناد، ورحل إليه من البلاد، وقد انتفع بالإمام سفيان بن عيينة، وتتلمذ عليه أئمة كبار، منهم: الإمام الحميدي، والإمام الشافعي، وعلي بن المديني، وغيرهم. واتسعت دائرة سفيان في العلم؛ وذلك لأنه ضم أحاديث العراقيين إلى أحاديث الحجازيين، وارتحل ولقي خلقاً كثيراً، حيث أدرك ستاً وثمانين نفساً من أعلام التابعين وأركانهم: كعمرو بن دينار، والزهري، ومحمد بن المنكدر، وعبد الله بن دينار، وزيد بن أسلم، وأبي حازم، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومن الكوفيين: أبو إسحاق، وعبد الملك بن عمير، والشيباني، والأعمش، ومنصور، وإسماعيل بن أبي خالد، ومن البصريين: أيوب، وسليمان التيمي، وداود بن أبي هند، وعلي بن زيد بن جدعان، وحميد الطويل، وحدث عنه، من الأئمة: سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، والأعمش، والأوزاعي. أوصاه والده فامتثل وصيته، قال رحمه الله: لما بلغت خمس عشرة سنة دعاني أبي فقال لي: يا سفيان، قد انقطعت عنك شرائع الصبا فاتبع الخير تكن من أهله، ولا يغرنك من اغتر بالله فمدحك بما يعلم الله خلافه منك... قال سفيان فجعلت وصية أبي قبلة أميل معها ولا أميل عنها. وقد أثنى عليه العلماء ثناءً عطراً: قال الإمام الشافعي: لولا مالك وسفيان بن عيينة لذهب علم الحجاز. وقال عنه أيضاً، ما رأيت أحداً فيه من آلة العلم ما في سفيان بن عيينة، وما رأيت أكف عن الفتيا منه، قال: وما رأيت أحداً أحسن تفسيراً للحديث منه، إذ إن الشافعي مكث فترة طويلة في مكة، وتتلمذ على يد سفيان بن عيينة. وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان ابن عيينة من أعلم الناس بحديث الحجاز، وقال بشر بن المفضل: ما بقي على وجه الأرض أحد يشبه ابن عيينة. ومن أقواله المأثورة الجميلة التي فيها عبرة وعظة: قال ليس العالم الذي يعرف الخير والشر، إنما العالم الذي يعرف الخير فيتبعه، ويعرف الشر فيجتنبه»، وقال: «من عمل بما يعلم كفي ما لم يعلم، وقال: من رأى أنه خير من غيره، فقد استكبر ثم ذكر إبليس، وقال: من تزين للناس بشيءٍ يعلم الله تعالى منه غير ذلك شاءه الله. وقال: إذا كان نهاري نهار سفيه، وليلي ليل جاهلٍ، فما أصنع بالعلم الذي كتبت؟!. وكان من خوفه من الله تعالى وتواضعه يفر من الفتوى، قال علي بن المديني: كان سفيان إذا سئل عن شيءٍ، يقول: لا أحسن، فنقول: من نسأل؟ فيقول: سل العلماء وسل الله التوفيق.

مشاركة :